أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته وإجتناب نواهيه، وقال في خطبة يوم الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة فليتقِ الله كل من المفتي والمستفتي، وأن يضعوا أحكام الشرع مواضعها وليراقب الله حق المراقبة آداءً لحقه سبحانه وبراءة للذمة وطلباً للنجاة في الآخرة يوم العرض والسؤال والوعد والوعيد.

وأضاف فضيلته: إن من آداب المفتي أنه موقع عن رب العالمين وهو يفتي بما ينسبه إلى شرع الله، إما بشرع منزل أو نص مباشر أو إجتهاد سائل صادر من أهله في محله، وقال عز شأنه: “يستفتونك قل الله يفتيكم”، المفتي يوقع عن الله في إخبار الناس عن أحكام الله، ويقول عبد الرحمن بن أبي ليلى: “لقد أدركت عشرين ومئة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منهم أحد يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا “.

وكيف وقد جاء في الحديث: ” إن أعظم المسلمين في المسلمين جرماً من سأل عن شيء فحرم من أجل مسألته “، فهذا يشمل السائل والمسؤول، وإذا كان ذلك كذلك، فعلى المفتى أن يكون واسع الصدر، يتغاضى عن غليظ العبارات، وجفاء التعامل، فضلاً عن سفه السفهاء، وجهالة العوام.

وقال الشيخ بن حميد: إنه معلوم أن التيسير ليس بإسقاط فرائض الله، أو التحلل من التكاليف الشرعية، والتمشي مع أهواء الناس ورغباتهم، ولئن كانت الفتوى تتغير بتغير الأزمان والأمكنة، والأحوال والعوائد -كما يقول أهل العلم-، لكنها لا تتمشى مع الأهواء والشهوات، بل تلتزم الأصول الشرعية والعلل المرعية والمصالح الحقيقية.

وأشار فضيلته أن من الأدب ألا يفتي المفتي إذا كان لديه ما يشغله ويصرف قلبه من مرض، وشدة غضب أو غلبة نوم أو نعاس، وكل ما يخرج عن حد الاعتدال.

من جهته قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد البارئ الثبيتي -في خطبة الجمعة-: الأمنيات وحدها لا قيمة لها ما لم يصاحبها عمل صالح بنية صادقة ومتابعة ومثابرة، قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ )، والأماني ضرب من ضروب الدعاء، تتحقق بالاستجابة، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُم فَلْيُكثِر، فَإِنَّمَا يَسأَلُ رَبَّهُ )

وشدد إمام الحرم على أن الإسلام يدعو إلى التفاؤل وبث الأمل والحياة، ولا تليق به الأمنيات السوداء وتمني الموت وإن اشتدت الفتن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلاً فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْراً لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْراً لِي ).

وتابع: تعبّر الأمنيات الفاضلة عن حسن ظن العبد بربه، والعاقل ينسج أمنياته مستشعراً نعمة الله عليه دون حسد لإخوانه أو تمني ما في أيديهم.