أكد م. أمين الناصر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أن أسعار النفط في تحسن حيث تقترب من 70 دولاراً للبرميل، مرجعاً ذلك لانخفاض في المخزونات العالمية، وتحسن الطلب على المستوى العالمي وكذلك التزام أعضاء أوبك وخارجها باتفاقية خفض سقف الإنتاج، مضيفاً أن النمو على الطلب خلال 2017 والبالغ 1,5 مليون برميل، متوقع أن يصل النمو على الطلب خلال 2018 نحو 1,3 مليون برميل، مشيراً إلى أن التوقعات تكون بأرقام متحفظة في العادة وتتضح الصورة مع منتصف العام الجاري بشأن حجم الطلب العالمي، موضحاً أن التوقعات في 2017 بدأت بـ 1,3 مليون، مقدراً حجم احتياطيات المملكة من النفط الخام 260 بليون برميل من النفط.

وفيما يتعلق بعملية طرح جزء من أرامكو السعودية، أوضح أن الشركة على أتم الاستعداد لعملية الإدراج في عام 2018 في حال اتخاذ القرار وتحديد موقع الطرح، مبيناً أن الإدراج سيكون في المملكة، والشركة ستنظر في عملية الإدراج في سوق آخر، حيث توجد لجنة مشكلة في الموضوع.

وقال للإعلاميين أمس على هامش حضوره توقيع ثلاثية الأطراف لتعزيز تقنية تحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية بالتكسير الحراري، بين شركة أرامكو السعودية للتقنيات المملوكة بالكامل لأرامكو السعودية، وشركتي “سي بي أند آي”، الرائدة في ابتكار التقنيات وتوفير احتياجات البُنى الأساسية في قطاع الطاقة بالولايات المتحدة الأميركية، وشيفرون لوماس غلوبال “سي إل جي”، فيما يتعلق بارتفاع استهلاك البنزين بالسوق المحلية، أن الاتجاه نحو استهلاك بنزين “91 ” مقابل تراجع استهلاك ” 95 “، مستدركاً أن زيادة أسعار البنزين بدأت في مطلع يناير الجاري، وبالتالي فإن الإحصاءات الدقيقة بحجم الاستهلاك في شهر يناير ستظهر في منتصف في فبراير القادم، مضيفاً أن الإنتاج العالمي من النفط يبلغ 98 مليون برميل، فيما تنتج المملكة برميل واحد لكل 8 براميل عالمياً، حيث 20 % من الإنتاج العالمي يذهب لوسائل النقل الصغيرة مبيناً أن معامل التكرير تستقبل 3 مليون برميل يومياً بغرض المنتجات المكررة وجزء يستخدم في محطات توليد الطاقة الكهربائية.

وذكر أن الاتفاقية الثلاثية بمثابة مشروع مشترك بين شركتي “سي بي آند آي” و”شيفرون الولايات المتحدة”، وتتمتع بمستوى ريادي في منح تراخيص تقنيات المعالجة، مقدراً قيمة الاتفاقية بنحو 40 مليون دولار، مبيناً أن مركز البحوث والتطوير في أرامكو السعودية نجح في تكريس جهوده خلال السنوات القليلة الماضية عبر تحقيق عددٍ من براءات الاختراع لابتكار هذه التقنية المتطورة من أجل تعزيز إنتاج الكيميائيات بكميات أكبر عن ذي قبل.

وأضاف أن هذه التقنية المطورة 100 % في مختبرات أرامكو ستحدث قفزة علمية في التخلّي عن خطوات التكرير التقليدية عبر استخدام عملية تحويل مباشر خاصة بأعمالها. كما أنها تمثّل طفرة تقنية كبيرة تعزِّز تنفيذ مشروعات أرامكو السعودية التقليدية لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات، وتعمل هذه التقنية إلى تحويل 70 % من برميل النفط إلى منتجات بتروكيماوية بزيادة 30 % عن المعدلات العالمية البالغة 40 % وتعزز القدرة التنافسية للشركة وتقلل التكاليف بحوالي 30 % وتزيد إيرادات الشركة وتعتبر قيمة مضافة لبرميل النفط وتقلل من الانبعاثات.

وذكر أن معدل النمو في وسائل النقل يبلغ 1,5 % سنوياً في استهلاك النفط، فيما يقدر النمو على المنتجات الكيماوية 3 % – 4 % سنوياً، مما يعزز القيمة المضافة للبرميل النفط.

وأبان أن اتفاقية التطوير المشترك التي توقعها أرامكو السعودية اليوم هي اتفاقية تقنيَّة في المقام الأول، وتهدف إلى تمكين الشركة من زيادة قيمة كل برميل تنتجه من النفط الخام في المستقبل بحيث لا يكون سوق النفط الرئيس في قطاع النقل فقط بل أيضًا في قطاع المواد الكيماوية.

وبمناسبة توقيع الاتفاقية، قال رئيس شركة “سي بي آند آي” وكبير إدارييها التنفيذيين، باتريك كيه مولين: “إنه لشرف لنا أن نتعاون مع أرامكو السعودية في تطوير تقنية أكثر تنافسية لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات”. وأضاف مولين: “هذا في الحقيقة تكامل فريد للعمليات التقنيَّة المتطورة لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية عالية القيمة، وليس أفضل من هذه الشراكة الثلاثية لتحقيق هذه الغاية”.

من جهته، قال العضو المنتدب في شركة شيفرون لوميناس غلوبال، ليون دو بروين: “ستتحد تقنيات المعالجة الهيدروجينية التي تجلبها شركتنا “سي إل جي” مع تقنية تكسير الإيثيلين التي تجلبها شركة “سي بي آند آي” وتقنية أرامكو السعودية لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات بالتكسير الحراري، لتمثل جميعها أساسًا قويًا للتطوير المشترك الذي تثمر عنه هذه الاتفاقية”.