توقع مختصون تراجع الطاقة الاستهلاكية للبنزين في المملكة بعد ارتفاع الأسعار خاصة البنزين درجة 95، علما أن الاستهلاك الحالي من الطاقة يبلغ 4.7 ملايين برميل نفط مكافئ يومياً تتكون من منتجات عديدة، مثل الغاز الطبيعي، وسوائل الغاز، والبنزين، والكيروسين، والديزل، وزيت الوقود، والأسفلت وغيرها.

وأكد لـ”الرياض” د. سليمان الخطاف مدير مركز التميز البحثي للتكرير والبتروكيماويات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، التراجع في استهلاك البنزين في المملكة بعد ارتفاع أسعار الطاقة لكن يصعب حالياً رصد مستواه حيث تبذل حالياً جهود للخروج بالرقم الدقيق لمعدل استهلاك الربع الأخير من 2017 ومقارنته باستهلاك يناير 2018.

فيما قال لـ”الرياض” د. محمد الصبان المستشار الاقتصادي البترولي الدولي أن الانخفاض كبير جداً في استهلاك البنزين المحلي في حين تقدر الطاقة الاستهلاكية بنحو مليون برميل في وقت تراجع استهلاك الطاقة إجمالاً إلى 6 % وكان في السابق 8 % وهي مرشحة لتراجع أكبر.

وشهد إجمالي الطلب على الطاقة في المملكة وتيرة نمو سريعة للغاية، فاقت نسبتها 5 في المئة، سنوياً خلال الفترة 2005 – 2016 متجاوزة بذلك معدل النمو السكاني ونمو إجمالي الناتج المحلي خلال الفترة نفسها

ويعادل استهلاك المملكة من الطاقة نحو 35 في المئة، من إجمالي الإنتاج، ويشمل ذلك النفط الخام والغاز الطبيعي ومشتقاتهما.

وقد ارتفع استهلاك الطاقة في المملكة بوتيرة أسرع بكثير من نمو الناتج المحلي الحقيقي؛ حيث بلغ نمو كثافة استهلاك الطاقة على مدى الـ15عاماً الماضية 0.8 في المئة، سنوياً، مقارنة بانخفاض في أغلب دول العالم، بما في ذلك الدول النامية، وبهذا المستوى تحتل المملكة المرتبة الثانية في كثافة الطاقة على مستوى دول العشرين.

ويبلغ استهلاك البنزين السنوي في المملكة 90 مليون لتر يومياً. ولا يمكن الاعتماد على مستوى استهلاك البنزين وحده لأن الاستهلاك يتأثر بعوامل عديدة كعدد السكان والسيارات وغيرها.

وتحتل المملكة المرتبة الرابعة عالميًا من حيث معدل استهلاك الفرد للبنزين بعد الولايات المتحدة وكندا والكويت؛ حيث يبلغ استهلاك البنزين للفرد في المملكة 1037 لترا سنوياً.

ونما استهلاك الفرد للبنزين في المملكة بشكل متسارع تخطى 2.7 في المئة، سنوياً على مدى الـ15 عاما الماضية، مقارنة بنمو قدره 0.4 في المئة في كندا، وانخفاض في كل من الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وأستراليا.

ويبلغ استهلاك البنزين في المملكة 2,755 لترا سنوياً للمركبة الواحدة، وذلك يفوق استهلاك المركبة في الولايات المتحدة وكندا بأكثر من 20 في المئة، وأكثر من ثلاث أضعاف استهلاك المركبة الواحدة في ألمانيا.

وتنتج أرامكو البنزين في مصافيها المملوكة 100 % في رأس تنورة وينبع والرياض، وجدة بطاقة 73.7 مليون برميل، ومصافيها المشتركة بالمملكة بطاقة 70.2 مليون برميل سنوياً بالتحالف مع شركات شل في مصفاة “ساسرف” بالجبيل بطاقة 2.219 مليون برميل، ومع وتوتال في مصفاة “ساتورب” بالجبيل بطاقة 16.627 ومع إكسون موبيل قي مصفاة “سامرف” في ينبع بطاقة 24.079، ومع سينوبك الصينية في مصفاة “ياسرف” في ينبع بطاقة 21.942 مليون برميل، ومع سوميتومو اليابانية في مصفاة بترورابغ بطاقة 5.357 مليون برميل.

وتعكف أرامكو للتلاحم مع مصنِّعي السيارات الأوربيين والأميركيين؛ حيث نجحت بتحقيق تطورات في كفاءة الوقود وانبعاث الملوثات من خلال استخدام تقنية الاشتعال بضغط البنزين وتم تحقيق ذلك في عدد من السيارات الخفيفة والثقيلة باستخدام مزيج الوقود السائل مثل النافتا عوضًا عن الديزل.

وتابعت “الرياض” توجهات تجارة البنزين الذي ارتفع سعره الفوري في أنحاء العالم في أوروبا وأميركا وآسيا التي بلغت أعلى مستوياتها في يناير 2018 متجاوزة سقف 960 دولارا للطن المتري عن سعر ديسمبر 2017. وفي آسيا ارتفعت أسعار البنزين القياسية بزيادة 20 دولارا للطن المتري إلى 890 دولارا للطن المتري تسليم كوريا ليصل إلى أعلى مستوى في 10 أشهر متتبعاً ارتفاع الأسعار العالمية.