أبعاد الخفجي – عبدالمحسن ماهل:
في الجزء الثاني من موضوع صعوبات التعلم تفند الدكتورة نور بدر العوفي، أنماط صعوبات القراءة (التشخيص والعلاج).
(أنماط) صعوبة التعلم (أنماط صعوبات القراءة ):
تشير العوفي إلى أن القراءة من أهم المهارات التي تعلم في المدرسة وتؤدي الصعوبات في القراءة إلى فشل في كثير من المواد الأخرى في المناهج، وحتى يستطيع الطالب تحقيق النجاح في أي مادة يجب عليه أن يكون قادراً على القراءة، وتؤكد على أن هناك عدد من المهارات المختلفة التي تعتبر ضرورية لزيادة فاعلية القراءة مثل:
1- الإدراك البصري visual perception
الإدراك المكاني أو الفراغي: تحديد مكان جسم الإنسان في الفراغ وإدراك موقع الأشياء بالنسبة للإنسان وبالنسبة للأشياء الأخرى، وفي عملية القراءة يجب أن ينظر إلى الكلمات كوحدات مستقلة محاطة بفراغ.
2- التمييز البصري visual discrimination
لا يستطيع الكثيرون من الطلبة الذين يعانون من صعوبات في القراءة :
– التمييز بين الحروف والكلمات
– التمييز بين الحروف المتشابهة في الشكل( ن ، ت ، ب ، ث ، ج ،)
– التمييز بين الكلمات المتشابهة أيضاً ( عاد ، جاد ) . ولابد من تدريب الطلبة على التمييز بين الحروف المتشابهة والكلمات المتشابهة، ويجب أن نعلم الطلاب أن هناك بعض الأمور التي لا تؤثر في تمييز الحرف وهي :
الحجم – اللون – مادة الكتابة.
ويلاحظ وجود مشكلات في التمييز البصري بين صغار الأطفال الذين يجدون صعوبة في مطابقة الأحجام والأشكال والأشياء
3 – الإدراك السمعي Auditory perception
– تحديد مصدر الصوت – الوعي على مركز الصوت واتجاهه – التمييز السمعي – القدرة على تمييز شدة الصوت وارتفاعه أو انخفاضه والتمييز بين الأصوات اللغوية وغيرها من الأصوات ، وتشتمل هذه القدرة أيضاً على التمييز بين الأصوات الأساسية (الفونيمات) وبين الكلمات المتشابهة والمختلفة.
4- التمييز السمعي Auditory discrimination
– عدم القدرة على التمييز بين الأصوات اللغوية الأساسية من أهم ميزات الطلبة الذين يعانون من مشكلات سمعية في القراءة
– عدم القدرة على تمييز التشابه والاختلاف بين الكلمات . فالأطفال الذين يعانون من مشاكل سمعية قد لا يستطيعون تمييز الكلمة التي تبدأ بحرف السين مثلاً من بين مجموعة من الكلمات التي تقرأ على مسامعهم . وبالإضافة إلى ذلك فإن هؤلاء الطلبة لا يستطيعون التمييز بين الكلمات المتشابهة التي تختلف عن بعضها بعضاً في صوت واحد فقط مثل ( نام ، قام ، لام ) . لذلك فإن معظم الاختبارات السمعية تركز على قياس هذه القدرة ( Wepman , 1973 )
– عدم القدرة على التمييز بين الكلمات ذات النغمة المتشابهة لأن ذلك يتطلب قدرة على تحديد التشابه السمعي بين هذه الكلمات وتعتبر هذه القدرة واحدة من عدة مهارات يمكن تقييمها في سنوات المدرسة الأولى .
5 – الذاكرة memory :
تقول نور العوفي أن الذاكرة تشتمل على القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات لاستخدامها فيما بعد ضعيفا وهناك ارتباط في كثير من الأحيان بين مشكلات الذاكرة التي يعاني منها ذوو صعوبات التعلم وبين العمليات البصرية والسمعية المختلف فقد تؤثر اضطرابات الذاكرة البصرية على القدرة على تذكر بعض الحروف والكلمات بينما تؤثر قدرة الذاكرة على تسلسل الأحداث وعلى ترتيب الحروف في الكلمة وعلى ترتيب الكلمات في الجملة .
ومن ناحية أخرى فإن اضطرابات الذاكرة السمعية قد تؤثر على القدرة على تذكر أصوات الحروف وعلى القدرة على تجميع هذه الأصوات لتشكيل كلمات فيما بعد .
6- لقراءة العكسية للكلمات والحروف Reversal reading for letters and words
يعتبر الميل إلى قراءة الكلمات والحروف ( أو كتابتها ) بشكل معكوس من الميزات المعرفية التي يتصف بها الذين يعانون من صعوبات في القراءة ويميل هؤلاء الطلبة إلى قراءة بعض الحروف بشكل معكوس أو مقلوب وبخاصة الحروف ) ب ، ن ، س ، ص ) وقد يقرأ هؤلاء الطلبة بعض الكلمات بالعكس ( سار بدلاً من راس ) وقد يستبدل بعضهم الصوت الأول في الكلمة بصوت آخر ( دار بدلاً من جار)
7 – مهارات تحليل الكلمات Words Analysis skills
– التحليل البنيوي – التعرف على شكل الكلمة – استخدام الصور والإفادة من الكلمات المألوفة وتحليل السياق.
ونعني بالتحليل البنيوي تمييز الكلمات والتعرف عليها بتحليلها إلى الأجزاء المكونة من طولها وشكلها في عملية قراءتها.
8 – الكلمات المألوفة:
هي الكلمات التي يستطيع القارئ تمييزها بسرعة عندما يلحظها وهي المفردات التي يتكرر استخدامها في نصوص القراءة أنت ، قال ،هو ) .
9 – الاستيعاب Comprehension
مهارات الاستيعاب الحرفي: يمكن اعتبار الصعوبات في مهارة الاستيعاب لدى الطلبة الذين يعانون من مشاكل في القراءة صعوبات في استيعاب النص بحرفيته أي أنها صعوبات في استذكار الحقائق والمعلومات الموجودة في النص بشكل صريح وتتضمن للنص مهارات كثيرة:
– ملاحظة الحقائق والتفاصيل الدقيقة- فهم الكلمات والفقرات . تذكر تسلسل الأحداث – اتباع التعليمات والقراءة السريعة لتحديد معلومات محددة – استخلاص الفكرة العامة من النص .
أما الطلبة الذين يعانون من صعوبات في مهارات الاستيعاب الحرفية فلا يستطيعون استذكار أو تحديد الفقرات التي تصف شخصاً أو مكاناً أو شيئاً ما . وقد يشعر هؤلاء الطلبة بالإحباط أيضاً عندما يحاولون البحث عن حقائق وتفاصيل دقيقة للإجابة عن أسئلة معينة .
أسباب صعوبات الاستيعاب الحرفي:
تذكر العوفي بأن عدم القدرة على فهم معاني كلمات كثيرة . يقول كارلين ( Karlin , 1980 ) إن معاني المفردات من أهم العوامل في الاستيعاب القرائي(Reading Comprehension ) ، فلا يستطع بعض الطلبة أحياناً التمييز بين المعاني المختلفة للكلمة الواحدة ،
الخلفية المحدودة الخبرات تؤثر على عدد المفردات ومعانيها ، فبعض الطلبة لا يعرفون معاني كلمات معينة لأنهم لم يتعرضوا لمثل هذه المفردات في خبراتهم الحياتية . ولابد أن يكون لهؤلاء الطلبة خبرة في مفاهيم تلك المفردات قبل معرفة المفردات نفسها .وصعوبة التمييز بين التفاصيل المختلفة والفكرة العامة في النص . وقد يؤدي التركيز على التفاصيل والحقائق الدقيقة إلى حدوث مثل هذه الصعوبة في الاستيعاب ،كما أن فهم الطلبة للفكرة العامة في النص قد يتأثر بطول ذلك النص . ولاشك بأن وجود أي من هذه الصعوبات يستدعي إجراء إجراءات علاجية لتجنب التأثير السيئ لتلك الصعوبات على مهارات الاستيعاب الأعلى .
مهارات الاستيعاب التفسيري : Interpretive Understanding Skills
تشتمل هذه المهارات على مهارات تتطلب :
– القدرة على الاستنتاج والتنبؤ وتكوين الآراء .
إن الصعوبات التي يواجهها ذوو صعوبات التعلم في الجوانب الميكانيكية للقراءة تحد من قدراتهم على الفهم الحرفي للنصوص ،ناهيك عن الصعوبات التي تواجههم في مهارات الاستيعاب التفسيرية .
– مهارات الاستيعاب النقدي :Critical comprehension skills :تشتمل هذه المهارات على إصدار القارئ أحكاماً قيمة مرتكزة على اتجاهاته وخبراته . ولا شك بأن قدرة القارئ على تحليل نصوص القراءة وتقييمها هي أعلى مستويات الاستيعاب . وتشتمل مهارات الاستيعاب النقدي على عدة مهارات أخرى مثل :
الحكم على دقة المعلومات – واستخلاص النتائج- التمييز بين الرأي والحقيقة. – تقييم آراء الكاتب ومعتقداته .
الفرق بين صعوبات التعلم ، بطيئو التعلم ، المتأخرون دراسياً :
تقول الدكتوره نور العوفي سأحاول هنا إن اذكر عدة جوانب مهمة في التفريق بين الفئات الثلاث الأنفة الذكر
– جانب التحصيل الدراسي :
طلاب صعوبات التعلم / منخفض في المواد التي تحتوي على مهارات التعلم الأساسية
( الرياضيات _ القراءة _ الإملاء ) .
*الطلاب بطيئو التعلم / منخفض في جميع المواد بشكل عام مع عدم القدرة على الاستيعاب.
*الطلاب المتأخرون دراسياً / منخفض في جميع المواد مع إهمال واضح ، أو مشكلة صحية
– جانب سبب التدني في التحصيل الدراسي
*صعوبات التعلم / اضطراب في العمليات الذهنية [ الانتباه ، الذاكرة ، التركيز ، الإدراك ]
* بطيئو التعلم / انخفاض معامل الذكاء .
* المتأخرون دراسياً / عدم وجود دافعيه للتعلم .
– جانب معامل الذكاء (القدرة العقلية)
· صعوبات التعلم / عادي أو مرتفع معامل الذكاء من 90 درجة فما فوق.
· بطيئو التعلم / يعد ضمن الفئة الحدية معامل الذكاء 70– 84 درجة .
· المتأخرون دراسياً / عادي غالباً من 90 درجة فما فوق
– جانب المظاهر السلوكية :
· صعوبات التعلم / عادي وقد يصحبه أحياناً نشاط زائد .
المظاهر العامة لذوي الصعوبات التعلميّة:
اضطرابات في الإصغاء – الحركة الزائدة – الاندفاعية والتهور- صعوبات لغوية مختلفة – صعوبات في التعبير اللفظي (الشفوي) – صعوبات في الذاكرة- صعوبات في التفكير – صعوبات في فهم التعليمات: التعليمات التي تعطى لفظياً ولمرة واحدة من قبل المعلم تشكل عقبة أمام هؤلاء الطلاب- صعوبات في الإدراك العام واضطراب المفاهيم -صعوبات في التآزر الحسي – ضعف في التوازن الحركي العام – اضطرابات عصبية- مركبة – صعوبات تعلمية خاصة في القراءة، الكتابة، والحساب – البطء الشديد في إتمام المهمات
– عدم ثبات السلوك – عدم المجازفة وتجنب أداء المهام خوفا من الفشل – صعوبات في تكوين علاقات اجتماعية سليمة – الانسحاب المفرط.
خطوات علاج صعوبات التعلم :
تشير الدكتورة نور العوفي على أنه يجب على الآباء أن يكونوا أكثر تفهماً لمشكلة طفلهم والتعامل معها بعقلانية، وعدم تعريض ابنهم لأي من التوترات والضغوطات النفسية، ومن الممكن أن يقوم الوالدين بمساعدة المدرسة في إيجاد برامج علاجية لأبنائهم دون أي توتر أو ضغط عليهم. ضع برنامج تعليمي خاص لدى الطفل وذلك بحسب نوع الصعوبة التي يعاني منها، لكن يجب أن يكون ذلك تحت إشراف اخصاءي صعوبات التعلم الذي يستطيع تشخيص نوع الصعوبة التعليمية التي يعاني منها التلميذ و يضع لها البرنامج العلاجي المناسب بالتنسيق مع الأسرة و المدرسة . ويجب تشخيص حالة الطفل في أسرع وقت ممكن للتعرف على ما إذا كانت لديه صعوبات أم لا، وعملية التشخيص يجب أن يشرف عليها اخصاءي صعوبات التعلم . يجب أن يكون هنالك دائماً تنسيق وتعاون بين المدرسة والأسرة، كما يجب أن يكون البرنامج العلاجي شاملاً لجميع النواحي التعليمية. و ذلك بوضع برنامج الدعم التربوي الفردي الخاص بالتلميذ بالمدرسة و متابعة التلميذ مع اخصاءي صعوبات التعلم في خطوات العلاج مع الأسرة و المدرسة لتطوير مهارات التلميذ و تحسين مستواه التعليمي و السلوكي و النفسي.