كشف صندوق الاستثمارات العامة، أن محور “التغير التكنولوجي” سيكون من أبرز ما ستركز عليه مبادرة مستقبل الاستثمار، التي ستعقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – التي تنطلق بعد غد وتستمر حتى 26 أكتوبر الجاري بالرياض؛ بحضور عدد من كبار الرؤساء التنفيذيين العالميين وأبرز الخبراء والمسؤولين الحكوميين، وذلك للمشاركة في نطاق واسع من الجلسات النقاشية، سيكون من بينها منتدى رفيع المستوى حول الذكاء الاصطناعي والروبوتات يوم الأربعاء 25 أكتوبر .

وتأتي هذه النقاشات بعد أن أعلنت مجموعة سوفت بنك وصندوق الاستثمارات العامة عن إنشاء صندوق رؤية سوفت بنك. ويعد هذا الصندوق الذي يبلغ رأس ماله 100 مليار دولار أميركي أكبر صندوق للاستثمار في القطاع التكنولوجي في العالم، ويركز بشكل خاص على الاستثمار في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي .

ويتحدث ماسايوشي سن من مجموعة سوفت بنك في المنتدى عن الأهمية الإستراتيجية التي يمثلها الاستثمار في التكنولوجيا، كما يتحدث المدير التنفيذي لشركة هانسون روبوتيكس ديفيد تشين خلال المنتدى إلى جانب أحدث ابتكارات الشركة، الروبوت صوفيا، ليقدم معها للجمهور صورة عن مستقبل الذكاء الاصطناعي (صوفيا) وهي روبوت شبيه بقدرات الإنسان تمتلك القدرة على تفسير المشاعر والتعامل مع البيانات الحوارية والبصرية، وستعرض أمام الحاضرين قدرتها على تعقب ملامح وتعبيرات الوجه والتعرف عليها، بالإضافة إلى إجراء حوارات طبيعية مع البشر.

ويتناول المنتدى عدداً من القضايا الأساسية، من أبرزها تحديد أي القطاعات التي ستكون الأكثر تأثراً بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن للمجتمعات أن تتأقلم مع المراحل المقبلة من التغيرات والتحولات التقنية. كما سيسلط المتحدثون الضوء على الفرص والشراكات للمستثمرين على المستوى العالمي.

ويشارك في هذا المنتدى عدداً من القادة المؤثرين والبارزين في مجالاتهم من مختلف أرجاء العالم، وسيكون من ضمنهم:

  • المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تشاينا رينسنس، الصين الشعبية فان باو.
  • المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ريفولوشين، بالولايات المتحدة الأميركية ستيف كيس.
  • مستشار شؤون الإنجاز الأكاديمي، معهد ماساتشوستس للتقنية، الولايات المتحدة الأميركية إريك غريمسٍن.
  • الرئيسة، ديدي تشوشينغ، جمهورية الصين الشعبية جين ليو.
  • المؤسس والرئيس التنفيذي، بوسطن دايناميكس، بالولايات المتحدة الأميركية مارك ريبرت.
  • رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، مجموعة سوفت بنك، باليابان ماسايوشي سَنْ.
  • مستثمر في رأس المال المخاطر وشريك، فاوندرز فند، الولايات المتحدة الأميركية بيتر تيل.
  • الرئيس التنفيذي، فيرجن غالاكتيك، بالولايات المتحدة الأميركية جورج وايتسايدز.
  • المؤسس ورئيس مجلس الإدارة، ون ويب، بالولايات المتحدة الأميركية غريغ وايلر.

كما يشارك عدد من الخبراء العالميين المتخصصين في تقنية الروبوتات والرعاية الصحية الرقمية والذكاء الاصطناعي وتقنية النانو في نقاشات إضافية معمقة حول هذه الجوانب. وستكون مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) أحد شركاء المعرفة في مبادرة مستقبل الاستثمار، حيث ستكون معنية بالمواضيع ذات الصلة بمحور التكنولوجيا خلال المبادرة. وقال الشريك والعضو المنتدب في مجموعة بوسطن الاستشارية في منطقة الشرق الأوسط يورج هيلديبراندت: “نحن فخورون للغاية ومتحمسون للعمل مع صندوق الاستثمارات العامة في هذه المبادرة الطموحة، فالمملكة العربية السعودية تخطو في طريق واضح ومحدد فيما يتعلق بتبني التكنولوجيا وتطويرها، وهذه المبادرة تهدف إلى تعزيز تطبيق التحول الرقمي لزيادة الكفاءة والإنتاجية في مختلف قطاعات الأعمال، لاسيما على مستوى المملكة العربية السعودية ومؤسساتها كافة.

ويعدّ محور التغير التكنولوجي جانباً مكملاً لإستراتيجية الاستثمار في صندوق الاستثمارات العامة، إذ كان الصندوق قد أعلن عن استثماره مبلغ 3.5 مليار دولار أميركي في شركة أوبر للنقل التشاركي، وتتماشى هذه الاستثمارات مع رؤية المملكة 2030، التي تدرك الأهمية المحورية للبنية التحتية الرقمية في دعم الأنشطة الصناعية المتطورة، والتي تؤكد على أهمية تعاون القطاعين الخاص والعام من أجل تحديد الفرص في هذا المجال والبناء عليها.

وستعقد مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض بين 24 و26 أكتوبر 2017م بتنظيم من صندوق الاستثمارات العامة، وسيجتمع في هذه المبادرة التي تعتمد على نظام الجلسات المغلقة عبر دعوات خاصة، عدد من أبرز قادة الأعمال والاستثمار العالميين، من أجل استكشاف الاتجاهات والفرص والتحديات الجديدة التي سترسم ملامح مستقبل اقتصاد العالم وبيئة الاستثمار في العقود المقبلة.

كما يشارك في المبادرة عدد من قادة أبرز صناديق الثروة السيادية من دول مجلس التعاون الخليجي، من ضمنهم السيد محمود هاشم الكوهجي الرئيس التنفيذي لشركة ممتلكات البحرين القابضة، ومعالي السيد خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار.

وشهدت السنوات الخمس الماضية زيادة دخول صناديق الثروة السيادية في الأسواق الناشئة، مع ابتعادها في الوقت ذاته عن الاستثمار في السندات الحكومية الأجنبية، وذلك يعكس أن العائدات الاستثمارية متاحة بشكل أكبر في القطاع الخاص. ونجد على وجه الخصوص أن محافظ الاستثمارات البديلة في قطاع التقنيات الناشئة، قد باتت تحظى بتفضيل متزايد بين مؤسسات إدارة الاستثمار. كما أن نمو الصناديق الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا يتيح لمديري الاستثمار من هذه المنطقة الفرصة في أداء دور متزايد في رسم أجندة الاستثمار العالمية.

ويقدر أن يتجاوز مجموع قيمة الأصول التي يديرها المتحدثون في مبادرة مستقبل الاستثمار 22 تريليون دولار أميركي. وقد تم العمل على برنامج مبادرة مستقبل الاستثمار خصيصاً لتوفير منصة تفاعلية تتيح لقادة الاستثمار مناقشة نطاق واسع من المواضيع المتعلقة بالاتجاهات الراهنة والمستقبلية للاستثمار.

كما يتطرق برنامج المبادرة إلى الحديث عن السبل المتاحة أمام المستثمرين لتلبية المطالب المختلفة لتحقيق المنافع البيئية والاجتماعية وتلك الخاصة بالحوكمة مع الحفاظ في الوقت ذاته على الربحية. وسيكون من الجوانب الأساسية الأخرى في المبادرة الحديث عن الالتزام بمعايير الشفافية والعمل بشكل فاعل لبناء الثقة مع الجهات المختلفة. كما سيتعرف المشاركون على آراء قادة صناديق الثروة العالمية حول كيفية التأقلم مع الإستراتيجيات الجديدة المتمحورة حول التكنولوجيا. وقد تم تحديد الموضوعات المتعلقة بالاستثمار في إطار المحاور الثلاثة الرئيسية للمبادرة وهي: التحول في مراكز القوى، والنماذج الجديدة في عوالم الاستثمار، والابتكار لعالم أفضل.