استقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي الوفد الإعلامي السعودي، بحضور سفير المملكة العربية السعودية في بغداد السيد عبدالعزيز الشمري ونقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي وعدداً من أعضاء مجلس النقابة.
ورحب العبادي بالوفد الإعلامي واطلاعه عن قرب على الحياة الطبيعية التي تعيشها بغداد، داعياً للتركيز على ثقافة التعايش والمشتركات بين دولنا وشعوبنا وضرورة التعاون لإنهاء الأزمات وتحقيق الأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة، مؤكّداً أنّ العلاقات بين العراق والسعودية على الطريق الصحيح ونتطلع إلى توسيعها في جميع المجالات بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين، والتعاون من خلال المجلس التنسيقي الذي يعد قاعدة لنمو العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري والخبرات.
وأضاف: لقد نجحنا في وأد الطائفية السياسية وشعبنا اليوم منفتح ويرفض الطائفية وإن السياسي الطائفي قد لزم الصمت، ونحن مصرون على تحقيق العدالة بين أبناء شعبنا بعد تحقيق الانتصار الذي تم بوحدة العراقيين وتضحياتهم في مواجهة عصابة داعش الإرهابية.
وعبّر أعضاء الوفد الإعلامي السعودي عن ارتياحهم لتطور الأوضاع في العراق بعد هزيمة داعش ولما لمسوه من استقرار وتعايش بين أبناء الشعب العراقي.
كما التقى الوفد السعودي بوزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، الذي اصطحب الوفد في جولة حرة بمدينة بغداد، وداخل أحد المولات، واطلعو خلالها على الأجواء العامة داخل الأسواق وحالة الأمن التي تتمتع بها ضواحي العاصمة.
إلى ذلك استقبل وزير التخطيط سلمان الجميلي الوفد الإعلامي السعودي بحضور نقيب الصحفيين العراقيين رئيس اتحاد الصحفيين العرب مؤيد اللامي والسفير السعودي في العراق عبدالعزيز الشمري.
وأوضح الجميلي أن العراق أعد وثيقة عمل لإعماره تمتد لعشر سنوات وتشمل كل القطاعات والأنشطة، مبيّناً أنّ وثيقة العمل تتضمن أولويات في المقدمة منها قطاع السكن والخدمات بكلفة تقديرية 100 مليار دولار وستمول من برنامج الإعمار والقروض وخزينة الدولة وإسهامات القطاع الخاص، مضيفاً: «العراق يخطط لتطوير مختلف القطاعات التنموية وسيكون قطاعا الزراعة والصناعة ضمن أولويات اهتمامنا وأن الخطط تتجه باتجاه الاستغناء التدريجي عن النفط كون العراق مؤهلاً لينحو هذا المنحى بحكم ما يمتلكه من قدرات وإمكانات».
وأعلن الجميلي عن إعادة فتح منفذ عرعر أمام الحركة التجارية اعتباراً من شهر أغسطس المقبل بعد استكمال إعادة الفتح من الجانبين العراقي والسعودي».
وعن العلاقة مع المملكة أكد الجميلي أنها تسير بخطى ثابتة ومتسارعة وأنه لمس خلال زيارته الأخيرة لها أن هناك تشجيعاً من السعوديين للشركات السعودية للاستثمار في العراق والمساهمة الفاعلة في حملة الإعمار، وأن المجلس التنسيقي المشترك سيضع الخطوط الأساسية للتعاون الاقتصادي بين العراق والسعودية، مشيراً إلى أنّ هناك إجراءات فعلية اتخذتها الحكومة العراقية أخيراً للحد من الروتين في مفاصل الدولة لتشجيع المستثمرين وتسهيل مهمة الاستثمار في العراق، مؤكداً أن الشركات السعودية مرحب بها في هذا الميدان لما تمتلكه هذه الشركات من قدرات وإمكانات ولكونها تنتمي لبلد شقيق ومجاور للعراق مما يسهل حركة النقل التجاري بين البلدين.
من جهة أخرى بحث رئيس شبكة الإعلام العراقي مجاهد أبو الهيل مع الوفد الإعلامي السعودي الذي زار الشبكة صباح أمس، سبل تطوير ودعم وتمتين العلاقات الإعلامية بين العراق والسعودية خصوصاً بعد التقدم الذي شهدته العلاقات بين البلدين وتبادل الزيارات بين المسؤولين في بغداد والرياض.
وأضاف: «أنه تم مناقشة تنظيم الخطاب الديني وتأثيره على المجتمع في نشر القيم الإسلامية السامية ومحاربة التطرف والكراهية، خصوصاً وأن الثقل الديني الإسلامي يتمركز في المملكة والعراق وعدد من الدول العربية»، مشيراً إلى أن الإعلام العراقي ساند القوات الأمنية في حربها ضد عصابات الإرهاب والتكفير واحتضنت شبكة الإعلام العراقي وسائل الإعلام المرئية ووحدت الخطاب الإعلامي طيلة أيام القتال والذي توج بالنصر الميمون.
وقال رئيس الوفد الأستاذ خالد المالك: «إن زيارتنا للعراق نقلت الصورة الحقيقية للمدن العراقية الآمنة والمستقرة خلافاً لما تنقله وسائل الإعلام المتعددة عن التدهور الأمني والاقتصادي والخدمي، مؤكداً أن المواطن السعودي يرى الآن بغداد بدون ضبابية وسائل الإعلام التي تحمل أجندة خارجية تعمل على تأجيج الوضع ونشر الأخبار الملفقة الكاذبة، ونوه أننا اطلعنا على التقدم الجاري في شبكة الإعلام العراقي الذي يمتلك خبرات ممتازة في مجال الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة، وسنمد جسور التعاون الإعلامي بين المملكة والعراق»، مبيّناً أنّ الإعلام ليس صاحب القرار وإنما هو حلقة مهمة في توجيه الرأي العام وتنويره، والإعلام السعودي سيتوجه نحو تعزيز التعاون بين البلدين. وكان الوفد الإعلامي السعودي برفقة مؤيد اللامي نقيب الصحفيين وأعضاء النقابة قد زار مقر شبكة الإعلام العراقي واطلع على التطورات الجارية فيها خصوصاً القناة العراقية الإخبارية والأستوديو الحديث فيها.
وعبّر الوفد السعودي، عن سعادته بزيارة العراق، آملاً بتواصل اللقاءات والحوارات الثنائية في مختلف المجالات لزيادة الترابط وتعميق أواصر الأخوة بين الشعبين.