بدأ الفتح هذا الموسم بالخروج التدريجي من نفق الإخفاقات المتتالية، التي واكبت الفريق منذ نهاية موسمه التاريخي 2012-2103، الذي شهد تحقيق ثنائية الدوري وتتويجه بالنسخة الأولى من كأس “السوبر”، في حدثين كبيرين في تاريخ النادي “النموذجي”، وبعد ثلاثة أعوام فقط من صعوده من دوري الدرجة الأولى حاملاً اللقب، إلى دوري الأضواء والشهرة.

ولأن البقاء في القمة أصعب كثيراً من الوصول إليها، لم يستطع الفتح بإمكاناته المحدودة بعد ذلك، مقارعة كبار منافسيه في الدوري، والحفاظ على توهجه، واستمرارية ظهوره في مشهد المنافسة على الاستحقاقات المحلية، كرقم ثابت لا يتزعزع، إذ إن الظروف الإدارية والفنية، والتغييرات العناصرية المفاجئة والاضطرارية، لم تمنح النموذجي وقتاً كافياً لالتقاط أنفاسه بعد ذلك، فبدأت رحلة التراجع الكبير إذ حل الفريق عاشراً 2014، وكان حينها مهدداً بالعودة إلى الدرجة الأولى، ثم اكتفى بالمرتبة السادسة 2015، وتقدم بعدها خامساً 2016، قبل أن يتقهقر ثامناً في الموسم الماضي، بعد صراع مرير للبقاء والهروب من شبح الهبوط للمرة الثانية في أربعة مواسم، تلت تحقيقه ثنائية الدوري و”السوبر”.

كان الخبر البارز في مسيرة الفتح قبل نهاية الموسم المنصرم، هي عودة مدربه السابق التونسي فتحي الجبال، الخبير بأسرار الفريق والعارف ببواطنه، بعد أن قاده سابقاً إلى بطولة دوري الدرجة الأولى موسم 2009 ثم للثنائية التاريخية في موسم 2012، والتي دوّن معها المدرب والفريق لأول مرة في تاريخهما إنجازين بهذا الحجم، قبل أن تنتهي العلاقة الرسمية بين الطرفين في الموسم التالي، الذي شهد بوادر التراجع الكبير، إلا أن الارتباط الوثيق بين “فتحي المدرب والفتح الفريق”، كان حافزاً مهماً سهّل عودة المدرب من جديد لقيادة الفريق في الموسم الفائت.

منذ أن قرر رئيس الفتح السابق سعد العفالق عدم تجديد عقد التونسي فتحي الجبال نهاية موسم 2014، استعان الفتحاويون بثلاثة مدربين، كان أولهم الإسباني خوان ماكيدا، وحضر بعده التونسي ناصيف البياوي، فيما كان آخرهم البرتغالي ريكاردو سابينتو، بيد أن الثلاثة لم يصلوا إلى ما تحقق مع التونسي الجبال، الذي أثمرت عودته الجديدة عن تحسن كبير في أداء الفريق هذا الموسم بشكل ملحوظ للعيان، محققاً ثلاثة انتصارات، وثلاثة تعادلات، مقابل تعثره في ثلاث جولات حتى الآن، جامعاً 12 نقطة، وضعته ثامن الترتيب وبفارق نقطة واحدة فقط عن صاحب المركز الثالث، وهو ما أعاد التوازن لصفوف النموذجي مع مدربه التاريخي، وساهم في استقراره على الصعيد الفني، على الرغم من التحولات الإدارية الكبيرة التي واكبت الفريق في المواسم الفارطة، وكان لها تأثير لا يمكن إغفاله على نتائج الفتح السابقة.

يقول التونسي فتحي الجبال حين عاد مجدداً لقيادة الفتح في الموسم الماضي: “الفريق أوضاعه اختلفت عما قبل ثمانية أعوام، ولكنني ابن النادي وأعرف خبايا المجموعة الحالية، والفتح يملك عقلية البطل، ولن يتخاذل رجاله في تقديم الأفضل للفريق، لقد زرعت في اللاعبين الحماس والرغبة في الانتصار، حتى يقدموا كل شيء من أجل الشعار، كلي ثقة في اللاعبين حتى ننتزع ما نريد”.