قالت وسائل إعلام رسمية إن معارضين سوريين استعدوا لإخلاء جيب فى جنوب غرب سوريا اليوم الجمعة، فى إطار اتفاق مع الحكومة للاستسلام فى الوقت الذى توغل فيه الجيش السورى فى المنطقة الشمالية الغربية حيث يوجد آخر معقل رئيسى مازالت تسيطر عليه المعارضة.
وأجبرت القوات الحكومية والفصائل الشيعية المتحالفة معها مقاتلى المعارضة فى العديد من الجيوب على الاستسلام منذ تدخل روسيا بضربات جوية مكثفة فى 2015 دعما للحكومة السورية، مما قلص عدد الجيوب الخاضعة للمعارضة إلى أقل عدد من أى وقت مضى.
وتعد المنطقة الواقعة فى الشمال الغربى والمحيطة بمحافظة إدلب أهم منطقة تسيطر عليها قوات المعارضة، وتسيطر المعارضة أيضا على منطقة كبيرة على الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان التى تحتلها إسرائيل قرب درعا فى جنوب غرب سوريا بالإضافة إلى جيوب متفرقة فى أنحاء أخرى تشمل الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وذكر التلفزيون الرسمى أن المقاتلين وأسرهم بدأوا اليوم الجمعة، مغادرة بيت جن الواقعة على بعد 40 كيلومترا إلى الجنوب الغربى من دمشق بعدما فقدوا السيطرة على مناطق قريبة فى معارك عنيفة مع الجيش وحلفائه فى وقت سابق هذا الشهر.
وتوجه بعض المغادرين إلى إدلب فى الشمال الغربى وهى منطقة يسيطر عليها متشددون وذهب إليها كل من تم إجلاؤهم من قبل من جيوب المعارضة التى استسلمت وتوجه آخرون إلى منطقة خاضعة للمعارضة السورية فى الجنوب الغربى.
وموقع بيت جن القريب من منطقة تديرها إسرائيل يعطيها أهمية استراتيجية نظرا للدور الذى تقوم به جماعة حزب الله اللبنانية، العدو اللدود لإسرائيل، فى محاربة المعارضة هناك.
وقصفت إسرائيل عدة مرات قوافل ومخازن أسلحة لحزب الله فى سوريا هذا العام وفتحت نيرانها على مواقع للجيش السورى بعد سقوط قذائف على مرتفعات الجولان.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن تقدم الجيش السورى أمام المعارضة فى شمال غرب البلاد شمل معارك عنيفة وغارات جوية مكثفة اليوم وأمس.
وقتل العشرات اليوم الجمعة فى المعارك التى تركزت فى قرية أبو دالى بجنوب إدلب بعد أسابيع حققت فيها الحكومة مكاسب متزايدة فى مناطق مجاورة بمحافظة حماة.
وتقدم الجيش فقط فى إدلب مؤخرا وذلك للمرة الأولى منذ سلسلة انتصارات حققتها المعارضة هناك أدت لخروج الحكومة من المحافظة فى أوائل 2015.
ووزع مكتب الرئيس السورى بشار الأسد اليوم الجمعة، صورا للقائه أسرة فى حمص فى مؤشر على زيادة قدرته على التنقل بحرية فى سوريا هذا العام بعد سنوات ظل فيها معظم الوقت فى دمشق.