في (الذكرى الثالثة) لتولي خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مقاليد الحكم، أجمعت شتى الأوساط الاقتصادية على أن عهده هو عهد الإنجازات المتوالية وعهد تصحيح الأخطاء وفتح الأبواب على مصراعيها نحو المستقبل ونحو بناء مزدهر يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، وجاءت رؤية المملكة 2030 بشموليتها وقوة مضامينها وما تحمله من مشروعات تنموية، مظلة جامعة لتلك الإنجازات بدءاً من هيكلة كافة وزارات وهيئات ومؤسسات المجموعة الاقتصادية لتوحيد الأداء، وتنويع مصادر الدخل غير النفطية ولتغيير سياسة أن النفط هو المصدر الوحيد للدولة، وتعددت مختلف المشروعات التنموية الأخرى ومشروعات الإسكان وتنظيم قطاعه والأنظمة الملائمة ليتوفر السكن والدعم لكل مواطن، وشهدت المملكة طفرة في المشروعات التنموية كان لصندوق الاستثمارات العامة نصيبه منها، كما واصل “يحفظه الله ويرعاه” رسالة المملكة الدائمة في إعمار وتهيئة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة قبلة المسلمين ومقصدهم من كل أصقاع العالم وبلدانه.

برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية

كما أثنى عضو مجلس إدارة غرفة تجارة جدة فهد بن سيبان السلمي على موافقة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على إطلاق “برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية”، مصنفاً البرنامج في مقدمة مشروعات خادم الحرمين التي تأتي انطلاقاً من حرصه حفظه الله، على رفع جودة أداء وإنتاجية الموارد البشرية بالمملكة، وتطوير قدراتها الوظيفية، وإعداد وبناء القادة ، خصوصاً وأن الموافقة تضمنت تكليف وزارة الخدمة المدنية إعداد معايير وآليات تنفيذ البرنامج لتحقيق تلك التوجهات والأهداف التي يتضمنها البرنامج، وسيعمل البرنامج على مراجعة شاملة ودقيقة للأنظمة واللوائح وتهيئة البيئة الإدارية بالمملكة للانتقال إلى مفهوم الموارد البشرية بدلاً من شؤون الموظفين، وتوفير القوى البشرية المؤهلة لأداء الأعمال المناطة بها وإعادة دراسة الهياكل التنظيمية والنماذج والإجراءات في الأجهزة الحكومية وإيجاد إدارات متخصصة في الموارد البشرية الفاعلة، ويتضمن البرنامج فرصاً للتدريب والتطوير الوظيفي للموظفين، وإدارة الأداء والتطوير، والتدريب والتوجيه، والدعم النفسي والوجداني، وإدارة المواهب، وتخطيط القوى العاملة، وتطوير القيادات.

كما أشاد فهد السلمي بعدد من المشروعات التنموية في مختلف مدن ومناطق المملكة، والتي منها أربعة مشروعات كبرى ضمن مبادرة ضاحية الفرسان التي طرحتها وزارة الإسكان بالرياض، ويضم المشروع 100 ألف منزل إلى جانب أعمال بنية تحتية أخرى في العاصمة، ومن المتوقع اكتمال المشروعات في 2020، بقيمة إجمالية تبلغ 20 بليون دولار، ومشروع جدة داون تاون الذي يهدف لتهيئة بيئة جاذبة ومتميزة تسهم في تطوير مدينة جدة ودعم طموحاتها لتصبح ضمن أفضل 100 مدينة في العالم، إذ يتوقع أن يبلغ إجمالي قيمة الاستثمار في جدة داون تاون حوالي 18 مليار ريال على مدى 10 سنوات، وسيتم وضع حجر الأساس لمشروع جدة داون تاون خلال الربع الأول للعام 2019 م، وسيسهم مشروع جدة داون تاون في تطوير منطقة حيوية مناسبة للترويح عن النفس والترفيه والتسوق، ما سيجعلها وجهة فريدة لمختلف فئات المجتمع من السكان والزائرين.

“نيوم” ضخم و”القدية “

سيوطن 100 مليار ريال

وبدوره أشاد المستثمر عبدالعزيز بن أحمد بغلف بمشروع “نيوم” أحد المشروعات الضخمة في عهد “سلمان الخير” والذي ينتظر دعمه بأكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام القادمة من طرف صندوق الاستثمارات العامة على تسعة قطاعات استثمارية متخصصة وهي مستقبل الطاقة والمياه ومستقبل التنقل ومستقبل التقنيات الحيوية ومستقبل الغذاء ومستقبل العلوم التقنية والرقمية ومستقبل التصنيع المتطور ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي ومستقبل الترفيه ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات وتمتاز منطقة المشروع بخصائص مهمة، أبرزها الموقع الاستراتيجي الذي يتيح لها أن تكون نقطة التقاء تجمع أفضل ما في المنطقة العربية، وآسيا، وأفريقيا، وأوروبا وأميركا.

وقال عبدالعزيز بغلف، أيضاً مشروع “القدية ” من مشروعات “سلمان الخير” وهو مشروع يهدف إلى إنشاء أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم، صورة تعكس سعي المملكة المستقبلي، لاستقطاب الجوانب الاقتصادية والتنموية داخل المجتمع، وإيجاد مصادر جديدة للدخل، تستقطب ما يناهز الـ 100 مليار ريال، ينفقها المواطنون على الترفيه والسياحة خارج المملكة كل عام، في ظل توقعات أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي في المملكة من قطاع السياحة في عام 2020 إلى 118.8 مليار ريال، وأن يبلغ عدد الوظائف المباشرة في قطاع السياحة المتوفرة ما يقارب 1206 وظيفة.

رؤى الحرمين ستوفر 360 ألف وظيفة بحلول 2030

وقال رجل الأعمال عبداللطيف محمد العبداللطيف إن اهتمام خادم الحرمين الشريفين باستمرار الدولة في تأدية دورها في خدمة الحرمين الشريفين والمقدسات، يشاهد بوضوح في إعلان صندوق الاستثمارات العامة عن تأسيس شركتين الأولى هي “رؤى الحرم المكي” والتي ستعمل على تطوير مشروعات تُسهم في رفع الطاقة الاستيعابية لاستضافة الأعداد المتزايدة من الزوّار القادمين للمملكة لأداء مناسك الحج والعمرة، حيث يؤمل للمشروع أن يوفر فرص عمل تزيد على 160 ألف وظيفة بحلول عام 2030م، واستهداف إسهام مشروعات الشركة في الناتج المحلي تُقدّر بنحو 8 مليارات ريال سنوياً، والشركة الثانية، “رؤى المدينة”؛ التي تهدف إلى تعزيز جاهزية منطقة المسجد النبوي لاستضافة عدد أكبر من الزائرين للمدينة المنوّرة وسيُسهم المشروع في توفير فرص عمل تصل إلى 200 ألف وظيفة، وإضافة ما يقدر بـ 7 مليارات ريال إلى الناتج المحلي سنوي.

وقال عبداللطيف العبداللطيف إن خطط توسعة المسجد الحرام، المزمع اكتمالها في 2019، والتي تقدر قيمتها بـ 17.2 بليون دولار فستغطي مساحة 456 ألف متر مربع لتستوعب 1.2 مليون مُصلٍ من زوار الحرم المكي كل عام، تعد في طليعة مشروعات خادم الحرمين التي نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته.

مشروعات تؤكد استمرارية تشجيع التنقيب عن الثروات الطبيعية

كما أشاد المستثمر سعيد أحمد بغلف بحزمة المشروعات التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين بالمنطقة الشرقية والتي تعكس استمرار الدولة في تطوير صناعة النفط ومشتقاته بالتزامن مع توجهها لزيادة مصادر الدخل الأخرى، والتي من بينها تطوير مشروع حقل خريص وزيادة إنتاج المملكة من الزيت بمعدل مليون ومائتي ألف برميل يوميًّا، وهو ما يساوي مجمل إنتاج بعض الدول الأعضاء في منظمة أوبك، والهدف من وراء ذلك تلبية الطلب العالمي المتزايد على البترول، بما يعنيه ذلك من تأكيد أن السعودية على أهبة الاستعداد للاستجابة لتلك المطالب في الوقت الراهن، ولعقود عديدة قادمة؛ وذلك تماشيًا مع رؤية السعودية 2030 التي تؤكد أهمية تشجيع التنقيب عن الثروات الطبيعية، والاستفادة منه.

وأيضاً مشروع الإنتاج الجديد في منيفة أكبر مشروع من نوعه في صناعة النفط، وسيوفر اللقيم اللازم لمصفاتي التكرير المشتركة (شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات – «ساتورب») في الجبيل، و(مصفاة شركة ينبع أرامكو سينوبيك للتكرير – «ياسرف») في ينبع، إضافة إلى مصفاة جازان عندما تصبح قيد التشغيل، ومصفاة «موتيفا»، و(مصفاة أرامكو السعودية “موتيفا إنتربرايز”، وهو مشروع مشترك للتكرير والتسويق في مدينة هيوستن، بولاية تكساس الأمريكية، المملوكة مناصفة بين أرامكو السعودية وشركة شل الأمريكية).

وكذلك معمل الغاز في واسط الواقع شمال مدينة الجبيل الصناعية هو أحدث معمل للغاز يساعد في تلبية احتياجات السعودية من الطاقة. ويأتي كجزء من رؤية السعودية 2030، التي تنص في محورها الاقتصادي على أهمية مضاعفة إنتاجنا من الغاز، وإنشاء شبكة وطنية للتوسع في أنشطة توزيعه.

بالإضافة إلى توسعة حقل الشيبة ويتضمن هذا المشروع إنتاج كميات إضافية من النفط الخام العربي الخفيف جدًّا ذي القيمة العالية بمقدار 250 ألف برميل في اليوم؛ لتصل بذلك الطاقة الإنتاجية إلى مليون برميل في اليوم؛ لتعادل ضعف طاقة مرافق فرز الغاز عن الزيت المبدئية عندما تم تشغيلها في عام 1998.