منذ فترة طويلة لم يفرح الجمهور الشبابي بفوز فريقه في ثلاث مباريات متتالية، فأكثرهم تفاؤلاً لم يتوقع أن “الليث” سيبدأ الدور الثاني بقوة ويحقق العلامة الكاملة في أول ثلاث جولات ونيله تسع نقاط، لينهض مع المدرب الأوروغوياني جوزيه كارينيو، ويبدأ في استعادة موقعه مع الكبار في مقدمة الترتيب، فالمراكز التي كان يحتلها في وقت سابق بين فرق المؤخرة والتي تصارع من أجل البقاء في الدوري الممتاز لا تليق به ولا بتاريخه الكبير وإنجازاته العظيمة المحلية منها والإقليمية والقارية.

الشباب الذي يعد واحداً من أركان الكرة السعودية، ومن بين الأندية التي تشكل رافداً مهماً لمنتخباتنا بتفريخ النجوم المميزين كانت أحواله في وقت سابق من هذا الموسم لا تسر عدواً ولا صديقاً، والمرحلة التي وصل لها وتسببت في ضياع هيبته يأمل محبوه أن تصبح من الماضي وللنسيان، وأن يعوضهم عما فات بنتائج جيدة ومرضية، وتحقيقه الفوز ثلاث مرات متتالية أنعش محبيه وأنصاره وأعاد لهم متعة الرياضة التي فقدوها طوال غيابه عن الانتصارات والنتائج المثالية التي لم تأتِ من فراغ أو بالصدفة، إنما هي حصاد عمل شرفي وكبير، بقيادة الأمير خالد بن سلطان وأبنائه وتنفيذ الإدارة الحالية برئاسة أحمد العقيل، ودعم عضو شرف النادي الأمير خالد بن سعد الذي كانت له وقفة مشرفة في الوقت الذي ابتعد فيه عدد من الشرفيين.

على الرغم من النتائج الجيدة للشباب إلا أن الفريق بحاجة إلى عمل كبير خلال المرحلة المقبلة من خلال إنهاء القضايا المرفوعة ضده محلياً ودولياً، وفي فترة الانتقالات الشتوية لابد من تلبية طلبات كارينيو، والتعاقد مع لاعبين محليين وغير سعوديين جدد خلفاً لبعض الأسماء التي منحت الفرصة كاملة وأكثر، ولم تثبت نجاحها أو أحقيتها بارتداء شعار الشباب الذي يمتلك مواهب شابة هي أولى بالفرصة من بعض اللاعبين الأقل من عاديين، على سبيل المثال شاهدنا لاعبي المحور الشابين تركي العمار وعبدالله الخيبري ومستوياتهما الكبيرة.

الشباب يعاني من ضعف في الظهيرين الأيمن والأيسر، وقلب الدفاع ولابد من إحضار لاعب جيد، وصناعة اللعب يحتاج فيها للاعب يجيد الصناعة طوال الوقت ويتألق دائماً وألا يكتفي بالحضور في مباراة والغياب عن خمس، وبالتأكيد إن مثل هذه الملاحظات لن تغيب عن كارينيو الذي كانت له بصمات واضحة في الفريق، لكن يبقى الأهم أن توفر له الإدارة الأدوات التي يطلبها وبدعم من الشرفيين.

الليث على الرغم من ظروفه إلا أنه يستطيع أن ينافس على المراكز الأولى خصوصاً إن استمرت وتيرة العمل كما هي عليه اليوم، لكن في المقابل لابد أن تكون جماهيره منطقية وعقلانية، وتؤمن بأنه يحتاج إلى عمل أكبر ووقت وصبر من أجل أن ينافس على البطولات، لأن مهرها غالٍ، والمطبات التي مر بها النادي في آخر الأعوام تتطلب الصبر حتى يعود ليثاً كاسراً يقهر الخصوم.