حققت الإستراتيجية التي فعلتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مواجهة التطرف والغلو نجاحاً كبيراً استحقت معه التميز في إعداد طاقات قادرة عل العطاء والإنتاج والإبداع في مختلف الكليات والمعاهد التي تشملها في الداخل والخارج، وأكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل في حديث له مع قيادات المعاهد العلمية حرصَ الجامعة على المحافظة على عقول الشباب والشابات وتحصين أفكارهم من الشوارد والانحرافات سواء كانت فكرية أو سلوكية أو أخلاقية، وقال معاليه إننا نرى الأفكار والآراء المتطرفة والمنحرفة تبنتها جماعات وأحزاب وتنظيمات ما أنزل الله بها من سلطان، ويأتي في مقدمتها تنظيم جماعة الإخوان المسلمين المتطرف الذي نشأت من عباءته وفكره العديد من الأحزاب والتنظيمات التي أضرت بالبلاد والعباد والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها مضيفاً أن ذلك لا يمكن أن يغطى أو ينكر أو يقال ان ما ذكر مبالغة بل هو حقيقة وقعت وواقعة لابد من مواجهتها وافضل ما يمكن ان يستثمر ويستغل في ذلك تعزيز قيم الوسطية والاعتدال ورفع معالم التسامح والتعايش وإثراء الجوانب الوطنية الصادقة وقال موجهاً حديثه للتربويين والمعلمين إنه يجب ان تعلموا ان المرحلة مرحلة عمل واضح لا يقبل التسويف والمجاملة أو الكسل أو الخمول أو رمي العمل على الآخرين فكل عليه مسؤولية ولابد ان يؤديها بأمانة وصدق واخلاص لأنه سيسأل عنها أمام من ولاه الأمر وامام الله عز وجل وجدد الحديث لهم وقال انكم مسؤولون عن فلذات الاكباد من الطلاب والطالبات مسؤولية تامه في الا يقعوا في تطرف أو غلو أو جفاء أو افراط أو تفريط ولابد ان تبرئوا ذمتكم فيما تلقنونه لهم من المعارف والعلوم وفيما يطرح عليهم في قاعات الدراسة وفصولها وان يتابع ذلك بدقة وحرص وفطنة مشدداً على أهمية تضمين المناهج ما يتعلق بمحاربة الجماعات وشبه الجماعات والتطرف والغلو وحوكمة المعاهد العلمية منعاً للاجتهادات الفردية وقال ان تلك التوصيتين اللتين اعلنتا في ختام الملتقى السنوي لقيادات المعاهد العلمية لهذا العام لفتتا الانتباه وكل منهما تكمل الأخرى وإن ما قرر من توصيات في هذا الاطار قد أوفى بما يمكن أن يطرح ويربط اطناب هذا الموضوع ويحقق الأمثل فيما ينتظر، مشيداً بفكرة تنظيم الملتقى وما طرح فيه من أفكار وقال انه ملتقى إبداعي تميز في كل ما نظم من اجله أو ما تمخض عنه أو ما صدر عنه من توصيات وقد نظم من اجل ربط أعمال المعاهد التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرؤية العظيمة التاريخية الاستراتيجية قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى 2030 ممتدحاً الرؤية وقال إنها علمية شرعية واجتماعية واقتصادية وسياسية ووطنية وإقليمية وعربية وإسلامية ودولية ويعرف ذلك من شارك فيها أو أقرها أو دقق في معانيها ومبانيها ويحق لنا في جامعة الإمام عبر وحداتها ومعاهدها ومراكزها وكراسي البحث فيها وملتقياتها أن نكون مبادرين وفي الأمام في كل ما يحققها في مناهجنا ومقرراتنا وجميع فعاليات ومناشط وبرامج الجامعة العامة والخاصة في الداخل والخارج وها نحن نرى في هذه الأيام بعض الثمرات التي تحققت من خلال هذه الرؤية وذلك عبر ذلك المشروع التاريخي العملاق الذي لا يوجد له نظير في تاريخ البشرية الذي هو (نيوم) الذي سيكون بإذن الله تعالى له اثر واضح وجلي في الحفاظ على رسالة ومنهج هذه البلاد وتحقيق الرفاهية والطمأنينة والجو المناسب سواء أكان وظيفياً أو خدماتياً وغيره لأبناء هذا الوطن على المدى القريب والبعيد مذكراً ان ارتباط المعاهد العلمية في جامعة الإمام بهذه الرؤية وتحقيقها في مستويات الدراسة في المرحلة المتوسطة والابتدائية وعبر المناهج هو نقطة وبداية لعمل كبير تقوم عليه هذه المعاهد للتطوير والنماء ومواكبة كل ما يطرح مما يجعلها تجمع بين الأصالة والمعاصرة مبينا ان للمعاهد العلمية مكانتها ومنزلتها العالية الكريمة في محيط جامعة الإمام على وجه الخصوص وفي المملكة بشكل عام وعلى المستوى الإسلامي والدولي بشكل عام ويشهد بذلك القاصي والداني ويقر به العدو قبل الصديق وذلك من خلال مخرجاتها وما انتجته من الكفاءات والخبرات التي خدمت الدين والوطن وحققت معه تطلعات ولاة الامر على مدى ما يزيد على 67 عاماً من العمل المؤسسي المؤصل المبني على حقائق ودعائم وشواهد هذا الدين الكريم المنطلقة من الكتاب والسنة ومنهج سلف هذه الامة مضيفاً أن الوقت حان لان نكون صريحين صادقين مخلصين في اقوالنا وافعالنا وطرحنا ورؤانا وتسديداتنا وتربيتنا وتعليمنا وتوجيهنا ودعوتنا عبر كل مؤسسة ومحضن تربوي وخصوصاً جامعة علوم السيادة والريادة مؤسسة الوطن جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية التي أسست على نواة خير وأقيمت على فضل ونور من نصوص الوحيين الكريمين وما فهمه علماء هذه الأمة منذ تأسيسها على يد الامام العادل والملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- عندما وجه سماحة مفتي الديار السعودية سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله عام 1370 لإنشاء أول معهد علمي في الرياض وتبعته معاهد اخرى ثم إنشاء كلية الشريعة وكلية اللغة العربية لاحقاً مضيفاً ان جامعة الامام اصبحت قوية واشتد ساعدها في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يسانده ويعاضده ويشد من أزره سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- واللذان يفتحان أبواباً وآفاقاً وقلوباً لكل من يريد أن يخدم دينه وعقيدته ووطنه ويحقق تطلعات ولاة أمره مشيداً بالدعم الذي تجده الجامعة منهما، وقال إن التوصيات التي توصل لها الملتقى تسجل بمداد من نور وتظل لا فائدة منها إذا وجدت في الأوراق والصفحات وتليت علينا ثم خرجنا وكأن شيئاً لم يكن ولذلك فإن الجامعة ستتابع كل ما انتهي اليه من توصيات ولن تكتفي بمثل هذه اللقاءات بل سيكون العمل على أرض الواقع وفي الساحة حتى نرى ثمرة ونتيجة وتحقيق الهدف الذي اجتمعنا من أجله.