بدأت الأندية السعودية خوض تجربة ثانية في اختيار اللاعبين غير السعوديين، مع مستهل الفترة الشتوية 2018، وسط ترقب جماهيري لمخرجات هذه التجربة، لتجاوز الفترة الصيفية، بما حملته من أخطاء فادحة وبما صاحبها من اختيارات فنية سيئة، أثقلت كاهل الأندية بمزيد من التراجع في النتائج والالتزامات المالية المتزايدة، في ظل غياب الدراسات الاستراتيجية، التي يعدها مستشارون فنيون، أو تجاهلها في حال اكتمالها، من إدارات الأندية، كسبب رئيس للإخفاقات المتتالية في ملف اللاعبين غير السعوديين، مع عشوائية حاضرة في الاختيارات، وظهور اللاعبين المعطوبين، أو ممن شارفوا على اعتزال الكرة، بعد مواسم طويلة من التجارب في الدوريات الأخرى، لتتحول الأندية المحلية إلى محطات مرور مؤقتة.
توافد المئات من اللاعبين غير السعوديين إلى الدوري، ومئات الملايين صرفتها الأندية مقابل ذلك، من دون جدوى فنية ملموسة، وظلت الأسباب تتعدد وتتمدد، والمسؤول الأول أمام جماهير الأندية في كل الأحوال هي الإدارات المتعاقبة، خصوصا عندما تمنح القرار الأول والأخير في اختيار اللاعبين غير السعوديين للمدربين، وهنا تبدأ رحلة الاستغلال والمجاملات، التي يلجأ إليها كثير من المدربين لأهداف مادية بحتة في أغلب الأحوال، من دون النظر لعمر ومستوى اللاعب وعطائه مع الفريق، فسرعان ما ينكشف الحال بعد مباريات قليلة، والضحية هو الفريق وقبله الكرة السعودية، التي تفقد وجود مواهب شابة في مراكز فنية مهمة، كما أن طول المفاوضات، وتسرب أدق تفاصيلها، وعدم قدرة المفاوضين على الحسم باكرا، وتسارع خطوات إدارات الأندية تجاه تسجيل المحترفين في الساعات الأخيرة، من إغلاق لجنة الاحتراف لفترة التسجيل، باتت ظاهرة تتكرر كثيرا سواء في الفترة الصيفية أو مثيلتها الفترة الشتوية، وفي كل الأحوال لا يمكن تجاوز نجاحات الكثير من الأندية في ملف اللاعبين غير السعوديين، وبتكاليف منخفضة، ولا تلجأ الأندية الناجحة في هذا الجانب للتغيير إلا في أضيق الحدود كإصابة لاعب أو لظروف قاهرة للاعب آخر.
قرار اتحاد الكرة غير المسبوق بمنح الأندية فرصة تسجيل ستة محترفين غير سعوديين ولاعب سابع من المواليد، يفترض أن يساهم في إعادة الأندية لحساباتها، وتقنين اختياراتها لتدعيم صفوف الفريق الكروي، والاستفادة من التجارب السابقة في الأعوام الفارطة، إلا أن تكرار الأخطاء في هذا الصدد بات يؤرق جماهير الأندية التي تظل تنتظر بين فترة انتقالات وأخرى، لإصلاح الأحوال في هذا الملف المفصلي في نتائج الأندية ومسيرتها في الاستحقاقات المحلية والخارجية، على الرغم من أن الخيارات دوماً تتقلص في فترة الانتقالات الشتوية، على العكس من فترة الانتقالات الصيفية، التي تكون خلالها الخيارات في التسجيل أكثر وفرة أمام الأندية، التي تحسن فقط التعامل في هذا الإطار.