حذر المحلل الاقتصادي علي الجعفري من فشل تعامل المواطن مع الدعم المالي لحساب المواطن، مبينا أن عدم اتخاذ الحيطة والحذر في توجيه هذا الدعم وبشكل سريع وصحيح، قد يدخل العديد من الأسر في أزمات مادية، هم في غني عنها، مشدداً على أهمية الالتفات إلى الترشيد في استعمال الطاقة الكهربائية، واتخاذ التدابير الفنية، التي ترشد الاستهلاك، بدءاً من فصل الصيف المقبل.

ويهدف برنامج “حساب المواطن” إلى التخفيف من الآثار المحتملة والمباشرة وغير المباشرة من الإصلاحات الاقتصادية، على الأسر السعودية المستحقة، ويشمل الدعم الزيادة في التكلفة الناتجة عن تصحيح أسعار الكهرباء والبنزين، وتطبيق ضريبة القيمة المضافة على السلع الغذائية والمشروبات.

وأعلنت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أنه تم أمس، إيداع الدفعة الأولى من قيمة دعم “حساب المواطن” للمستحقين عن شهر ديسمبر، والتي بلغت ملياري ريال في الحسابات البنكية، لمستحقي البرنامج، وحصول 50 في المئة من الأسر على الاستحقاق الكامل بمعدل 938 ريالاً كمتوسط دعم للأسرة الواحدة، كما شملت الدفعة قرابة 3 ملايين أسرة وفرد مستقل، بإجمالي 10.6 ملايين مستفيد. وأبدى المحلل الجعفري توجسه من حدوث حالة من الارتباك في التعامل مع الدعم المالي، الذي تقدمه الدولة من خلال “حساب المواطن”، وقال: “يجب الانتباه إلى أن العديد من الأسر ذات الدخل المحدود، قد تصطدم بأزمات مالية في معيشتها اليومة، في بداية تعاملها مع حساب المواطن، إذا لم تتمكن هذه الأسر من الاستفادة من هذا الدعم بشكل جيد وسليم”.

وأضاف: “صرف الدعم عبر حساب المواطن، سيعقبه إصلاح في أسعار الطاقة الكهربائية والبنزين بعد أيام قليلة، فضلا عن النتائج المترتبة عن فرض ضريبة القيمة المضافة على العديد من السلع والخدمات، وبالتالي سيشعر المواطن بغلاء في معيشته، ربما يكون محدودا في فصل الشتاء الحالي، وما يشهده من تراجع في استخدام الطاقة الكهربائية، بينما سيبلغ هذا الغلاء ذروته مع فصل الصيف المقبل، مع الاستهلاك الكبير في الطاقة، لذا فالمواطن مطالب اليوم قبل الغد، بالتعامل مع دعم حساب المواطن له، وتوجيهه إلى مصادره المخصصة له”.

ودعا الجعفري إلى إعداد برامج توعوية وتثقيفية، لتعديل وضبط سلوك المواطنين في تعاملهم مع الطاقة بجميع أنواعها، والتركيز على الطرق والخطوات التي يجب اتباعها، للاستفادة القصوى من الدعم المالي، الذي يحصل عليه من “حساب المواطن”. وقال: “يجب التنبيه على أن الدعم المادي، ليس زيادة في الراتب، أو مكافأة مالية شهرية، تنفق في أشياء هامشية أو كماليات، وإنما هو مبلغ دعم رسمي، نظير الارتفاع الحاصل في أسعار الطاقة والخدمات، ورغم أن هذه المعلومات يدركها الجميع، ولكن البعض لن يتعاملوا مع الدعم من هذا المنظور، وسينظرون إليه على أنه جزء من راتب المعيشة، ينفقونه في أي مجالات الحياة، وهو ما سيسبب لهم أزمات مالية متوقعة”.

ودعا جمعة المواطنين إلى استثمار فصل الشتاء الحالي، في تغيير أجهزة التكييف الحالية، وقال: “إذا استطاع المواطن من الآن، استثمار جزء من الدعم المالي، الذي يحصل عليه، في تأمين أجهزة تكييف من فئة الـ7 نجوم، واستخدام مصابيح موفرة، واتباع تعليمات ترشيد استعمال الطاقة، في تشغيل الأجهزة الكهربائية، فهو سيكون قادراً على توفير وترشيد الطاقة الكهربائية بنسبة كبيرة، أما إذا تهاون في هذا الأمر، فلن يستفيد من الدعم، وسيقع في أزمات مالية، هو في غني عنها”.

وعاد الجعفري، ليعلن أنه رغم ارتفاع أسعار في المملكة، إلا أنها ستبقى من أقل الأسعار مقارنة بدول الخليج العربي، ما يؤكد حرص المملكة على معيشة المواطن، والتخفيف عن كاهله”.