عقدت اللجنة الوطنية الدائمة لمواجهة الكوارث البحرية بمياه المملكة يومي الأربعاء والخميس الماضيين اجتماعها السابع، برئاسة مدير عام حرس الحدود الفريق عواد بن عيد البلوي، وحضور مندوبي الجهات الحكومية وغير الحكومية الـ(29) الأعضاء في اللجنة، وذلك بقاعة المؤتمرات بأكاديمية محمد بن نايف للعلوم والدراسات الأمنية البحرية في محافظة جدة.

وأكد الفريق البلوي في بداية الاجتماع حرص صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بالوقوف على جاهزية كافة الجهات ذات العلاقة في مواجهة الكوارث البحرية ومراجعة الخطط المعدة والدروس المستفادة للتمارين العملية التي أجريت في هذا الجانب.

وأشار إلى أن هذا الاجتماع يأتي امتداداً لاجتماعاتٍ سابقةٍ وجهودٍ بذلت لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه اللجنة، مبيناً أن الكوارث البحرية ليس لها وصف أو وقت محدد؛ فقد تكون طبيعية أو مفتعلة، كالأعمال الإرهابية أو التخريبية، لذا كان لزاماً على الجهات المشاركة أن تعد الإعداد الجيد لمثل هذه الكوارث من خلال خطط مدروسة لمواجهتها وتهيئة الكوادر البشرية المؤهلة والإمكانات التقنية المناسبة لاحتواء آثارها، والعمل على إعادة الأوضاع إلى طبيعتها السابقة.

وأوضح البلوي أن إمكانيات مواجهة الكوارث البحرية في المملكة متوفرة لدى كافة الجهات بحسب اختصاصها، والأهم من ذلك التوظيف الأمثل لها، والاستفادة القصوى منها في الزمان والمكان المناسبين، مع الأخذ في الاعتبار أن يكون حجم المشاركة في حدود مواجهة الكارثة بقدر ما يتطلبه الموقف وليس بالضرورة إشراك كافة الجهات وهدر الإمكانات والوقت، منوهاً إلى أهمية أن تكون آلية التنسيق والتخطيط على درجة عالية من المرونة حتى تسهم في تنفيذ الخطط وتحقيق الهدف المنشود، بعون الله تعالى.

وقدّم مدير عام حرس الحدود شكره لسمو وزير الداخلية على دعمه وموافقته لعقد الاجتماع، ولكافة أعضاء اللجنة، مثمناً اهتمامهم البالغ بالخروج بتوصيات بنّاءة لتطبيقها على أرض الواقع، والوصول لنتائج تكون دليلاً يتم العمل به في مجال مواجهة الحوادث والكوارث البحرية.

من جانبهم، ناقش المجتمعون النقاط المدرجة على جدول الأعمال، واستعرضوا أهم المحاور، التي جاء في مقدمتها متابعة إنفاذ توصيات الاجتماع السادس للجنة الوطنية الدائمة لمواجهة الكوارث البحرية بمياه المملكة، ومدى استعداد وجاهزية الجهات المشاركة في الخطة، والتوصيات الواردة في محضر اجتماع اللجنتين الفرعيتين لمحور البحر الأحمر وخليج العقبة ومحور الخليج العربي.

واستعرضت اللجنة تقرير الحوادث البحرية التي باشر إدارتها ونسّق العمل لمواجهتها مركزا تنسيق عمليات البحث والإنقاذ بجدة والدمام التابعان لحرس الحدود، وما يقوم به هذان المركزان من دور مهم محلياً وإقليمياً ودولياً، وتقرير لجنة تقييم التمرين العملي (بحث وإنقاذ 1/38) الذي نفذ في المياه السعودية المقابلة لمسؤوليات قطاع الخفجي بالمنطقة الشرقية للجنة الفرعية لمحور الخليج العربي والتمرين العملي (بحث وإنقاذ 2/38) الذي نفذ في المياه السعودية المقابلة لمسؤوليات قطاع ضباء بمنطقة تبوك للجنة الفرعية لمحور البحر الأحمر وخليج العقبة.

من جانبه، أكّد المتحدث الرسمي لحرس الحدود، عضو اللجنة الوطنية الدائمة لمواجهة الكوارث البحرية بمياه المملكة، أن الدولة -رعاها الله- سخّرت كافة إمكانات الأجهزة الحكومية ذات العلاقة في مجال البحث والإنقاذ للمشاركة في المحافظة على حماية حياة الإنسان وممتلكاته، مما حتم على الجميع ضرورة الاستعداد والتخطيط المسبق والمنظم للتنبؤ بالكوارث البحرية والتجهيز مسبقاً لمواجهتها.

من جهة أخرى، زار أعضاء اللجنة الوطنية الدائمة لمواجهة الكوارث البحرية بمياه المملكة، مركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ لمحور البحر الأحمر وخليج العقبة، واستمعوا إلى شرح من قائد المركز للمهام التي يقدمها مركز التنسيق في مجال عمليات البحث والإنقاذ، وما يقدمه أيضاً من أعمال إنسانية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي ومكافحة القرصنة البحرية والسطو المسلح وتمرير البلاغات إلى مراكز البحث والإنقاذ الإقليمية؛ باستخدام أحدث الأنظمة والاتصالات البحرية وقواعد البيانات المشفرة من خلال الربط الإلكتروني لكل من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والشركة الوطنية للنقل البحري.

كما قام الأعضاء بزيارةٍ شاملة لأكاديمية الأمير محمد بن نايف للعلوم والدراسات الأمنية البحرية، شملت الفصول الدراسية والمعامل والمحاكيات الملاحية، وشاهدوا فيلماً تعريفيًا يوضح استراتيجية الأكاديمية ورؤيتها التي تهدف إلى تطوير المخرجات التدريبية لحرس الحدود بما يتلاءم مع المهام والواجبات الأمنية البحرية والبرية المتعددة.