بدأت المملكة تهيمن في صناعة منتج أوكسيد البروبيلين وفرض منافستها العالمية بعد نجاح شركتي صدارة للبتروكيميائيات، وبترورابغ للتكرير والبتروكيمياويات بضخ 500 ألف طن متري سنوياً، في وقت قدرت أبحاث السوق العالمي إيرادات هذا المنتج بمبلغ 13.3 مليار دولار في عام 2017، في حين من المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم 20 مليار دولار بحلول عام 2025. وتشير التقديرات إلى أن السوق سجل معدل نمو سنوي مركب قدره 5.4 % من حيث القيمة، ومن المتوقع أن تؤدي زيادة تطبيقات البروبيلين جلايكول كمادة كيميائية للبناء على خلفية قطاع البناء المتنامي إلى دفع نمو السوق.
وساهم الطلب القوي على أوكسيد البروبيلين في تصنيع منتجات السيارات المختلفة لدفع نمو السوق، حيت أدى ازدياد الطلب على منتجات السيارات إلى نمو كبير في قطاع السيارات ليشكل الطلب على أوكسيد البروبيلين طفرة لتصنيع منتجات السيارات المختلفة مثل المواد المانعة للتسرب والمواد اللاصقة، والرغاوي المرنة، والدهانات. وقد أدى ارتفاع إنتاج السيارات إلى زيادة الطلب على بعض المنتجات المعتمدة بشكل دؤوب على أوكسيد البروبيلين مثل السجاد والفرش ومقاعد السيارات والعوازل.
وتستخدم هذه المنتجات البولي يوريثين الذي بدوره يتطلب أوكسيد البروبيلين كمادة خام. ومن المتوقع أن تدفع هذه العوامل إلى نمو السوق. وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يؤدي الطلب المتزايد على أوكسيد البروبيلين إلى زيادة الطلب على أوكسيد البروبيلين ومشتقاته في مختلف منتجات الاستخدام النهائي، بما في ذلك اللدائن الهندسية والألياف والمكابح والسوائل الهيدروليكية وطرادات الطاقة ومبردات السيارات وسوائل منع التجمد للطائرات.
إلا أن ثمة مخاوف بيئية تتعلق بإنتاج أوكسيد البروبيلين من المحتمل أن تتسبب في تقييد نمو سوقه العالمي. ومع ذلك، يتجه المنتجون لإدخال عدة بدائل لأوكسيد البروبيلين في السوق أكثر فعالية. وعلاوة على ذلك، فإن أوكسيد البروبيلين يؤثر سلباً على البيئة ويؤثر على البشر وقد يؤدي استهلاكه إلى آثار خطرة على المسار التنفسي البشري، ويسبب تهيج العينين والجلد.
ومن حيث الحجم، من المتوقع أن يمثل البوليثر بوليولز أضخم تطبيق لاستخدامات أوكسيد البروبيلين والذي من المتوقع أن يصل الطلب عليه إلى ما يقرب من 10.000 طن بحلول عام 2025. وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يسجل الطلب على أوكسيد البروبيلين في إنتاج مثبطات اللهب توسع كبير خلال عام 2025.
وتنتج بترورابغ 200 ألف طن سنوياً من أوكسيد البروبيلين باستخدام تقنيات سوميتومو في أكبر مجمع متكامل على مستوى العالم. ويستعمل أوكسيد البروبيلين بشكل رئيسي في إنتاج مادة إيثر بوليولز ومادة جلايكول البروبيلين بالإضافة إلى العديد من الصناعات التحويلية التي تعتمد على هذا المنتج المهم. واكتسب منتج أوكسيد البروبيلين مؤخراً أهمية كبيرة في ظل تنامي الطلب العالمي الذي تجاوز طاقة 9.2 ملايين طن عام 2017، حيث تستحوذ شركات كبرى عالمية على حصص قوية من إجمالي الطاقة العالمية وأبرزها شركات داو كميكال، وليوندل باسل كميكال، وشل، وداو، وباير، وباسف، ونينغبو تشنهاي.
وتعاظم استخدامات أوكسيد البروبيلين على نطاق عالمي واسع لإنتاج العديد من المنتجات النهائيّة والتي تتمثل في مواد العزل، وقطع غيار السيارات، وحشواتِ المفروشات، واستخدامه كمادة وسيطة لإنتاج المحاليل الصناعية والأدوية وسوائل منع التجمد ومواد التجميل.
وكانت آسيا تمثل ما يقارب من 40 % من الطاقة الإجمالية السنوية العالمية لأوكسيد البروبيلين في عام 2012، والتي تجاوزت 9.69 ملايين طن، وجاء العرض العالمي في اتجاه تصاعدي بين عامي 2009 و2012. وخلال تلك الفترة من الزمن، نما الطلب بأكثر من 1.27 مليون طن حيث استمر النمو ليتجاوز 7.76 مليون طن. فيما صنفت أوروبا بتزعم وقيادة تصدير وتوريد المنتج في عام 2012.
وتأتي هذه التطورات الإيجابية في اقتصاديات المنتج في وقت نجحت شركة صدارة للكيميائيات ببدء إنتاج أحد أكبر مصانع الهيدروجين بيروكسايد في العالم بالجبيل 2، بطاقة إنتاجية تتجاوز 300 ألف طن متري سنوياً حيث ساهم في توفير المواد الخام الأولية كلقيم لمصانع شركة صدارة، وبالأخص كخام لمصنع أوكسيد البروبلين.
وأتى قرار أرامكو بتشييد وحدات أوكسيد البروبيلين في مجمع صدارة بعد النجاحات المكتسبة التي حققها مصنع أوكسيد البروبيلين في بترورابغ والذي أثمر عنه قيام تحالفات بين شركات كبرى لإقامة مصانع مشتركة لاستغلال هذا المنتج وأبرزها تحالف شركة التصنيع الوطنية والشركة المتطورة في مشروع مشترك في موقع شركة بترورابغ لإنتاج 120 ألف طن متري من مادة البولي إيثربوليول باستثمار فاق 460 مليون ريال، حيث تتولى بترورابغ توفير إمدادات من أوكسيد البروبيلين بطاقة 100 ألف طن متري سنوياً لدعم المشروع وفق اتفاقية أقرت بين الأطراف الثلاثة.