تعتزم شركة أرامكو السعودية زيادة الإنفاق بشكل كبير لتصل إلى 414 مليار دولار على مدى العقد المقبل، مع تخصيص مبالغ كبيرة من الميزانية التقديرية للبنية التحتية والحفر، حيث تتضمن خطة الإنفاق أعلى من توقعات أرامكو المعلنة في العام الماضي التي حددتها بقيمة 334 مليار دولار إلى عام 2025، حيث تشمل خطة أرامكو 134 مليار دولار لإنفاقها على الحفر وخدمات الآبار، و78 مليار دولار للحفاظ على إمكانات إنتاج النفط. في وقت أنشأت أرامكو بالفعل دائرة للطاقة المتجددة لتطوير مشروعات الرياح والطاقة الشمسية.

وتعكف أرامكو حالياً على تشييد مشروع لإنتاج منصات الحفر ومعداتها الخاصة في مدينة رأس الخير الصناعية وتصنيع أول منصة حفر بحرية بأيدٍ سعودية وجودة عالمية منافسة بحلول عام 2019، وتشييد مشروع آخر لصب وتشكيل المعادن في مدينة رأس الخير الصناعية أيضًا. ويخدم مشروع صب وتشكيل المعادن، والصناعات البحرية، وصناعات متعددة مرتبطة بسلسلة الإمداد لصناعات الزيت والغاز، وبحجم استثمار مشترك يقدر بأكثر من 1.5 مليار ريال حيث قررت أرامكو أهمية تشييده من جانب سعيها لدعم توطين الصناعات في قطاعي الطاقة والصناعة البحرية جنباً إلى جنباً وتوفير نحو 2000 وظيفة للسعوديين، ومن المخطط بدء تشغيل المصنع عام 2020، متزامناً مع التحول الوطني 2020.

في وقت تؤمل أرامكو أن تدعم هذه المشروعات الجديدة خطط تنمية وتوطين سلسة الإمداد لقطاع الطاقة لتعزيز زيادة سرعة الاستجابة وخفض التكاليف لأرامكو السعودية، على أن تساهم هذه المشروعات في تحقيق أهداف برنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد “اكتفاء”، وزيادة المحتوى المحلي بشكل كبير في السلع والخدمات المصنَّعة في المملكة، لتصل إلى 70 % بحلول العام 2021.

في حين أن المشروعين الجديدين لأرامكو يشكلان نقلة استراتيجية على مسار مساعي الشركة الحثيثة لإرساء بيئة عالمية المستوى لسلسلة التوريد وخدماتها في المملكة بصورة فعالة وموثوقة، وتمثل هدفاً وبعداً استراتيجياً وركيزة أساس لبرنامج اكتفاء الذي أطلقته أرامكو قبل عامين بهدف مضاعفة المحتوى المحلي بحلول 2021 وتعزيز كفاءة التوريد.

وتمثل أرامكو الثقل الكبير في مشروعات مدينة رأس الخير التي من أهم أهداف الاستراتيجية تطوير قطاع التعدين والصناعات البحرية بما يواكب التوجه الاستراتيجي للمملكة نحو تنويع مصادر دخلها الوطني، والاستفادة من التكامل بين الصناعات التعدينية برأس الخير والصناعات البتروكيميائية بمدينة الجبيل الصناعية لإنشاء صناعات تحويلية.

ومن المخطط أن يدعم المشروعين مجمع الملك سلمان العالمي للخدمات البحرية في رأس الخير الجاري تشييده حالياً بمشاركة بين كل من أرامكو السعودية والشركة الوطنية السعودية للنقل البحري “بحري” وشركة «لامبريل»، وشركة «هيونداي للصناعات الثقيلة» الكورية، وبحجم استثمارات تقدر بنحو 15 مليار ريال ويشمل المشروع بناء حوض لتصنيع وإصلاح السفن وصناعة أول ناقلة نفط بحرية عملاقة سعودية المنشأ، وإرساء المنصات البحرية وخدماتها المساندة والتي من المخطط إنجازها 2021، وحين إذ سوف تتحول المملكة من مستوردة للسفن وقطع غيارها إلى مصنع عالمي ومصدر لها بصناعة أول ناقلة بحرية عملاقة للبترول تنطلق إلى أرجاء العالم بحلول العام 2021، وتوفير 80 ألف فرصة عمل للسعوديين.

ومن المنتظر أن يسهم المجمع بنحو 64 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، إضافة إلى الحد من واردات المعدات والخدمات البحرية بقيمة تصل إلى 45 مليار ريال، في وقت يهيمن هذا المجمع كأكبر مجمع للصناعات البحرية في الشرق الأوسط من حيث الحجم والقدرة الإنتاجية، حيث سيتم توجيه نسبة لا تقل عن 30 % من إنتاجه للصادرات، ومن المخطط أن يلبي هذا المجمع عند الانتهاء من بنائه احتياجات بناء الحفارات البحرية للنفط والغاز، والمنصات البحرية وسفن الدعم البحري، وناقلات النفط الخام العملاقة.

وتمضي الأعمال الإنشائية في بناء هذا الحوض العملاق قدماً ومن المتوقع أن تبدأ أعمال الإنتاج الرئيسة في المشروع في بداية عام 2019، على أن تكتمل القدرة الإنتاجية للمجمع في عام 2021م. وتعكف أرامكو لدعم وتطوير قطاع التعدين وفق معطيات تنافسية جديدة ومميزة، وباستثمارات ضخمة تجاوزت 130 مليار ريـال، في وقت تستهدف أرامكو دفع قطاع التعدين كإحدى ركائز الاقتصاد الوطني، إضافة إلى قطاعي البترول والبتروكيميائيات، وأن يسهمَ في الناتج المحلي الإجمالي بما يصل إلى 240 مليار ريال.