أبعاد الخفجي – عبدالمحسن ماهل:
لاشك بأن مشكلة صعوبات التعلم من المشاكل التي نعايشها ونسمع عنها كثيراً في مجتمعنا، هذه المشكلة تحتاج أن نتعامل معها بعقلانية وواقعية، تبدأ بضرورة التعرف على ماهيتها، من حيث أعراضها وتشخيصها وطرق علاجها، وهنا نأخذكم في ومضات جديدة من «أبعاد أسرية» على جزئين مع الدكتورة نور العوفي للحديث والتفصيل حيال هذا الموضوع الهام الذي يؤرق الكثير من الأسر.
ماهية صعوبات التعلم:
تذكر الدكتوره نوره العوفي بأن :هناك العديد من التعاريف لصعوبات التعلم، ومن أشهرها أنها الحالة التي يظهر صاحبها مشكلة أو أكثر في الجوانب التالية: القدرة على استخدام اللغة أو فهمها، أو القدرة على الإصغاء والتفكير والكلام أو القراءة أو الكتابة أو العمليات الحسابية البسيطة، وقد تظهر هذه المظاهر مجتمعة وقد تظهر منفردة. أو قد يكون لدى الطفل مشكلة في اثنتين أو ثلاث مما ذكر.
فصعوبات التعلم تعني وجود مشكلة في التحصيل الأكاديمي (الدراسي) في مواد القراءة أو الكتابة أو الحساب، وغالبًا يسبق ذلك مؤشرات، مثل صعوبات في تعلم اللغة الشفهية (المحكية)، فيظهر الطفل تأخرًا في اكتساب اللغة، وغالبًا يكون ذلك متصاحبًا بمشاكل نطقية، وينتج ذلك عن صعوبات في التعامل مع الرموز.
التشخيص:
الشرط الأساسي لتشخيص صعوبة التعلم هو وجود تأخر ملاحظ، مثل الحصول على معدل أقل عن المعدل الطبيعي المتوقع مقارنة بمن هم في سن الطفل، وعدم وجود سبب عضوي أو ذهني لهذا التأخر (فذوي صعوبات التعلم تكون قدراتهم الذهنية طبيعية)، وطالما أن الطفل لا يوجد لديه مشاكل في القراءة والكتابة، فقد يكون السبب أنه بحاجة لتدريب أكثر منكم حتى تصبح قدرته أفضل، وربما يعود ذلك إلى مشكلة مدرسية، وربما (وهذا ما أميل إليه) أن يكون هذا جزء من الفروق الفردية في القدرات الشخصية، فقد يكون الشخص أفضل في الرياضيات منه في القراءة أو العكس. ثم إن الدرجة التي ذكرتها ليست سيئة، بل هي في حدود الممتاز.
مؤشرات وجود المشكلة:
المتعارف عليه هو أن الطفل يخضع لفحص صعوبات تعلم إذا تجاوز الصف الثاني الابتدائي واستمر وجود مشاكل دراسية لديه. ولكن هناك بعض المؤشرات التي تمكن اختصاصي النطق واللغة أو اختصاصي صعوبات التعلم من توقع وجود مشكلة مستقبلية، ومن أبرزها ما يلي:
1- التأخر في الكلام أي التأخر اللغوي.
– وجود مشاكل عند الطفل في اكتساب الأصوات الكلامية أو حذف أو تبديل أو زيادة أحرف أثناء الكلام – ضعف التركيز أو ضعف الذاكرة- صعوبة الحفظ -صعوبة التعبير باستخدام صيغ لغوية مناسبة -صعوبة في مهارات الرواية – استخدام الطفل لمستوى لغوي أقل من عمره الزمني مقارنة بأقرانه.
2- وجود صعوبات عند الطفل في مسك القلم واستخدام اليدين في أداء مهارات مثل: التمزيق، والقص، والتلوين، والرسم. (وغالبًا تكون القدرات العقلية للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم طبيعية أو أقرب للطبيعية وقد يكونون من الموهوبين.
أمثلة لبعض مظاهر ضعف التركيز:
– صعوبة إتمام نشاط معين وإكماله حتى النهاية.
-صعوبة المثابرة والتحمل لوقت مستمر غير متقطع
– سهولة التشتت أو الشرود، أي ما نسميه السرحان
-صعوبة تذكر ما يُطلب منه (ذاكرته قصيرة المدى)
-تضييع الأشياء ونسيانها.
-قلة التنظيم.
– الانتقال من نشاط لآخر دون إكمال الأول.
-عند تعلم الكتابة يميل الطفل للمسح (الإمحاء) باستمرار.
-أن تظهر معظم هذه الأعراض في أكثر من موضع، مثل: البيت، والمدرسة، ولفترة تزيد عن ثلاثة أشهر.
-عدم وجود أسباب طارئة مثل ولادة طفل جديد أو الانتقال من المنزل؛ إذ إن هذه الظروف من الممكن أن تسبب للطفل انتكاسة وقتية إذا لم يهيأ الطفل لها.
وقد تظهر أعراض ضعف التركيز مصاحبة مع فرط النشاط أو الخمول الزائد، وتؤثر مشكلة ضعف التركيز بشكل واضح على التعلم، حتى وإن كانت منفردة، وذلك للصعوبة الكبيرة التي يجدها الطفل في الاستفادة من المعلومات؛ بسبب عدم قدرته على التركيز للفترة المناسبة لاكتساب المعلومات. ويتم التعامل مع هذه المشكلة بعمل برنامج تعديل سلوك., ورغم أن هذه المشكلة تزعج الأهل أو المعلمين في المدرسة العادية، فإن التعامل معها (بإسلوب العقاب) قد يفاقم المشكلة؛ لأن إرغام الطفل على أداء شيء لا يستطيع عمله يضع عليه عبئًا سيحاول بأي شكل التخلص منه، وهذا ما يؤدي ببعض الأطفال الذين لا يتم اكتشافهم أو تشخيصهم بشكل صحيح للهروب من المدرسة (وهذا ما يحدث غالبًا مع ذوي صعوبات التعلم أيضًا إذا لم يتم تشخيصهم في الوقت المناسب) .
وليست المشاكل الدراسية هي المشكلة الوحيدة، بل إن العديد من المظاهر السلوكية أيضًا تظهر لدى هؤلاء الأطفال؛ بسبب عدم التعامل معهم بشكل صحيح مثل العدوان اللفظي والجسدي، الانسحاب والانطواء، مصاحبة رفاق السوء والانحراف، فرغم أن المشكلة تبدو بسيطة، فإن عدم النجاح في تداركها وحلِّها مبكرًا قد ينذر بمشاكل حقيقية. ولكن ولله الحمد فإن توفر الاهتمام بهذه المشاكل، والوعي بها، وتوفر الخدمات المناسبة والاختصاصيين المناسبين والمؤهلين سيساعد في حل الكثير من هذه السلوكيات و الصعوبات التي تواجه التلميذ و الاهل .
(انماط) صعوبة التعلم :
القراءة من أهم المهارات التي تعلم في المدرسة، وتؤدي الصعوبات في القراءة إلى فشل في كثير من المواد الأخرى في المنهاج .وحتى يستطيع الطالب تحقيق النجاح في أي مادة يجب عليه أن يكون قادراً على القراءة .وهناك عدد من المهارات المختلفة التي تعتبر ضرورية لزيادة فاعلية القراءة.
وتقسم هذه المهارات إلى قسمين:
1- تمييز الكلمات
2- مهارات الاستيعاب .
وكلا النوعين ضروريان في عملية تعلم القراءة . ومن المهم في تدريس هاتين المهارتين أن لا يتم تدريسهما عن طريق المحاضرة بل لابد من تدريب الطالب عليها من خلال نصوص مناسبة بالنسبة له ، مما يساعد الطالب على تجزئة المادة وربط أجزائها ببعضها البعض.
خطوات علاج صعوبات التعلم :
يجب على الوالدين أن يكونا أكثر تفهماً لمشكلة طفلهم والتعامل معها بعقلانية، وعدم تعريض ابنهم لأي من التوترات والضغوطات النفسية، ومن الممكن أن يقوم الوالدين بمساعدة المدرسة في إيجاد برامج علاجية لأبنائهم دون أي توتر أو ضغط عليهم. ضع برنامج تعليمي خاص لدى الطفل وذلك بحسب نوع الصعوبة التي يعاني منها، لكن يجب أن يكون ذلك تحت إشراف اخصاءي صعوبات التعلم الذي يستطيع تشخيص نوع الصعوبة التعليمية التي يعاني منها التلميذ و يضع لها البرنامج العلاجي المناسب بالتنسيق مع الأسرة و المدرسة . ويجب تشخيص حالة الطفل في أسرع وقت ممكن للتعرف على ما إذا كانت لديه صعوبات أم لا، وعملية التشخيص يجب أن يشرف عليها اخصاءي صعوبات التعلم . يجب أن يكون هنالك دائماً تنسيق وتعاون بين المدرسة والأسرة، كما يجب أن يكون البرنامج العلاجي شاملاً لجميع النواحي التعليمية. و ذلك بوضع برنامج الدعم التربوي الفردي الخاص بالتلميذ بالمدرسة و متابعة التلميذ مع اخصاءي صعوبات التعلم في خطوات العلاج مع الأسرة و المدرسة لتطوير مهارات التلميذ و تحسين مستواه التعليمي و السلوكي و النفسي.
(في الجزء القادم من صعوبات التعلم سوف يكون الحديث حول صعوبات القراءة).
التعليقات 1
1 pings
زائر
07/04/2019 في 1:24 م[3] رابط التعليق
التعليق