أكد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أن المملكة وقفت مع الشعب اللبناني في كل حالاته الأمنية والسياسية والمجتمعية بدون تفريق بين طائفة وأخرى، معتبرا المملكة هي الشقيقة الكبرى للبنان، وأضاف انه يشجع الرئيس سعد الحريري على العودة إلى لبنان لممارسة مهامه كرئيس حكومة ولأن “اللبنانيين هناك صوت صارخ واحد يطالب بعودته حتى نستعيد حياتنا الوطنية من أجل الاستقرار والكرامة والسيادة والسلم في لبنان”.
وأشار البطريرك أثناء حفل استقبال أقامته السفارة اللبنانية للقاء الجالية اللبنانية ليلة أمس في الرياض، أنه يتطلع بشوق للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد لتعزيز العلاقة التاريخية الممتدة لأكثر من أربعة عقود بين المملكة وبين لبنان، مؤكداً في كلمته أن المملكة تعيش في عهد الملك سلمان عصر الحداثة والتنمية والانفتاح بين الأديان .
يذكر أن البطريرك بشارة بطرس الراعي بدأ زيارته مساء يوم أمس إلى المملكة تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتعتبر هذه الزيارة الأولى لرجل دين مسيحي إلى المملكة، وأشارت معلومات أنه سيؤكد على سياسة النأي بالنفس عن الصراعات في المنطقة وعدم دخول لبنان في سياسة المحاور.
وذكرت مصادر لـ ” الرياض ” أن الزيارة التاريخية التي يقوم بها البطريرك للمملكة ستناقش عدة ملفات من ضمنها الحوار الإسلامي المسيحي، من أجل العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين.
وتأتي زيارة البطريرك إلى المملكة تأكيداً لتسامح المملكة وتعايشها مع أصحاب الديانات والثقافات الأخرى، وحرص الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – على العقيدة الوسطية التي تسير عليها المملكة منطلقة من القرآن الكريم والسنة النبوية والداعية إلى التسامح ونبذ التطرف والدعوة إلى السلام.
وكان البطريرك بشارة الراعي وصف هذه “الزيارة بالتاريخية” للمملكة، مؤكداً على أن شخصية الملك سلمان شخصية متميزة جداً مليئة بالعطاء واعدة للحوار والتعايش ونبذ التطرف والإرهاب، كما أن سمو ولي العهد أكد بأنه لا مكان للتطرف في الدين الإسلامي لا في المملكة ولا في العالم العربي والإسلامي، مما يبين للعالم أجمع بأن المملكة بلد حوار وتعايش لمكافحة الإرهاب ونبذ التطرف.