اقتربت عملاقة البتروكيماويات في العالم شركة “سابك” من إطلاق أعمال تشييد وإنشاء أضخم مجمع مشترك للبتروكيماويات في مقاطعة سان باتريسيو بولاية تكساس على ساحل الخليج الأمريكي بالتحالف مع شركة إكسون موبيل الأمريكية وبحجم استثمارات تقدر بقيمة 20 مليار دولار، وذلك ضمن خطط الحليفين التي تستهدف تنمية استثمارات ساحل الخليج الأمريكي.
ويترقب المقاولون والموردون المحليون في الولايات المتحدة فرص المشاركة في الاعمال الإنشائية وفرض الظفر بالعقود، في وقت تم تقديم 13 عقدا، منحت منها 12 عقداً لشركات محلية، وتابعت “الرياض” تعليقات أحد مسؤولي شركات الإنشاءات في الولايات المتحدة والتي ظفرت بأولى العقود في مشروع تنمية ساحل الخليج ملفتاً إلى ضخامة حجم المجمع بعشرات المصانع والمنافع والخدمات اللوجستية والذي سوف يهيئ الاف الفرص لتنمية المحتوى المحلي وسوق العمل والنمو الاقتصادي.
وأشار إلى العمل الشاق المبذول من الشركات المحلية لتنمية ساحل الخليج في ظل منافسة قوية وصعبة من جميع الشركات الوطنية والمحلية التي تتنافس على العمل في هذا المشروع الحلم. وتعكف عشرات الشركات المحلية والوطنية الأمريكية للفوز بعطاءات متنوعة في أعمال تشييد هذا المجمع الضخم والذي من المتوقع أن تبدأ أعمال بنائه عام 2019 وأن يكتمل في عام 2021. ويتضمن المشروع إنشاء وحدة لتكسير الإيثان بتقنيات خاص ومواصفات عالمية، لإنتاج طاقة 1.8 مليون طن سنوياً من الإيثلين كأضخم مصنع من نوعه في العالم، إضافة إلى وحدات خاصة بالمشتقات لمنتجات البولي إثيلين، والمونو إثيلين جلايكول، مدعمة بإمدادات المواد الخام من ثروات الغاز الطبيعي والغاز الصخري التي تنعم بها الولايات المتحدة الأمريكية بأسعار تنافسية.وتمضي “سابك” في مشاريعها المتسقة مع رؤية المملكة 2030 بأن تكون الشركات السعودية القيادية لاعباً رئيسا في الأسواق العالمية الاستراتيجية، في حين قد تمكنت من اختراق الأسواق الامريكية منذ 2007 في اعقاب امتلاكها لشركة جنيرال الكتريك وتملك الشركة بموجبها مصنع للستايرين في ولاية لويزيانا وتملكها حصص في مجمع الأوليفينات في الولاية ذاتها، وقد نجحت “سابك” في تعزيز تواجدها في قلب الأسواق الأمريكية باستثمارات تقدر بنحو 30 مليار ريال من خلال عدة شركات تملكها هناك بملكية منفردة، فيما تسعى لمضاعفة حجم استثماراتها في أمريكا من خلال تحالفها القوي المرتقب مع إكسون موبيل.
في حين تتجه “سابك” لتصعيد حجم استثماراتها ومبيعاتها في الولايات المتحدة لأكثر من 7 مليارات دولار، حيث تسعى “سابك” لاستغلال الطاقات الكبيرة والوفيرة من الإيثان لاستخدامه لقيما في المجمع في ظل سهولة امداداته.
ويدعم هذا المشروع مساعي “سابك” للهيمنة العالمية في صناعة الإثيلين وتزعمها إجمالي الطافات الإنتاجية للإثيلين على المستوى العالمي حيث تحتل الآن المرتبة الثانية بطاقة هائلة بأكثر من 13 مليون طن متري سنوياً، حيث تنتج بالمملكة حوالي 11 مليون طن متري سنويا في شركاتها التابعة بالجبيل وينبع بخلاف مشاريعها المشتركة لإنتاج الإثيلين بالصين والمملكة المتحدة وهولندا. وتحتل شركة بتروكيميا التابعة لسابك بالجبيل المرتبة الرابعة في قائمة أكبر 10 مجمعات للإثيلين في العالم بطاقة 2.250 مليون طن متري سنوياً، فيما تحتل شركة ينبت التابعة لسابك واكسون في ينبع المرتبة العاشرة بطاقة 1.705 مليون طن.