أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور خالد الغامدي أن الاجتماع على كلمة محكمات الشريعة والدعوة وتربية الصغار قبل الكبار عليها وحث الناس على التفقه بها والاعتصام بها هو واجب العصر اليوم على كل العلماء والدعاة والمعلمين والمربين ومن تسنم منا منابر التوجيه في كل الوسائل، فالأمة اليوم تتعرض لهجوم وعدوان غير مسبوق على عقيدتها وفكرها وثقافتها وهويتها وهذه المحكمات والثوابت إذا رسخت في القلوب والعقول ونشأت عليها الناشئة فإنها من أعظم الأسباب التي تحفظ الأمة من ضياع الهوية وفقدان التوجيه الصحيح والتخبط بين أهواء البشر ورغباتهم وتحمي عقيدتها وأصولها في التلقي والأستدلال من عبث العابثين والمفسدين .

وقال الشيخ الغامدي في خطبة الجمعة من المسجد الحرام إنه لا ريب أن محكمات الشريعة من أجل الوسائل في حصول الأمن العقدي والفكري والنفسي والاجتماعي بين أفراد الأمة بما تحمل في ثناياها من خصائص الوضوح والبرهان والطمأنينة والسكينة والألفة والمحبة والاجتماع التي تكفل بإذن الله تحقيق مقاصد البعثة النبوية وحكم التشريع وغاياته، فالنبي عليه الصلاة والسلام إنما بعث بالحنيفية السمحة والشريعة المحكمة لكي يتمم صالح الأخلاق ومكارم الأداب والمرؤات، وإن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد الإ غلبه، ومن هنا كان الواجب الابتعاد عن كل الوسائل والأساليب التي تخالف المحكمات ولا تصلح أن تكون أصلاً وكلية تجتمع حولها الأمة بل تثير العامة وتدخل اللبس والفتنة عليهم لأن من خصائص محكمات الشريعة أنها تجمع الأمة وتقرب بين أفرادها وتمنع من الفتنة والزيغ والاختلاف المذموم.

من جهة أخرى قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي -في خطبة الجمعة-: المسجد الأقصى بتاريخه وفضائله يوقد في المسلمين مشاعر الوحدة ويوقد رابطة الأخوة لنصرته وتطهيره من أوضاع الشرك والضلال، وقضية القدس ستبقى حية في نفوس أبناء هذا الجيل، لا يزعزع اعتقادنا بذلك إنكار المنكرين وافتراءات المعتدين.

وتابع: معية الله لعباده ونصره ورعايته لمن تمسك بحبله وهديه، معية الحفظ والتوفيق والنصر والتأييد والتمكين، وهذا يضمد جراح المخلصين المرابطين الباذلين مهجهم دفاعا عن حياض المسلمين، وليعلم المتربصون المتآمرون أن قدره سبحانه يتعدى الأسباب لينصر المؤمنين ولو كانوا قلة، “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين”.

وأضاف: إذا كان القدس والمسجد الأقصى محل اهتمام قلوب المسلمين فقد وجب عليهم التضرع لله بأن يحفظه من كل تدنيس والدعاء لأهل فلسطين بالثبات والنصر.