استحوذ اللاعب الأجنبي في الأعوام الأخيرة على لقب هداف الدوري السعودي، واستمر غياب اللاعب المحلي خصوصا المهاجم عن المنافسة حتى اختفى بريقه بالكامل، عكس السابق عندما كان للمهاجمين المحليين صولات وجولات وعلاقة مميزة مع الشباك، وسط تأكيدات أن الهداف يولد ولا يصنع وضرورة صناعة مهاجمين يتناسبون مع الطرق الحديثة لكرة القدم، بعدما اصبح المهاجم المحلي عملة نادرة يصعب إيجادها، وظهرت المعاناة في الأندية وأكثر وضوحاً على المنتخب السعودي خصوصا الأول الذي تتنتظره مشاركة مهمة في كأس العالم بروسيا 2018 م، بعدما تميزت الكرة السعودية بتقديم نجوم الشباك في الثمانينات والتسعينات.
عن غياب الهدافين يقول المهاجم السعودي السابق سعدون حمود: “الكرة السعودية تعاني من ذلك منذ أعوام مضت، وسبق وإن ذكرت أننا سنعاني في المستقبل – الذي نعيشه الآن- من اندثار المواهب وقلتها، وقد زادت في الآونة الأخيرة وأصبحت هماً وهاجساً يلاحظه الجميع وبات غيابهم يشكل ضررا واضحا على الفرق والمنتخبات، والسبب الحقيقي عدم وجود مواهب في هذه الخانة والتي لا يمكن ان نصنعها بالتدريبات، والهداف يولد ولا يصنع، وبإمكان المدربين صناعة مهاجم ولكن لا يستطيعون صناعة هداف، والخلل سيستمر طالما المواهب لا تكتشف”.
مطالبا بمنح الثقة لمهاجمي المنتخب السعودي حالياً وقال: “المهاجمان محمد السهلاوي وناصر الشمراني هما الأفضل والأكثر جاهزية لتمثيل “الأخضر” في نهائيات كأس العالم بروسيا 2018 م، ومن الأولى دعمهما وتحفيزهما والتركيز عليهما بالتدريبات ونقلهما إلى الخارج لتطوير ورفع المستوى، لأنهما الأبرز والأخطر على الشباك”.
وأضاف: “للأسف شاهدنا إحباطا كبيرا عليهما بسبب البحث عن مهاجم يمثل المنتخب، خصوصاً بعد اختيارات الارجنتيني إدغاردو باوزا لأكثر من مهاجم وهذا أمر سلبي يفقد الثقة طوال التصفيات المؤهلة، وهنا أقول لا تحبطوهم وأمنحوهم الثقه والدعم فقط، واعتقد أن المنتخب والمهاجمين خسروا الهولندي بيرت مارفيك الذي ساهم في إعادة بريق وتوهج الأخصر ومهاجميه في التصفيات، وأتمنى إن لا نندم على رحيله”.
الأجانب اخفوا السعوديين
أكد المهاجم الدولي السعودي السابق خالد المعجل أن أسباب غياب الهداف كثيرة وكبيرة، وأبرزها قلة المواهب خصوصاً من لديهم الحس التهديفي العالي في الفرق، والتي اهملت من الفئات العمرية حتى وصل الغياب للفريق الأول والمنتخب السعودي، وهذا أمر خطير لابد من علاجه في أسرع وقت، والاستفادة من آراء الخبراء حول هذه الاشكالية التي سنعاني منها كثيراً، أيضا من الأسباب تحول كرة القدم من الناحية التدريبية إلى صناعة عكس السابق التي كانت تعتمد على المواهب وحلولهم الفردية في المراكز وتحديداً الهجوم، إضافة الى عدم اهتمام المدربين بتكثيف التدريبات على المهاجمين وزيادة حسهم على الشباك، وإعطائهم تدريبات إضافية وتطويرية في هذا الجانب المهم والذي يخدم أي فريق بالعالم .
مؤكداً إنهم في السابق كانوا يؤدون تدريبات خاصة بشكل يومي، ويجدون حرصا من المدربين على رفع مستواهم لمضاعفة الأهداف، ولكن حاليًا لا ارى ذلك الاهتمام من الأجهزة الفنية وفكرهم الجديد وقال: “وجود العناصر الأجنبية بكثرة في مركز الهجوم اخفى اللاعب السعودي، وأقل في حضوره داخل الملعب، وهذا اعتبره تحدياً له لَم يستطع تجاوزه وكسبه وإثبات نفسه امام هذا الكم الهائل من المحترفين بملاعبنا، ويحمل الغياب المنظومة التدريبية سوا كان بالفئات العمرية أو الفريق الأول.
ظاهرة تحتاج لدراسة
وصف المهاجم الدولي السعودي السابق سعود الحماد غياب المهاجم السعودي الهداف بالظاهرة السلبية الكبيرة التي تحتاج الى دراسة من جميع النواحي لحلها بشكل عاجل، وهذه الظاهرة توسعت وطالت لاعبي الهجوم وعددا من المراكز الأخرى في الكرة المحلية، والأسباب تكمن بحرص الإدارات على النتائج والبحث عن الحلول التي تمكنهم من تحقيقها، بعيداً عن العمل لصالح الفريق لأعوام مقبلة، وهذا أمر سلبي، جعلهم يعانون من المشكلة في كل المواسم، وكذلك المدربون يبحثون عن النتائج التي تبقيهم وترفع عقودهم، وبالتالي فهم حريصون على اختيار اللاعب الجاهز ويركزون على إستقطاب الهداف الأجنبي ليساهم في تحقيق اهدافهم، والمؤسف إن تفكيرهم وطريقة عملهم سيتضرر منها الفريق أولاً والمنتخب ثانياً، كما أن المدربين لا يقومون بمنح تدريبات إضافية ولا يسعون لتطوير المهاجم المحلي، لأن تركيزهم مع هداف الفريق الأجنبي فقط”.
وطالب الحماد في ختام حديثه منح اللاعبين الصاعدين من فئة الأولمبي الفرصة، أو منحهم حرية اللعب والانتقال للفرق أخرى بنظام الإعارة ، حتى لا يفقدوا حساسية اللعب والتهديف الذي يتميزون بها.
نريد سومة سعودياً
عزا المهاجم السعودي الدولي السابق محمد السويد على غياب الهداف السعودي لأسباب عدة، وبدأها بقلة طموح اللاعبين لتحقيق إنجازات فردية لهم وعدم مقدرتهم لتكوين شخصية خاصة بهم تبقى راسخة في اذهان الجماهير الرياضية كافة وقال: “غياب اللاعب النموذج في الملاعب السعودية له دور كبير في عدم تحفيز النجوم من أجل الوصول اليه ولمستواه الفني ومنافسته خصوصاً اللاعب الهداف، فضلا عن عدم التدريب الأساسي للمهاجم، وهذا ساهم في تراجع مستوى المهاجمين، ولابد للاعب أن يكون حريصاً أكثر على اداء تدريبات إضافية سوا كانت قبل أو بعد الحصة التدريبية الاساسية بمدة لا تقل عن نصف ساعة يومياً، وطرق اللعب الحالية لها دور كبير في غياب الهدافين البارزين.. والحاليين في الدوري السعودي اغلبهم أجانب وهذا دليل على غياب المحلي الواضح.
وبين السويد أن حصوله على لقب هداف الدوري كان بعد جهد كبير ومثابرة منه وقال: “المهاجمين غابوا عن المنافسة على لقب الهداف في الأعوام الأخيرة ، فبعد ماجد عبدالله وناصر الشمراني جاء المهاجم السوري عمر السومه كواحد من أبرز المهاجمين في تحقيق لقب الهداف لأكثر من مرة، وللأسف تصرف مبالغ كبيرة على المحترفين وفِي المقابل تهمل الفئات العمرية ولا يجلب لها مدربون مختصون يمتازون بصناعة اللاعبين الذين نحتاجهم في الفترة الراهنة، لأن الموهبة انعدمت ولَم نعد نرى إلا اللاعب المصنوع مثل المهاجم الأبرز عمر السومة.