التحضيرات الباكرة التي استهلها المنتخب السعودي الأول للمونديال العالمي في روسيا 2018م، من ملعب الملك عبدالله الدولي في جدة بلقاءي جامايكا وغانا

في معسكر داخلي، ثم التجمع في المعسكر الخارجي في البرتغال لمدة أسبوعين، وخوض ثلاثة لقاءات ودية قوية أمام منتخبات قوية كالبرتغال وبلغاريا ولاتفيا، كل ذلك يعبر بجلاء عن النوايا الرسمية من هيئة الرياضة واتحاد الكرة في تجهيز “الأخضر” لحضور مشرف في روسيا، قبل نحو ثمانية أشهر على بداية المونديال الكبير.

التعاقد مع المدرب الأرجنتيني إدغاردو باوزا واشتراط تفرغه طول مدة عقده هذا الموسم لقيادة المنتخب، وقبل ذلك مراقبة مباريات الدوري، كان بمثابة الخطوة الأولى التي تكفل بداية قوية في دائرة استعدادات المنتخب، لتلافي السلبيات السابقة التي واكبت مشوار “الأخضر” في التصفيات الآسيوية، قبل تتويجها بالوصول الخامس إلى المعترك العالمي، وهو ما كان يتطلب بعد ذلك عملاً احترافياً مختلفاً لقيادة المنتخب إدارياً وفنياً، خصوصاً إذا ما عادت بِنَا الذاكرة للمشاركات الثلاث الأخيرة للمنتخب السعودي في المونديال، التي أعقبت التألق اللافت في مونديال أمريكا 94م، وكانت تلك المشاركات دون الطموحات الجماهيرية، ولا تعبر عن مستوى ومكانة الكرة السعودية، بل إن تأثيراتها السلبية امتدت بعد ذلك طويلاً حد الغياب عن أي منجز حقيقي، بعد مونديال 2006م في ألمانيا. وبرز معسكر البرتغال كخطوة قوية ومفاجئة في خطة إعداد “الأخضر” للمونديال، في توقيته ومكانه ونوعية المنتخبات القوية التي واجهت المنتخب في هذا المعسكر، ما سيساهم في مساعدة ودعم الجهاز الفني على تكوين تصور مناسب عن عناصر المنتخب، خصوصاً المنضمين الجدد منهم في تدريبات ومباريات المعسكر، كتجمع إعدادي مهم، وهو ما قد لا توفره للجهاز الفني المباريات الودية العابرة، إذ بنهاية هذا المعسكر يفترض أن يقف باوزا على احتياجات المنتخب، ونقاطه الفنية الإيجابية التي تحتاج إلى تعزيز، وكذلك الجوانب الفنية السلبية التي تستدعي المعالجة الباكرة والتصحيح اللازم. الواضح أمام المتابعين لمسيرة إعداد المنتخب السعودي الأول أن عجلة التحضيرات وقوتها لن تتوقف في الأشهر المقبلة، التي تسبق انطلاقة المونديال، ولازال الطريق طويلاً أمام الأجهزة الإدارية والفنية في “الأخضر” لرسم خارطة الطريق الصحيح نحو الحضور المميز في المونديال، ويبدو أن هناك الكثير من المفاجآت الجميلة في خطط تحضيرات المنتخب، منها توفير لقاءات ودية مستمرة مع أقوى المنتخبات العالمية، خصوصاً بعد أن قاربت التصفيات في قارات العالم على الختام، وبدأ الجميع متفرغاً للتحضير للمونديال المرتقب، كما أن المعسكرات القصيرة ستظل تتواصل كخيار استراتيجي مفتوح، حتى يصل الجهاز الفني للمنتخب إلى توليفة مناسبة من نجوم “الأخضر” وفق رؤية فنية مناسبة، تساهم بإذن الله في حضور قوي ومشرف للكرة السعودية ولمنتخب الوطن، بين كبار منتخبات العالم في روسيا 2018م.