دخلت المملكة بقوة إلى سوق اللقاحات العالمي وشكلت يوم الأربعاء الماضي 24 يناير 2018م. أول تحالف سعودي أوروبي لنقل تكنولوجيا صناعة اللقاحات إلى الشرق الأوسط، من خلال إنشاء المصنع الأول من نوعه في المنطقة، وأحد أكبر المصانع على مستوى العالم في تصنيع لقاحات الـ بي سي جي، والذي سيقوم في مرحلته الأولى بتصنيع لقاح (BCG) المتطلب في معظم برامج وجداول التحصينات المطبقة في المملكة وبقية دول العالم، بهدف مواكبة التطورات الصحية الدولية، ودعم مرتكزات رؤية 2030.
ووقع الشريك السعودي الممثل في “ألماس العالمية للأدوية المحدودة” اتفاقية نقل التكنلوجيا مع آيه جيه فاكسينس التي استحوذت مؤخراً على كامل إنتاج اللقاحات من المنظمة الاوروبية العريقة (Statens Serum Institut “SSI”)، وبالتالي أصبحت أهم مصدري اللقاحات لجميع دول العالم ومنها دول الخليج والوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وتعتبر الاتفاقية مرحلة أولى للمشروع الضخم والأول من نوعه بالشرق الأوسط.
وأكد رئيس مجلس إدارة شركة ألماس العالمية للأدوية المحدودة محمد علي عبدالله العيسائي أن الاتفاقية التي جرى توقيعها مع الشركة الأوربية تنص على نقل التكنولوجيا الضرورية لتصنيع لقاح (BCG)، وتشمل لأول مرة في منطقتنا تخزين الخلايا المصنعة لهذه اللقاحات التي بدورها ستكون أول إنتاج للقاح نشط في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، كما تنص على تدريب الكوادر السعودية التي ستدير وتنفذ رؤية هذا المشروع من خلال الإشراف على إنشائه سواءً بتدريبهم في مقر مصانع شركة آيه جيه فاكسينس في أوروبا أو في المملكة وإرسال الكوادر الوطنية الى اوروبا لتلقي التدريب المباشر في مصانع الشركة.
ومع الإنتهاء المتوقع من الإنشاءات وبداية الإنتاج التجريبي في أواسط العام 2021، سيواكب هذا المشروع ويدعم مرتكزات رؤية للمملكة 2030.
ولفت إلى أن إنشاء مصنع اللقاحات يعد رافداً هاماً للإنتاج الوطني، ويترجم رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان “حفظهما الله” الهادفة إلى تأمين الاحتياجات من هذه اللقاحات التي لا يمكن الاستغناء عنها، متوقعاً الانتهاء من أعمال الإنشاء
وأشار إلى أن صناعة لقاح BCG هي خطوة أولى في هذا المشروع لدخول عالم صناعة اللقاحات وإضافة مصانع ذات أنشطة جديدة لقائمة مصانع المملكة الكبيرة، مؤكداً أنه يجري في الوقت الحالي تصميم المشروع ليشمل في مصانع مستقبلية جديدة أخرى للقاحات لتغطية حاجة السوق السعودي والخليجي وغيرها من الأسواق الأقليمية، مشيراً إلى أن الدراسات الميدانية تؤكد حاجة السوق المحلي لهذا المشروع، إضافة إلى حاجة السوق العالمي في وقت لاحق، حيث يتميز عن بقية المشاريع الموجودة مسبقاً بامتلاكه للخلايا المنتجة لهذه اللقاحات.
من جهته أكد الرئيس التنفيذي لشركة آيه جيه فاكسينس العالمية كلاوس هيرمانسين جاهزيتهم الكاملة لنقل التكنولوجيا الأوربية إلى السوق السعودي وفق الاتفاقية التي جرى توقعيها، وقال:” بدأنا كمنشأة حكومية لصناعة اللقاحات في أوروبا قبل منذ عام 1902م اي ما يقارب 120 عاماً، وهي المرة الأولى التي نتعاون فيها مع دول الخليج العربي بطريقة واسعة النطاق كهذه، ونأمل أن نساهم في تحقيق الأمن الصحي عبر هذه التقنيات الدقيقة والمتطورة” ، حيث يهدف المشروع الى تأمين احتياجات السعودية والمنطقة من اللقاحات، وسيخلق المشروع الكثير من الفرص التي ستستوعب الخبرات السعودية الموجودة ويمهد الطريق لتبادل الخبرات مع الشركات العالمية المعروفة في هذا المجال.
ويتولى إنشاء المشروع الذي يصنف على أنه أحد أضخم المصانع في العالم لتصنيع لقاحات الـ بي سي جي شركة ألماس العالمية للأدوية المحدودة التي تقوم بإنشاء المصنع الأول في المنطقة، ويعتبر لقاح البي سي جي الذي سيتم انتاجه من أكثر اللقاحات استخداما على مستوى العالم، وقالت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من مليار شخص في أنحاء العالم تم تطعيمهم باستخدام البي سي جي ، وأوصت اليونيسيف بضرورة تطعيم الأطفال وخاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق ذات المعدلات العالية من الإصابة بمرض الدرن .