اختتمت في الرياض يوم الخميس الفائت أكبر وأهم تظاهرة اقتصادية تشهدها المملكة في العصر الحديث، مبادرة مستقبل الاستثمار التي أقيمت تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وعلى شرف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، رئيس مجلس صندوق الاستثمارات العامة -حفظه الله-؛ حديث نقل المملكة إلى مرحلة جديدة في تاريخ التنمية على مستوى المشهد العالمي، قيمة الحديث لم تكن -فقط- بمستوى وأهمية وتفرد نوعية المتحدثين والضيوف الذين بلغ عددهم 2500 من شخصية رائدة ومؤثرة ورجل أعمال ورؤساء صناديق سيادية من أكثر من 60 دولة، بل تجاوزه في خلق مزيد من الوضوح، والأهمية في آن واحد لرؤية المملكة 2030، التي تؤسس لحالة جديدة من المشروعات تتسم بالاستدامة، ووضوح الهدف.

الكشف عن مدينة “نيوم” شمال غرب المملكة بتكلفة تربو على 500 مليار دولار جاء متوجاً لهذا الحضور، ومبلوراً لتوجهات صندوق الاستثمارات العامة التي تستهدف أن يكون أكبر صندوق سيادي في العالم، خاصة بعد إعلانه عن إستراتيجية خلال الثلاث سنوات المقبلة، لتحقيق أربعة أهداف رئيسية: تعظيم قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة، وإطلاق قطاعات جديدة، وتوطين التقنيات والمعارف المتقدمة، وبناء الشراكات الاقتصادية الإستراتيجية.. سعياً لتعزيز دور الصندوق كمحرك فاعل لتنويع الاقتصاد في المملكة وتعميق أثر ودور المملكة في المشهد الإقليمي والعالمي.

وجاء حديث سمو ولي العهد في الجلسة الرئيسة للمبادرة التي كشف فيها عن مدينة الحلم “نيوم” لتضع خارطة لمستقبل الاستثمار النوعي في هذا المشروع الذي يتسم بخصوصية الهدف والمضمون.. وصولاً إلى الحلم الذي يصل عنان السماء، ذاك أنه مشروع لغير التقليديين، مشروع للحالمين، والمتميزين أفراداً وشركات، أولهم “صوفيا” أول روبوت بجواز سعودي؛ لقد كانت الرسالة الأهم تأكيد الأمير محمد بن سلمان على أن الشباب السعودي هو ركيزة هذا المشروع؛ مؤكداً سموه على أنه ” واحد من 20 مليون نسمة وأنا لا شيء بدونهم. والشعب السعودي يحفزني وسلاحنا الحقيقي هو الشباب”.

إلى ذلك كسر سعر البترول حاجز 60 دولاراً للبرميل بعد تصريح سمو ولي العهد لوكالة «رويترز»، والذي أزال الضبابية في الأسواق وأعاد الثقة إليها، حيث أكّد سموه «إننا ملتزمون بالعمل مع جميع المنتجين من دول أوبك ومن خارجها.. لدينا اتفاق عظيم وتاريخي.. سندعم كل ما يمكن أن يحقق استقرار العرض والطلب.. والآن نستعيد زمام الأمور مجدداً».

واستقرت أسعار النفط أمس الجمعة ويحوم خام برنت قرب 60 دولارا للبرميل، بدعم من تصريحات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يدعم فيها تمديد تخفيضات الإنتاج التي تقودها أوبك.

وكان ولي العهد قد أكد استعداد المملكة لتمديد اتفاقية خفض الإنتاج التي أثبتت جدواها بإعادة التوازن بين العرض والطلب، كما أشار إلى أن الطلب المرتفع على النفط قد استوعب الزيادة في إنتاج النفط الصخري.

ورأى مراقبون أن رحلة إعادة التوازن للأسواق تنهض بقيادة المملكة التي أثبتت نجاحها بالرغم من التحديات؛ حيث أوضح سمو ولي العهد خلال مؤتمر الاستثمار أن الطلب على البترول سيتزايد في المستقبل الأمر الذي أعاد الثقة لأسواق البترول.