تراجعت الفوائض بأسواق النفط لـ 138 مليون برميل بعد أن كانت تلامس الـ 200 مليون برميل عند انطلاق اتفاق الخفض النفطي بين دول منظمة الأوبك ودول أخرى، وغالب هذه الفوائض في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأرجع خبراء هذا التراجع لعوامل كان أهمها الالتزام بضوابط الخفض المتفق عليه طيلة الأشهر الماضية، كذلك تمديد هذا الاتفاق لتسعة أشهر أخرى في العام 2018م.

يقول رئيس المعهد الدولي للطاقة والبيئة والتوقعات الاستراتيجية الدكتور راشد أبانمي شهدت الأسواق تراجعاً ملحوظاً في الفوائض النفطية؛ نظراً للجهود التي تمّ بذلها في سبيل الالتزام باتفاق الخفض النفطي.

وذكر أبانمي أن أسعار النفط مرشّحة للتعافي لنهاية الشهر الحالي مدعومة بعزم أعضاء الاتفاق على المواصلة في 2018 م، وهو الأمر الذي أسهم تعافياً واضحاً في الأسواق العالمية.

من جهته قال الدكتور محمد الشطي تعتمد الأسواق النفطية على عدد من العوامل التي دعمت تحسّنها منها تمديد اتفاق التعاون إلى تسعة أشهر أخرى في العام 2018 بين المنتجين من داخل وخارج الأوبك باتجاه تحقق توازن السوق، والتزام تاريخي باتفاق التعاون منذ بدء الاتفاق في شهر يناير 2017، مدعوماً من الأوبك وجمهورية روسيا الاتحادية مما دفع بإجمالي نسب الالتزام لتفوق 100 %، ما أوجد مصداقية للاتفاق في الأسواق انعكست على الأسعار واستقرارها وعودة الاهتمام بالاستثمار في قطاع الاستكشاف والإنتاج، وتعافي الطلب في الأسواق الواعدة خصوصاً الصين والهند والسوق الأمريكية، بالإضافة إلى خروج روسيا والبرازيل من حالة الركود كلها تدعم توقعات أعلى نسبياً للطلب العالمي على النفط، كما أن التوترات السياسية في نواحي العالم تعمل على تعزيز المخاوف من انقطاع الإنتاج من النفط رغم وجود وفرة في الأسواق، وتأثر الإنتاج في عدد من الدول لأسباب متنوعة فنياً وأخرى سياسياً.

وتابع بقوله هنالك بعض المؤشرات التي تدعم قوة السوق كهيكلة أسعار نفط خام الإشارة برنت والأمريكي غرب تكساس المتوسط في الباكورديشين، والتي تعكس توازن أسواق النفط وتناقصاً في الفائض في المخزون النفطي حيث تكون مستويات الأسعار الحالية أعلى منها في المستقبل لتشجع السحوبات من المخزون وتوفر لها غطاء تجارياً اقتصادياً ذا جدوى، كذلك إقبال المضاربين والمستثمرين على شراء العقود وتعزيز مراكزهم المالية في الأسواق الآجلة والبورصة وتسجيل مستويات عالية، وهو بلا شك يعتبر عاملاً قوياً يعزز أسعار النفط وإن كان أيضاً يعني اقتراب بدء ضعف في أسعار النفط؛ لأن بلوغ القمة يعقبه حركة بيع تسهم في ضعف وقتي للأسعار، ومن الأمور المهمة التي يجب التطرّق لها حال ذكر العوامل الداعمة لتعافي الأسواق خفض في الفائض بالمخزون النفطي منذ بدء اتفاق التعاون بمقدار 200 مليون برميل ليصل إلى 138 مليون برميل غالبه في الولايات المتحدة الأمريكية علماً أن السوق الأمريكية تشهد توازناً أسهم بشكل كبير في دعم أسعار النفط حيث يستمر المخزون النفطي في الانخفاض والواردات من النفط الخام من الأوبك في انخفاض مقابل تصاعد في ارتفاع الصادرات من النفط الخام والمنتجات البترولية من السوق الأميركية إلى أسواق العالم، وبناء على المعطيات فإن توازن أسواق النفط يتحقق في الربع الأخير من عام 2018، لكن تسارع وتيرة التعافي في السوق قد تسهم بتعجيل تحقيق التوازن.