بعيداً عن هيمنة النفط ترمي المملكة خطاها للغد بحلول مختلفة قد لا يكون فيه النفط قائداً كما كان، إنما كإحدى الأذرع الاقتصادية الأخرى المساندة للوطن، وهو ما يتضّح جلياً في رؤى المملكة التي تسعى لإدخال عناصر جديدة في خليط الطاقة محلياً، عبر نيتها في استكشاف “اليورانيوم” وتوظيفه سلمياً لإنتاج الطاقة محلياً من خلال المفاعلات النووية، في ظل المكانة الدولية الرائدة التي تحتلها المملكة كأحد صمامات الأمان والاستقرار الدولي بالمنطقة.

في ذات الشأن قال فضل البوعينين -محلل اقتصادي- تعيش المملكة حالياً فترة تحوّل عبر إستراتيجياتها المستقبلية فيما يتعلق بالمعادن والثروات، فقد سبق التأكيد من قبل سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الذي أشار إلى أن هنالك الكثير من المعادن التي تحتضنها أراضي المملكة، وبالتالي فإن إستراتيجية المملكة تعمد إلى التركيز على الجوانب التي كانت مهملة إلى عهد قريب، ولا شكّ أن استكشاف المملكة لـ “اليورانيوم” هو توجّه واضح لإنتاج الطاقة من خلال المفاعلات النووية المعدّة للأغراض السلمية.

وأوضح البوعينين أن المملكة من أكثر دول العالم دعما للأمن والاستقرار وبالتالي فمن مصلحتها المحافظة على مقوماتها الأساسية واستثمارها بِمَا  يحقق أهدافها ضمن أطر قانونية دولية ومعايير مسؤولة، حيث إن شراكات المملكة الأخيرة مع الصين تفتح الباب لإنتاج الطاقة من مصادر متجددة ومنها الطاقة النووية التي ستبدأ المملكة تنفيذها قريبا وهو توجه يدعم مزيج الطاقة المحلي وينوعه بشكل أمثل.

وقال أعتقد أن المملكة ستركز مستقبلاً على قضية توليد الطاقة من مصادر متجددّة؛ لتكون مساهمةً بشكل فاعل في خليط الطاقة المنتج داخل المملكة، كما أنها -أي المملكة- تظل من الدول الداعمة للأمن والاستقرار الدوليين، لذلك فإن وجود اليورانيوم في أراضيها سيكون عامل ضمان لاستخداماته السلمية، وبما يساعد على توليد الطاقة وخفض الاعتماد على النفط في توليد الطاقة الكهربائية، ومن هنا أستطيع التأكيد أن هدف المملكة في استخدام اليورانيوم هو توليد الطاقة الكهربائية للتخفيف من استهلاك النفط محلياً بالإضافة إلى توفير مصادر بديلة للطاقة تحقق الاستدامة.

بدوره قال الخبير والمفكّر الاقتصادي الدكتور محمد بن دليم القحطاني نحن في مرحلة انتهاء الأقوال وبداية الأفعال على أرض الواقع، حيث أصبحت رؤية المواطن من رؤية صاحبها، ويلاحظ الجميع أن رؤية المملكة الاقتصادية تحمل في طيّاتها التنّوع في القطاعات غير النفطية.

وتابع الدكتور القحطاني بقوله لعل “اليورانيوم” من الاكتشافات التي ستخدم المملكة كثيراً، لاسيمّا في ظلّ الاتجاه نحو الطاقة النووية السلمية، وهذا الأمر بطبيعة الحال سيعمل على خلق صناعة جديدة، ويشكّل ما يعرف بالاكتشافات الجديدة وإيجاد ميكنة جديدة في استخراج “اليورانيوم”.

من جهته أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف الدكتور سالم باعجاجة تعيش المملكة في الوقت الراهن نقلة نوعية وتطوير حقيقي للاقتصاد الوطني، وقد شملت الإستراتيجية الوطنية البحث عن مصادر أخرى بديلة عن النفط، والبحث عن المعادن ومنها اليورانيوم الذي يتمتع باستخداماته المتعددة ومردوده المجدي في جوانب مختلفة كالطاقة والجوانب الأخرى المتعلقة بالرعاية الصحيّة في المملكة.