أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. ماهر بن حمد المعيقلي أن الألفة، والمحبة، واجتماع الكلمة، وتقارب المسلمين من المقاصد العظيمة التي جاء الإسلام بها.
واستشهد بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حرص كل الحرص عليها، قال أهل العلم: من مواطن السعادة بل السعادة كلها في ثلاثة أمور هي الواردة في الحديث الصحيح: “أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما فتح حنيناً قسم الغنائم، فأعطى المؤلفة قلوبهم، فبلغه أن الأنصار يحبون أن يصيبوا ما أصاب الناس، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالاً، فهداكم الله بي؟ وعالة، فأغناكم الله بي؟ ومتفرقين، فجمعكم الله بي؟».
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها خلال لقائه ضيوف المجموعة العاشرة من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة الذي تنفذه وتشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة في الأمانة العامة للبرنامج، حيث كان في استقباله الأمين العام للبرنامج عبد الله بن مدلج المدلج، ومنسوبو البرنامج.
وبين المعيقلي في المحاضرة ــ التي ألقاها مساء أمس في مقر الضيوف بمكة المكرمة أن النبي -عليه الصلاة والسلام- حرص على تأليف القلوب، وتعزيز الأخوة والمحبة بين المسلمين، مستشهداً بالحديث الصحيح: ” أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله له، على مدرجته، ملكاً فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه”.
ونوه إلى مقصد عظيم من مقاصد الشريعة وهو اجتماع القلوب وتآلفها ومحبتها ولا سيما تجاه ولاة أمورها وعلمائها؛ فإن في هذا من حصول القوة والنصرة الشيء الكثير، وقال: إن حرصه -عليه الصلاة والسلام- على الألفة، واجتماع الكلمة امتد إلى اللحظات الأخيرة من حياته -عليه الصلاة والسلام- وكلما كان المسلمون مجتمعين خلف إمامهم وعلمائهم وكلمتهم واحدة مع أئمتهم وعلمائهم حصل من ذلك قوة ونصرة يهاب منها الأعداء، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} أي: إلى كتاب الله -تبارك وتعالى- وإلى سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وكان الشيخ المعيقلي قد استهل اللقاء بقراءة ندية لسورة الانفطار، ثم رحب بالضيوف خاصة وجميع الحضور بقوله: بلاد الحرمين تتشرف بكم، ومهبط الوحي يزدان بوجودكم في هذا المكان المبارك بجوار بيت الله -تبارك وتعالى-. ونشكر الله -سبحانه وتعالى-؛ أن جمعنا في هذه الليلة المباركة، ونسأله سبحانه -جل في علاه- كما جمعنا في هذا المكان أن يجمعنا في جنات النعيم.
يذكر أن عدد أفراد هذه المجموعة يبلغ (220) معتمراً ومعتمرة، ينتمون إلى سبع دول هي: مصر، والمغرب، والأردن، والجزائر، ولبنان، وموريتانيا، وتونس.