قبل نحو عام مضى سلّطت الصحف الأرجنتينية الضوءَ على الكتاب الجديد الخاص برامون دياز المدير الفني للهلال، والذي حمل عنوان “الأكثر فوزاً”، وعرض الكتاب مسيرة دياز كأحد أعظم المدربين في تاريخ الأرجنتين، وأسطورة نادي ريفر بليت، بعدما حقق العديدَ من الإنجازات خلال مسيرته كلاعب ومدرب، وقالت صحيفة CLARÍN الأرجنتينية: “الكتاب يحتوي على مسيرة دياز الرياضية من بداية انطلاقه كلاعب كرة قدم، حتى توليه منصب المدير الفني لنادي الهلال حالياً” وأضافت الصحيفة، أن الكتاب يُعرض الآن للبيع في الأرجنتين، وحقق مكاسب كبيرة منذ صدوره، نظراً لما يتمتع به دياز من شعبية كبيرة في الأرجنتين”.
دياز اليوم ظل الأكثر فوزاً في الدوري السعودي منذ موسمين، والاسم الأكثر تداولاً كصانع حقيقي للفرح في مدرجات الهلال السعودي، بعد أن نجح في قيادته للعودة لبطولة الدوري السعودي2017، بعد غياب “أزرق” امتد لخمسة مواسم، ثم تحقيق كأس الملك في الموسم الفارط، وبهوية فنية مميزة، فيما يتصدى المدرب الأرجنتيني الكبير اليوم، لمهمة تاريخية أكبر مع الهلال، في مواجهة الحلم الآسيوي الذي يطارده الفريق منذ 2002، وحتى بعد تغيير نظام البطولة في نسختها الاحترافية الجديدة، واصل الفريق إخفاقه في معانقة اللقب القاري، وتبدو الفرصة سانحة للمرة الثانية على التوالي منذ 2014 عندما فرط الهلال في فرصة خطف اللقب أمام منافسه المغمور سيدني الأسترالي، قبل أن يقترب الحلم مرة ثانية بالوصول إلى النهائي الآسيوي الكبير هذا الموسم أمام أوراوا الياباني.
دياز المدرب الخبير واللاعب النجم خاض تجربة ناجحة كهداف بارع في الملاعب اليابانية 93-95 وحقق لقب الهداف مع فريقه الياباني سابقاً يوكوهاما مارينوس الياباني 93، وبقميص يوكوهاما واجه نظيره اوراوا ريدز في ست مباريات، انتصر في أربعة منها، وتعادل في لقاء واحد، وخسر مواجهة وحيدة، وسجل “هاتريك” في شباك الفريق الأحمر من مجموع أهدافه العريض في الدوري الياباني خلال موسمين الذي وصل للرقم 58، واليوم وبعد نحو 23 عاماً يعود دياز لقيادة الهلال السعودي، لمقارعة أوراوا الياباني، ولكن هذه المرة كمدرب من خط التماس، يرمق اللقب القاري الكبير بالقميص “الأزرق”.
جماهير الهلال باتت تنظر إلى دياز كمدرب تاريخي وضع بصمته في تاريخ “الزعيم”، في طريقه لتخليد اسمه بأحرف من ذهب، فيما لو توج نجاحاته مع الفريق الأزرق، بتحقيق بطولة دوري أبطال آسيا، التي تغيب أيضاً عن خزائن الأندية السعودية، منذ حققها الاتحاد السعودي مرتين متتاليتين 2004- 2005 وتلوح البطولة الآن في سماء الهلال أفضل مما مما مضى، لكسر عنادها الطويل مع الأندية السعودية بعد 12 عام، وتكمن أهمية اللقب الآسيوي أيضاً في تأهل البطل للمشاركة في كأس العالم للأندية، وهو الحافز الأهم نحو كسب التحدي الآسيوي، والحضور في المشهد العالمي بين أبطال القارات في العالم.
يمتلك رامون دياز مسيرة رياضية وتدريبية كبيرة ، فعلى صعيد ممارسته لكرة القدم لعب دياز مع ريفر بليت الأرجنتيني ونابولي وفيورنتينا وإنتر ميلان في الدوري الإيطالي ومع موناكو الفرنسي وسجل خلال مسيرته كمهاجم 215 هدفاً في جميع الأندية التي لعب لها، واعتزل اللعب في عام 1995، وتحول بعدها للتدريب مع رفيربليت ولمدة سبعة مواسم، ثم درب بعدها أوكسفورد يونايتد الإنجليزي، ومن ثم سان لورينزو الأرجنتيني الذي دربه في فترتين الأولى حقق معهم لقب الدوري الأرجنتيني بعد غياب ستة مواسم، والثانية لم يحقق معه شيء، وخلال تلك الفترة درب كلوب المكسيكي، وفي 2012 عاد دياز لريفربليت ودربه موسمين، قبل أن ينتقل لقيادة منتخب البارغواي 2014 -2016 ويحقق معه المركز الرابع في كوبا أميركا 2015 ويستقيل بعدها من منصبه.
إنجازات رامون دياز كمدرب إنجازات عريضة فقد حقق مع ريفربليت لقب الدوري ست مرات، وكوبا ليبرتدوريس والسوبر كوبا ليبرتدوريس مرة ، ومع سان لورينزو، استطاع التتويج بالدوري في 2007، واشتهر رامون في الشارع الأرجنتيني باسم “Rei da liga ” وتعني ملك الدوري وذلك لقدرته على الحصول على هذا اللقب بشكل متكرر في الأرجنتين.