تشهد أسواق ثاني أكسيد التيتانيوم العالمية ارتفاعاً متنامياً في الأسعار وانتعاشاً في الطلب وعوائد قوية في المبيعات وهو القطاع الذي قررت شركة التصنيع الوطنية التخلص منه وفق صفقة استحواذ شركة “ترونوكس” الأميركية على “كريستل” التابعة لشركة لـلتصنيع بمبلغ 6.274 مليارات ريال والجاري حالياً إتمام مفاوضات للحصول على الموافقات النظامية اللازمة داخل وخارج المملكة العربية السعودية، وذلك بالرغم من إعلان لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية المعارض للاستحواذ والذي رأت من وجهة نظرها بأنه سيكون سبباً في حدوث إغراق في السوق الأميركي لإنتاج مادة ثاني أكسيد التيتانيوم وبالتالي تقليل المنافسة.
إلا أن شركة التصنيع لم تبدِ مخاوف تجاه المعارضة وفق طمأنة رئيسها التنفيذي م. مطلق المريشد الذي أعلن عن تفاؤله بإتمام الصفقة المربحة للجانبين ملفتاً إلى الشروع بجولات أخرى من المناقشات حول هذا الطارئ الذي قد ينجم عنه تأخير إتمام الصفقة من الربع الأول من 2018 إلى الربع الثاني من نفس العام، كاشفاً عن إمكانية التوصل لحلول لهذه المعارض وذلك بقبول شركة “ترونوكس” أو شركة التصنيع بيع أحد المصانع في أميركا إلى شركة منافسة ما يعني إلغاء فرضية الإغراق المزعومة وبالتالي منح شركة التصنيع تمويلاً لسداد التزاماتها للبنوك وتقليل ديونها.
وتابعت “الرياض” اقتصاديات أسواق ثاني أكسيد التيتانيوم في أوروبا والتي تشهد زخماً تصاعدياً في الأسعار للربع الأول 2018 مع إتمام صفقات بزيادات قدرها 100 يورو للطن وأعلى بقليل على خلفية محدودية الإمدادات. وقد أبرمت بعض العقود للربع الأول بزيادة قدرها 100 – 130 يورو للطن، وذلك وفقاً لمصادر الشراء وإعادة البيع من قطاعات الدهانات والبلاستيك. في وقت أقر عدد قليل من المشترين بأن هناك مجالاً ضئيلاً للمناورة في مناقشات أسعار الربع الأول نظراً لأسباب تتعلق بالإمدادات.
وتواجه مرونة العروض تقيداً وخاصة بالنسبة لبعض الدرجات مثل أحبار الطباعة، وذلك بسبب استمرار توقف الإنتاج الموسع في مصنع رئيس في فنلندا بعد نشوب حريق مطلع العام، في ظل وجود مناقشات مستمرة حول انخفاض مستويات المخزون لدى المنتجين.
وقال أحد المشترين من قطاع الصناعات التحويلية للدهانات إنه يناقش متطلبات العقد السنوي لعام 2018، في ظل مواجهة تقلص عروض الموردين الرئيسيين مقارنة بالعام الماضي، لكنه أضاف أنه يتوقع تغطية الشحنات المفقودة في أوروبا مع الواردات الآسيوية.
وأدى انخفاض موسم قطاعات الصناعات التحويلية الرئيسة للدهانات والبلاستيك في فصل الشتاء، إلى بعض التراجع في العروض لبعض الدرجات خلال الشهر الماضي. ومع ذلك، كان هناك نشاط متزايد لما قبل الشراء هذا الأسبوع، على الرغم من اعتبارات رأس المال العامل في نهاية العام، وسط الاتجاه الأكثر حزماً للربع الأول.
وقالت بعض المصادر إن هذا الشراء المسبق قد يكون له تأثير على العرض، مشيرين إلى ارتفاع الطلب أكثر مما كان متوقعاً، بالمقارنة مع العام الماضي، مما يشير إلى أن ذلك قد يجعل من الصعب على الموردين تعويض نقص مستويات مخزوناتهم، في ظل احتدام النقاش والجدل حول أمر ارتفاع الأسعار بواقع 100 – 175 يورو للطن للربع الأول، تبعاً للمورد ودرجة المنتج فيما إذا كان قائماً على الكلوريد أو الكبريتات.
غير أن المشترين يأملون في أن تؤدي زيادة الواردات من آسيا، فضلاً عن حجم نفوذها اعتماداً على حجم العملاء والمخاوف المتعلقة بالقدرة على تحمل التكاليف، إلى خفض الزيادات في الأسعار في الربع الأول.
يأتي هذا الأمل بعد موجة الارتفاع الأخيرة في الأسعار في أوروبا وصعوبة المشترين في تمريرها على المصنعين التحويليين. وتم تقييم أسعار العقود الأوروبية لثاني أكسيد التيتانيوم بقيمة 2.74 – 2.95 يورو للكيلوغرام، بزيادة قدرها 0.10 – 0.15 يورو للكيلوغرام عن الربع السابق.
كما جاءت توقعات ارتفاع الأسعار من مصادر إعادة البيع حيث أشار أحدهم إلى أن ارتفاع الأسعار بمقدار 50 يورو للطن كان متوقعاً في يناير وسط محدودية مرونة العروض. وذهب أحد الموردين إلى أنه على الرغم من أن المؤشرات لشهر فبراير ومارس لم تكن ملموسة بعد، فمن المرجح زيادة ارتفاع الأسعار خلال الربع الأول، استناداً إلى ما قبل الإنتاج المتوقع لموسم ذروة صناعة الدهانات والأصباغ.
وبصرف النظر عن أعمال العقود التي تم التفاوض بشأنها بحرية، تحدث بعض المشترين عن إمكانية تثبيت الأسعار في بعض الحالات لعام 2018. ومع ذلك، لم يتم تأكيد هذا التوجه على جانب البيع ولم يكن ممثلاً للاتجاه العام في السوق. ويستخدم ثاني أكسيد التيتانيوم كصبغة مسحوق أبيض في صناعة منتجات مثل الدهانات والطلاء والبلاستيك والورق والأحبار والألياف والمواد الغذائية ومستحضرات التجميل.