شهد الاتحاد السعودي لكرة القدم حراكاً غير طبيعي الفترة الماضية وطالت التغييرات عدداً من الأعضاء مابين راحل وقادم، في الوقت الذي يسبق المشاركة الخامسة لــ”الأخضر” في كأس العالم بروسيا 2018 م، مما جعل الشكوك تدور حول مستقبل “الأخضر” في هذه المشاركة، “الرياض” بدورها طرحت العديد من التساؤلات على عدد من الرياضيين السابقين والذين كان لهم تجارب فنية وإدارية مع المنتخبات والأندية عن مدى تأثير هذه التغييرات التي طالت الجهاز الفني والاجهزة الإدارية وعددا من أعضاء الاتحاد السعودي ، قبل المشاركة المرتقبة في المحفل العالمي الأكبر ، وكانت الآراء مختلفة مابين محبط ومتفائل ومستقبل مجهول.
المسحل :المهمة صعبة
في البداية قال المشرف العام على المنتخبات السعودية وأمين عام اللجنة الأولمبية السابق محمد المسحل: “تواجد “الأخضر” في مجموعة لا يستهان بها إطلاقاً ، لكونها تضم المستضيف المنتخب الروسي ومنتخب الأوروغواي صاحب الخبرة من مشاركاته العديدة والمرصع بمحترفين مؤثرين ، والمنتخب المصري الذي يشهد نقله نوعية هذه الفترة من حيث النتائج وتألق أبرز لاعبيه المحترفين بالخارج”.
وأضاف المسحل: “من خلال متابعتي لبعض المواقع الروسية، وجدت مطالب للإعلام الروسي بأن يحقق منتخبهم الكأس، وثقه كبيرة في الفوز على منتخبنا لدرجة انهم يحذرون منتخبهم من الإنعكاس السلبي بالمواجهتين التاليتين، بسبب ثقتهم الكبيرة في خطف النقاط الثلاث الأولى لهم بالافتتاح ، وروسيا أعدت منتخبها بشكل مغاير ومكثف، لاسيما وإنه المستضيف ويريدون تحقيق أفضل النتائج في هذه النسخة”.
ومضى قائلاً: “التأهل من المجموعة بالنسبة لمنتخبنا الوطني سيكون صعباً جداً ولكنه ليس بالمستحيل وأتوقع مشاركة جيدة ومشابهة لمشاركته الأخيرة بعام 2006 م، وهذا هو الأهم أن يظهر المنتخب بصورة مشرفة داخل الملعب وخارجه وأستبعد أن يكون للتغييرات الإدارية أي تأثير على المخطط الذي يسير عليه المنتخب قبل مشاركته رسمياً، طالما ان الأمور الفنية تسير بشكل مستقر والبرنامج الإعدادي لا يطرأ عليه تغييرات كبيرة قبيل المشاركة بوقت قصير” .
واختتم حديثه بقوله : “الهدف كان التأهل لكأس العالم وتحقق، وتبقى الآن الخروج بمظهر مشرف وأن يحقق “الأخضر” أفضل النتائج في هذه النسخة، وأن يتم التركيز على الفئات العمرية بالفترة المقبلة وصناعة أجيال من الناشئين والشباب تخدم الكرة السعودية مستقبلاً” .
ابو اثنين: واثق من النجاح
وأبدى لاعب نادي الهلال والدولي السابق فيصل ابو اثنين ثقته الكبيرة في القيادات الرياضية وعلى رأسها رئيس مجلس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ وجميع منسوبي الاتحاد السعودي لكرة القدم في تقديم العمل المميز الذي يصب في صالح الكرة السعودية خلال مشاركة “الأخضر” المقبلة في كأس العالم 2018م وقال: “التغييرات في النواحي الإدارية سواء كان في أعضاء الاتحاد أوالأجهزة المشرفة على المنتخب لن يكون لها تأثير سلبي على إعداد المنتخب، والرياضة السعودية شهدت تغييرات جذرية ومتسارعة لدرجة أنها أصبحت حديث الوسط الرياضي بأكمله، وبلا شك إنها ضمن الخطوات التصحيحية نحو الطريق الصحيح، وشخصياً أراها تغييرات إيجابية ستخدم رياضتنا في الفترة المقبلة”.
وأضاف: “أما التغييرات الفنية فلو بدأنا بها فسنجد أن الهولندي مارفيك رحل بسبب بعض التفاصيل في عقده، وجاء الخيار على المدرب الأرجنتيني باوزا الذي تم ترشيحه من بعض الخبراء، ولكن الواضح من بعد التعاقد معه أنه بعيد عن التطلعات التي يراها المسؤولون والمراد تحقيقها حتى جاء التعاقد مع المدرب التشيلي خوان انطونيو بيزي وهو قرار موفق سنجني ثماره في المشاركة المقبلة”.
واختتم حديثه بقوله: “الجهود المبذولة مؤخراً سيكون لها مردود ايجابي وخصوصاً خطوة احتراف اللاعبين خارجياً رغم أنها متأخرة”.
عبدالله فوال : الاستقرار مطلب
وأكد لاعب نادي الاتحاد السابق عبدالله فوّال أن التغييرات ليست إيجابية إذ قال: جميع ما يحدث من تغييرات حول المنتخب السعودي بعد إعلان تأهله لكأس العالم لم يكن إيجابياً ولا يخدم الصالح العام خصوصاً الجهاز الفني الذي تولاه الهولندي مارفيك والذي حقق نجاحا باهرا على الرغم من الانتقادات التي طالته والظروف التي صاحبته، وكان من الأولى استمراره بعد التعديل في عقده الجديد وإلزامه بالتواجد لمتابعة الدوري السعودي وتقديم خطة إعداد متكاملة للمشاركة العالمية كذلك الجهاز الإداري الذي كان على رأسه طارق كيال وزكي الصالح اللذان ساهما إدارياً في تحقيق التأهل، وكان أقل تقدير لهما الاستمرار في منصبهما كونهما منسجمين مع اللاعبين”.
وأضاف: “كل هذه التغييرات الادارية سيكون لها تأثير سلبي و كان آخرها استقالة الكابتن ماجد عبدالله التي أعتبرها غامضة ولا أعرف ماهي الأسباب الحقيقية وراء ابتعاده، وأتمنى أن يحالف التوفيق “الأخضر”، على الرغم من أن الفترة المتبقية غير كافية للمدرب الحالي لاسيما وأنه سيقود منتخباً مشاركاً في أكبر بطولات العالم، كونه اسما جديدا على الكرة السعودية”.
الدبيخي : الرؤية غير واضحة
وطالب الناقد حمد الدبيخي بالاستقرار في الجهازين الفني والإداري حتى يتم تحقيق نتائجه مشرفة.
وقال: “المفترض أن هناك برنامجاً موحداً منذ إعلان التأهل، متسائلا لماذا لا يكون هناك ثبات على الجهاز الفني والإداري وماهي أسباب التغيير؟، وعن المباريات الإعدادية هل مواجهة العراق المقبلة ضمن البرنامج الإعدادي؟، إذ إن الرؤية حول المنتخب وإعداده غير واضحة وغير مستقرة وبالتالي فإن النتائج لن تكون جيدة، وهذا ليس في الصالح العام”.
وأضاف: “الإعداد غير متزن حتى الجهاز الفني لم نعرف ماهي فلسفته التدريبية، خصوصاً انه لم يشارك في البطولة الخليجية الاخيرة ولم يلعب حتى الآن مواجهات ودية”.
وعن توقعاته لنتائج المنتخب وحظوظه في التأهل عن المجموعة قال: “الهوية الفنية لـ”الأخضر” مبهمة حتى هذه اللحظة وبذلك لا أتوقع نتائج سلبية او إيجابية، وليس أمامنا الا ان ننتظر المواجهات الودية المقبلة حتى تتضح الصورة الكاملة”.