جدد نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، رئيس وفد المملكة إلى المؤتمر النهائي المكرس لعام التضامن الإسلامي، الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري موقف المملكة الثابت في دعم القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتحقيق التضامن الإسلامي، وخدمة الإسلام والمسلمين، وجمع كلمتهم.
وقال في كلمة ألقاها الخميس خلال المؤتمر المنعقد حاليا في العاصمة الأذربيجانية باكو: أنقل لكم تحيات وتقدير قيادة المملكة ومواطنيها.
وأضاف: من أعظم المقاصد التي أرسل من أجلها رسول رب العالمين محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يكون رحمة للعالمين، وفي التشريعات الربانية للدين الإسلامي مظاهر بينة للرحمة، والوسطية، والعدل، والتسامح، والتعايش بين أفراد المسلمين وغيرهم.
وأكد أن الأمة الإسلامية اليوم تتطلع إلى قادتها وعلمائها، لينهضوا بالمسؤولية التاريخية لتجاوز هذه الظروف العصيبة، وقد بات واضحاً أنه لا يمكن للعالم الإسلامي الاستمرار على نهجه الحالي، والواجب أن يكون أحد رواد هذا العصر، لما يمتلكه من مقومات الكفاية وقدرة الأداة الذاتية.
وقال: سعت المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- مروراً بعهد أبنائه من بعده، وصولاً لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتحقيق التضامن الإسلامي، فمن المملكة انطلقت الدعوة الأولى لجمع كلمة المسلمين، فكان مؤتمر مكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز عام 1945، وجدد الملك فيصل الدعوة للتضامن الإسلامي، لقناعة المملكة بالتضامن “فكرةً ومنهجاً”، وأخذت تسعى لترسيخ قواعده وإقناع الآخرين به، مما دفع مشروع التضامن الإسلامي إلى الأمام وجعله الخيار الأفضل الذي يتفق مع ثوابت الأمة ومنهاجها، كما تمكنت المملكة من تسجيل مواقف مشرفة في خدمة القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، ولها إسهامات كثيرة يطول حصرها في هذا المجال.
وتابع: المملكة لم تدخر جهداً لتحقيق مفهوم التضــامــن الإسلامي، وتبنت كل ما من شأنه تعــزيــز الـروابـط الإيمانية بين شعوب المسلمين، لتحقيق الأخوة الربانية في كل مجالات الحياة، وفتح قنواتٍ للتواصل والتعاون بين مختلف الدول الإسلامية، والأقليات المسلمة بكافة مذاهبهم وطوائفهم.
وأضاف: لا يخفى على الجميع الدور الريادي للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين من خلال دعمها لتأسيس رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي، كما سعت وتسعى دائماً للتقارب مع كافة الدول الإسلامية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وجمع كلمة المسلمين دون التفرقة الطائفية أو المذهبية بينهم.
واستذكر دور المملكة البارز والمستمر في دعم قضية فلسطين، ومساندة الشعب الفلسطيني، والمطالبة بحقه، ومنها مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عام 2002 للسلام في الشرق الأوسط، وتهدف لإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفي وقتنا الحاضر كان لقيادة المملكة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز موقفاً تاريخياً بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب واتخذ من الرياض غرفة عمليات مشتركة له، للتصدي لما عانت منه كثير من الدول الإسلامية من إرهاب منظمات أو احزاب أو ميليشيات، كما أخذت على عاتقها الوقوف مع الدول الإسلامية للتصدي للأحزاب والتنظيمات والميليشيات التي خرجت عن الشرعية في بلدانها، مثل الميليشيات الحوثية في جمهورية اليمن، والتنظيمات الإرهابية في عدد من الدول الإسلامية، وأنشأت المركز العالمي لمكافحة التطرف “اعتدال” ليكون المرجع الأول عالمياً في مكافحة الفكر المتطرّف.
وكان رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف قد استقبل الدكتور توفيق السديري، وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية والعلاقات المشتركة بين البلدين.