اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن تحرك القوات العراقية لاستعادة حقول نفط تخضع لسيطرة الأكراد وقاعدة عسكرية قرب مدينة كركوك يمهد الطريق لنشوب معركة بين حليفين للولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة- فى سياق تقرير نشرته على موقعها الالكترونى- إن الاشتباكات المشتعلة بين القوات العراقية والأكراد صباح اليوم الاثنين تمثل معضلة عصيبة للولايات المتحدة، إذ قامت الأخيرة بتدريب وتسليح القوات العراقية الحكومية التى تضم نخبة من قوات مكافحة الإرهاب وقوات البيشمركة على الجانب الأخر.
وأضافت أن ثمة مساند أخر للجانب العراقى إلا وهو قوات الميليشيات الشيعية المقربة من إيران، فى وقت تثير فيه إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب صخبا حول الحد من النفوذ الايرانى فى المنطقة، مستشهدة بالعقوبات التى فرضتها واشنطن على قوات الحرس الثورى الايرانى الأسبوع الماضى.
وأشارت إلى أن القوات العراقية توغلت فى مدينة كركوك المتنازع عليها عقب مواجهة استمرت ثلاثة أيام، سعيا وراء استعادة السيطرة على مواقع كانت تخضع لسيطرتهم قبل عام 2014، أى قبل فرارهم من مواجهة قبضة تنظيم داعش الارهابى، لافتة إلى أن هذه المواقع تخضع منذ ذلك الحين لسيطرة القوات الكردية.
وأفادت أن تاريخ الصراع بين كردستان وحكومة العراق على الأرض والنفط يمتد إلى عقود، بيد أن استفتاء كردستان للاستقلال شهر سبتمبر الماضى أدى إلى تفاقم حدة التوترات، إذ عارضت الولايات المتحدة وتركيا وإيران جميعا هذا التصويت.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن القوات العراقية، قولها إن لديها تعليمات بتجنب العنف، فيما يقول سكان كركوك أنه تم سماع الطلقات ودوى التفجيرات فى المدينة خلال الساعات الأولى من صباح اليوم. وأفادت وسائل الإعلام الكردية بأن آلاف المقاتلين الأكراد المتطوعين اندفعوا إلى حمل السلاح.
ونسبت إلى رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، القول أنه أمر قواته “بحماية جميع المواطنين”.
وأشارت إلى أنه بينما تحذر السلطات الكردية من وقوع هجوم، حاول العبادى نزع فتيل التوتر، وأكد فى تغريدة كتبها على تويتر للتواصل الاجتماعى أن القوات العراقية “لا يمكنها أن تهاجم مواطنينا”.
وأعادت (واشنطن بوست) إلى الأذهان أن القوات الكردية فرضت السيطرة الكاملة على مدينة كركوك المختلطة عرقيا ودينيا بعد فرار الجيش العراقى من مناطق واسعة من شمال العراق عام 2014 فى مواجهة اندفاع تنظيم داعش، واستولت على حقول النفط التى كانت تديرها بغداد وتضخ مئات الآلاف من براميل النفط يوميا، والآن يريد العراق استعادة أراضيه.