استمرت أرامكو السعودية في تعزيز إستراتيجيتها الشاملة في التكرير والتوزيع والتسويق، من خلال استمرار إمداد قطاع النقل في المملكة بشكل آمن وموثوق بالمنتجات المكررة والوقود اللازم للمحافظة على حركة التطور السعودية، وتوفير الوقود واللقيم لقطاع الكهرباء في البلاد، حيث إن ذلك يمثل حافزًا رئيسًا مع استمرار الشركة في الالتزام برفع طاقتها التكريرية وتنمية حصتها في السوق العالمية من خلال تعزيز فرص التكامل داخل جميع شبكاتها التكريرية.

وتهدف إستراتيجية أرامكو السعودية إلى تعزيز القيمة عبر سلسلة المواد الهيدروكربونية من خلال التركيز على التكامل بإطاريه الأفقي والعامودي. وتتماشى هذه الإستراتيجية مع الهدف العام في أن تصبح أرامكو السعودية بحلول عام 2020، الشركة الرائدة والمتكاملة للطاقة والكيميائيات في العالم، حيث تركّز على تعظيم الدخل، وتسهيل التوسع المستدام والمتنوع لاقتصاد المملكة، بالإضافة إلى تمكين قطاع طاقة وطني مزدهر وقادر على المنافسة على الصعيد العالمي.

مجموعة أعمال متنوعة ومتكاملة

ولا تزال استثمارات أرامكو السعودية مستمرة في مجال التكرير، والكيميائيات، وزيوت الأساس، والتسويق، وتوليد الكهرباء، لتحقيق قيمة إضافية مع تنويع المخاطر، الأمر الذي من شأن تطوير مجموعة أعمال متنوعة ومتكاملة وقوية تساند نموذج التوريد والتداول والتسويق في الشركة، كما يعمل على التخفيف من تقلبات أسعار النفط، ويحقّق عائدًا إضافيًا، بينما يُسهم في الوقت نفسه في تسهيل توسع الفرص لصناعات التحويل، والمصنّعين المحليين، ومقدمي الخدمات.

وتم تصميم إستراتيجية الشركة الشاملة في التكرير والتوزيع والتسويق لتحفيز النمو في توفير الوظائف وإيجاد القيمة. والفرص الكبيرة المتوفّرة في هذا القطاع بما يجعل من هذا الهدف أمرًا واقعًا في الحاضر، وممتدًا إلى المستقبل.

وفيما تبلغ قيمة أعمال الصناعة الكيميائية العالمية 4 تريليونات دولار، إلا أن حصة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في السوق العالمية للمواد الكيميائية المتخصصة أقل من 2 % حتى العام 2016م، مما يتيح فرصًا هائلة لأرامكو السعودية لنمو مجموعة منتجات أعمال التكرير والتوزيع والتسويق، واكتساب قيمة مستدامة لشركائها، وعملائها، والمملكة ككل.

توسيع الشبكة

وتتسم كلٌ من الموارد البترولية الهائلة في المملكة، وشبكة أرامكو السعودية المتزايدة من مرافق التكرير والبتروكيميائيات، في عديد من الحالات بمجاورتها للمناطق الصناعية، بالإضافة إلى قربها الجغرافي من الأسواق الرئيسة في أوروبا وآسيا، لإنشاء بيئة أعمال مواتية للنمو، وزيادة الطلب. وقد ثبت بالفعل أن تحقيق التآزر من خلال التكامل على المستويين التشغيلي والجغرافي، الذي يربط بين إمدادات الزيت والغاز، والتكرير، والمواد الكيميائية، وزيوت الأساس في هذه المناطق ذات إمكانات النمو المرتفعة، يمثّل إستراتيجية فاعلة، كما أن الآثار المتلاحقة للتوسع المستمر في البتروكيميائيات ستنمو مع مرور الوقت.

وتلتزم أرامكو السعودية بالاستمرار في تطوير صناعة التكرير المحلية لتلبية الطلب المستقبلي على الطاقة، وللمساعدة على تمكين النمو الصناعي وتوفير فرص العمل، مع الأخذ في الاعتبار نمو الطلب المحلي والطاقة الحالية، بالإضافة إلى الحاجة إلى استبدال المرافق القديمة التي استهلك عمرها الافتراضي.

من البئر إلى المستهلك

وفي العام الماضي وحده، تابعت أرامكو السعودية عددًا من تلك الفرص – على المستويين المحلي والدولي – التي تسهم في تعزيز قدرتها على امتداد سلسلة القيمة من البئر إلى المستهلك. وتشمل التطورات الحالية والمستمرة للمملكة في المراحل النهائية:

مصفاة جازان

من المتوقع البدء في تشغيل المصفاة بقدرة تكرير 400 ألف برميل في اليوم العام الجاري 2018م. وتُعد أعمال المصفاة والفرض من صميم أعمال مشروع مدينة جازان الاقتصادية، التي من المتوقع أن توفّر 70 ألف فرصة عمل جديدة من خلال جذب مجموعة متنوعة من الصناعات المتوسطة والخفيفة، فضلًا عن شركات الخدمات المرتبطة بها. ويشمل المشروع في مجمله فرضة بحرية ومعملًا متكاملًا يعمل بتقنية تحويل السوائل إلى غاز والدورة المركبة للوقود بطاقة لتوليد 3.7 غيغاواط من الكهرباء.

صدارة

وهي مشروع مشترك للشركة مع شركة داو كيميكال، لإنتاج 3 ملايين طن من اللدائن عالية الأداء والكيميائيات عالية القيمة سنويًا. وتم تتويج التشغيل التاريخي لصدارة في عام 2016م بالتشغيل المبدئي لوحدة التكسير بالبخار باستخدام اللقيم، ما جعل منها أول مرفق كيميائيات لتكسير النفتا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مما يتيح إنتاج مجموعة متنوعة من اللدائن والمواد الكيميائية.

مجمع بلاس كيم

يقع بجوار صدارة في مدينة الجبيل الصناعية، واستقطب بعضًا من أكبر مستثمري خدمات الكيميائيات والنفط في العالم. ومن المتوقع أن يوفّر المجمع 1500 وظيفة مباشرة وآلاف الفرص الوظيفية غير المباشرة.

بترورابغ

مشروع مشترك مع شركة سوميتومو كيميكال اليابانية على ساحل البحر الأحمر، ولديه القدرة على معالجة أكثر من 400 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام، كما أن لديه القدرة على معالجة 1.6 مليون طنٍ في السنة من غاز الإيثان لإنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات البترولية المكررة والمنتجات البتروكيميائية. وستُسهم المرحلة الثانية لمشروع بترو رابغ التي شارفت على الاكتمال لتوسعة مرفق التكسير، في إضافة 30 مليون قدمٍ مكعبة قياسية من غاز الإيثان للمعالجة.

كما أنه من المتوقع لمجمع بلاس تيك في بترو رابغ المصمّم لجذب الصناعات التحويلية في مجال التكرير والمعالجة والتسويق استقطاب استثمارات من القطاع الخاص تتجاوز قيمتها بليون دولار، بالإضافة إلى توفير أكثر من 2000 فرصة وظيفية.

شراكات عالمية جديدة

وعلى الصعيد العالمي، عززت الشراكات الجديدة والموسعة في مشاريع التكرير والتسويق من تكامل شبكة التكرير التابعة لأرامكو السعودية، وتضم:

  • شركة إس-إويل (جمهورية كوريا الجنوبية): تمتلك أرامكو السعودية حصة الأغلبية في الشركة، التي تُعد إحدى أكبر المصافي في البلاد، حيث يجري العمل حاليًا لإنشاء مشروعين لتعزيز قدرتها التنافسية وتشكيل سلة متنوعة من المنتجات.
  • برتامينا (شركة النفط الوطنية في إندونيسيا): وقع الاختيار في العام الماضي على أرامكو السعودية لتصبح الشريك الاستراتيجي لهذه الشركة في مشروع المخطط العام لتطوير معمل التكرير. وتنصُّ الاتفاقية الموقعة على زيادة الطاقة التكريرية لمصفاة سيلاكاب العائدة لشركة برتامينا لمعالجة 400 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام العربي.
  • شركة رويال داتش شل (الولايات المتحدة الأمريكية): إضافة إلى التوسع في آسيا، واصلت أرامكو السعودية تكاملها في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تنفيذ الاتفاقيات مع (رويال داتش شل) لفصل ونقل أصول ومسؤوليات وأعمال المشروع المشترك لشركة موتيفا إنتربرايزز إل سي سي. وبموجب شروط الاتفاقية، فإن الأصول التي احتفظت بها شركة التكرير السعودية التابعة والمملوكة لأرامكو السعودية بالكامل ستشمل اسم شركة موتيفا إنتربرايزز إل سي سي وكيانها القانوني ومعمل التكرير، الذي تبلغ طاقته 600 ألف برميل في اليوم في بورت آرثر في تكساس، والشبكة المكوّنة من 24 فرضة توزيع ذات قدرة على تخزين 11.1 مليون برميل.
  • أرلانكسيو (هولندا): وهو مشروع مشترك أطلقته أرامكو السعودية رسميًا مع شركة الكيميائيات المتخصصة الألمانية «لانكسيس». كما وقعت الشركة خلال العام الماضي مبادئ العمل الأساس مع مجموعة جدوى للاستثمار الصناعي وشركة لوبريف (شركة تابعة).

وتشمل إستراتيجية أرامكو السعودية في التكرير والتوزيع والتسويق خطةً لدمج الشركات التابعة المنتجة لزيوت الأساس وإنشاء قاعدة مبيعات عالمية لمنتجات زيوت الأساس بطاقة لإنتاج 4.7 ملايين طن سنويًا، تمثّل 14 % من الطلب العالمي على زيوت الأساس.

تعظيم القيمة

من مرافق أرامكو السعودية

أحد الجوانب الرئيسة لتعظيم القيمة في مرافق أرامكو السعودية هو ضمان أن مرافقها حديثة وفعّالة حسب الحاجة لتحقيق أهداف الإنتاج لديها بشكل موثوق وآمن. وكجزء من المراجعة المستمرة لأعمال الشركة، أعلنت عن تحويل مجمع جنوب جدة الصناعي إلى مركز لتوزيع المنتجات البترولية، والاستغناء عن خطوط التكرير القديمة في المنشأة.

ويضم المجمع عددًا من المرافق، بما في ذلك مصفاة مضى على إنشائها 50 عامًا، وهي ذات طاقة منخفضة نسبيًا تبلغ 80 ألف برميل يوميًا. إلا أن التشغيل المتوقع لمصفاة جازان، إلى جانب الزيادة في طاقة التكرير المحلي التي توفّرها مرافق حديثة مثل (ياسرف) و(ساتورب)، سيُسهم في تعويض ذلك الإنتاج، الذي يمثل أقل من 20 % من الطلب على المنتجات البترولية في المنطقة.

الأهداف الإستراتيجية

كما تستمر أرامكو السعودية في مساعيها لتحقيق الأهداف الإستراتيجية الشاملة لها في أعمال التكرير والتوزيع والتسويق، والتي تشمل:

  • تلبية احتياجات المملكة من المنتجات المكررة على النحو الأمثل، مع بناء نظام عالمي للتكرير.
  • إنشاء أعمال كيميائية متكاملة من الدرجة الأولى.
  • زيادة تكامل مرافق التكرير والتوزيع والتسويق.
  • تنفيذ إستراتيجية تسويق الزيت الخام.
  • تعظيم اكتساب القيمة من فرص التكامل في مجال الكهرباء والتوليد المزدوج، وضمان الاكتفاء الذاتي، والموثوقية والكفاءة، مع تحسين مزيج الوقود في الوقت نفسه.

كما أن الأثر التراكمي لجهود أرامكو السعودية سيشكّل نظامًا عالميًا متكاملًا في التكرير والتوزيع والتسويق، لضمان تحقيق أقصى استفادة في كل مرفق، كما أن من شأنه تعظيم قيمة كل جزيء هيدروكربوني تنتجه الشركة، وإنشاء مجموعة من الأعمال التي تتسم بقدر أكبر من القوة والمرونة في مواجهة تقلبات السوق.