عادت الفرحة إلى مدرجات الاتحاد بالفوز الصعب على الفتح بنتيجة 2-1 على ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية بالأحساء، وقدم مدافع أصحاب الأرض التونسي محمد اليعقوبي خدمة لا تُنسى للاتحاديين عندما تكفل في الوقت بدل الضائع بإهدائهم هدف الفوز الذي سُجل بنيرانٍ صديقة، وهزم “الأصفر” ظروفه الصعبة ومشاكله الكثيرة وتحرر من الضغوطات الجماهيرية الكبيرة بتحقيق الفوز عقب انقطاع طويل عن تذوق طعم الانتصار الأول في عهد الرئيس المكلف حمد الصنيع، ولعب المدرج الاتحادي دوراً كبيراً اذ ساند الفريق طوال المباراة وهتف للاعبين كثيراً حتى ردوا لهم الجميل عبر الثلاث النقاط الثمينة التي كانت البصمة فيها واضحة للاعب الوسط التشيلي كارلوس فيلانويفا والحارس عساف القرني بتألقهما وخطفهما النجومية، ليتقدم الفريق إلى المركز السادس برصيد 12 نقطة متعادلاً مع “النموذجي” الذي كان خصماً ونداً عنيداً، وقدم مباراة كبيرة لكنه لم يتمكن من الخروج منها بنتيجة ايجابية، كما اهدر لاعبه التونسي عبدالقادر الوسلاتي ركلة جزاء تصدى لها عساف ببراعة.
فيلانويفا مرر كرة للمهاجم التونسي احمد العكايشي ولسان حاله يقول “انت وضميرك” واستغلها الأخير جيداً عندما ترجمها في الشباك هدفاً أول “53”، واعاد المهاجم حمد الجهيم الفتح للمباراة بتسجيله هدف التعادل “76”، لكن الوقت بدل الضائع شهد هدف الانتصار الاتحادي عندما لعب فيلانويفا كرة عرضية داخل منطقة الجزاء تكفل اليعقوبي بتحويلها بالخطأ داخل مرمى فريقه “90+3”.
وحملت القدم اليسرى للاعب الوسط البرازيلي التون جوزيه الخبر السعيد للقدساويين عندما سدد بها كرة ثابتة قوية استقرت في شباك التعاون ومنحته الفوز 1-صفر، ليعود “بنو قادس” الى نغمة الانتصارات من جديد بعد انقطاع لخمسة جولات متتالية تراوحت فيها النتائج بين الخسارة والتعادل، وعلى الرغم من غياب الجماهير عن دعم اصحاب الارض وحضور 574 مشجعاً فقط الا أن المدرب التونسي نصيف البياوي ولاعبيه نثروا الفرحة في المدرج بالفوز الثالث في الدوري السعودي للمحترفين، في المقابل لم يكن التعاون سيئاً، وتقاسم مع مضيفه الأفضلية، الا ان هجومه لم يستغل الفرص التي تهيأت له، وخسر بذلك مباراته الرابعة دورياً.
هذه النتيجة منحت القادسية النقطة 12 في المركز السابع، بينما تجمد رصيد التعاون عند 11 نقطة ثامناً.
هدف المباراة الوحيد الذي سجله التون حضر في الشوط الثاني وبالتحديد الدقيقة 65 عندما تكفل التون بتنفيذ خطأ من مسافة بعيدة لم يفلح الحارس المصري عصام الحضري في ابعادها لتسكن مرماه وهو الهدف رقم 21 لالتون من كرة ثابتة كأكثر اللاعبين تسجيلاً من الكرات الثابتة في تاريخ دوري المحترفين.
وفي الرياض، أمام 8352 مشجعاً، سارت الأمور خلاف المتوقع قياساً بموقع الفريقين في سلم الترتيب، إذ خالف الشباب التوقعات وظهر بصورة فنية مميزة وسط انضباط تكتيكي وتنظيم دفاعي محكم للاعبي المدرب الأورغوياني دانييل كارينيو الذين نجحوا أيضاً في صناعة فرص هجومية من خلال الهجمات المرتدة التي عاب عليها البطء، في حين وعلى الرغم من سيطرتهم على منطقة المناورة معظم فترات الشوط إلا أن المحاولات “الزرقاء” افتقدت للفاعلية في ظل مواصلة المهاجم الأورغوياني ماتياس بريتوس الظهر بمستويات ضعيفة واصرار الأرجنتيني رامون دياز على الدفع به.
وفي الشوط الثاني، باغت الهلاليون منافسهم بهدف باكر بواسطة لاعب الوسط البرازيلي كارلوس إدواردو الذي استغل عرضية الظهير الأيمن محمد البريك بطريقة رائعة وسدد كرة اكتفى الحارس التونسي فاروق بن مصطفى بمشاهدتها “47”، لكن الشبابيين نجحوا بمعادلة النتيجة بهدف مثير للجدل إذ لعب المهاجم الجزائري محمد بن يطو كرة عرضية وجدت لاعب الوسط خالد الكعبي الذي وضع الكرة في مرمى الحارس العماني علي الحبسي الذي ظن أن بن يطو لعب الكرة بعد خروجها من الملعب وهو ما أظهرته بالفعل اللقطات المتلفزة “68”، وسط سخط جماهيري “أزرق” على الطاقم التحكيمي الكرواتي الذي ظهر بصورة مهزوزة ليعاود الهلاليون محاولاتهم من أجل التقدم مرة أخرى دون فائدة حتى أنهى الحكم الكرواتي ايفان بايبك المواجهة.