جسدت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، اهتمامه بأبناء هذا الوطن وتاريخهم وثقافتهم وتراثهم، وتنمية هذا الموروث القيم وما يمثله من أهمية اقتصادية للقائمين عليه وللوطن بشكل عام، وحماية مكتسبات الوطن الثقافية والتراثية واستمرار ازدهاره واستقراره وتماسكه.

وتعد الرعاية الملكية للتراث والثقافة من خلال مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل أكبر دليل على اهتمام القيادة في المملكة بالتكوين الثقافي السعودي المعاصر الذي يشكّل جزءاً من تاريخ البلاد، وتؤكد الرعاية والاهتمام نهج قيادتنا الحكيمة في الأخذ بمفاهيم التحديث والتطوير وتعزيز هذا الإرث الثقافي بأسلوب عصري متمكن في جميع المجالات، ويرسخ ثقة المواطن بمستقبل مشرق واعد نحو مستوى معيشي وحضاري متصاعد من النمو والتقدم الاقتصادي والاجتماعي.

كما أنها تجسد اهتمام ولاة الأمر -حفظهم الله- بجوانب شتّى من الأمور التي تتعلّق بحياة المواطن وموروثه البيئي وثقافته التاريخية واهتماماته، ما يمنحها الكثير من الاهتمام والرعاية والتنظيم الإداري الفعّال، لا سيما رعاية الاهتمامات الشعبية المتأصلة ضمن هوية المواطن كتربية واقتناء الإبل التي تؤكد استمرار الحفاظ على منجزات الوطن من خلال مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل.

ويأتي إنشاء “نادي الإبل”، وتشكيل مجلس إدارته برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء المشرف العام على نادي الإبل، وبرؤية وهيكلة جديدة تستثمر الكفاءات والمعطيات وفق أحدث نظم العمل المعاصرة والمتوافقة مع رؤية المملكة 2030 المستقبلية، وتحقيق أهدافها المتكاملة للحفاظ على الموروث الشعبي، يأتي كدليل على الحرص والمتابعة من قبل الحكومة بالعمل على تطوير هذا الموروث الثقافي والحفاظ عليه، وتوفير كل ما يحتاجه أهل ومحبو الإبل في بيئة حضارية تشهد نمواً وعطاءً وتحقق نقلات نوعية في هذا المجال، في إطار العناية بالمقومات السياحية والاقتصادية وتطويرها والاهتمام بكل ما يتعلق بالتراث والثقافة، للمحافظة على الهوية الاجتماعية الوطنية والإرث السعودي الأصيل، بالإضافة إلى توثيق عرى الماضي بالحاضر.

وجاء مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل كمناسبة وطنية تعكس في نشاطاتها تاريخنا المجيد ونتاج حاضرنا الزاهر، لتؤكد على هويتنا العربية والإسلامية وتأصيل موروثنا الوطني بشتى جوانبه، والمحافظة عليه ليبقى ماثلاً للأجيال القادمة وإنشاء نادي الإبل يعد محفزاً وداعماً لهذا الاهتمام.