شدد مختصون في التوعية بأضرار المخدرات وأساتذة إعلام، على أهمية تغيير لغة الخطاب الموجه للمجتمع للتوعية بأخطار المخدرات على الصغار والمراهقين.
وأكدوا على أهمية استيعاب الرسائل التوعية الحديثة المتوافقة مع تغيرات المجتمع وتغيرات وسائل الإعلام، وأنه ليس بالضرورة أن تتوافق الحملات الإعلامية التوعوية السابقة مع العصر الحديث، حيث إن بعض الحملات التوعوية قد لا تحقق أهدافها في حال عدم استيعاب اهتمام المراهقين والشباب.
ونظمت أمس ورشة عمل عن “ظاهرة المخدرات ودور الإعلام في الوقاية منها” بالتعاون بين المركز السعودي لدراسات وأبحاث الوقاية من المخدرات والأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
وخلال الورشة أكد وكيل المركز لدراسات الوقاية من المخدرات د. محمد النصار، على أهمية ألا يخاطب الجمهور ولا يقدم لهم معلومات لوقايتهم من المخدرات، بل يجب أن يتركز العمل على استقطاب الخبراء والمتخصصين الذين يسهمون في نقل الخبرات التوعوية إلى أفراد المجتمع.
فيما أوضح د. محمد السريحة مدير إدارة الدراسات والبحوث باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، أن 46 % من المرحلة المتوسطة، و16% من المرحلة الابتدائية من الطلاب عرض عليهم تعاطي المخدرات بإلحاح.
فيما كشف د. محمد القحطاني مدير مدمع الأمل للصحة النفسية، أن عدد المنشآت الصحية النفسية وعلاج الإدمان بلغت 27 منشأة منها ستة تحت الإنشاء، وأن عدد الأسرة بلغت 4133 سرير منها 1070 سرير للإدمان.
وبين القحطاني أن هناك أزمة في إيجاد الكوادر البشرية المتخصصة بالإدمان، حيث إنه بحث في عدة دول عربية لشغل 108 وظيفة خاصة بالإدمان ولكنه لم يجد أي متخصص في ذلك.
وشمل اللقاء مشاركة من بعض الإعلاميين، حيث أكد أحمد الركبان المتحدث الرسمي لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، على أهمية التكامل بين الجهات الحكومية في موضوع مكافحة المخدرات، فضلا عن ضرورة تغيير أساليب التوعية والتثقيف، وأنه بالإمكان الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي التي تحظى بإقبال كبير من الشباب السعودي.
وشاركه بالرأي د. عبد الله العساف أستاذ الإعلام في كلية الاتصال والإعلام بجامعة الإمام، والذي يرى أهمية تكاتف الجهات الحكومية والاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة خاصة مع زيادة الاقبال على برامج كاليوتيوب وسناب شات وتيوتر.
فيما رأى حمد بن شخص مدير الإعلام في مجمع الأمل، أن العناوين المستخدمة في الكتابات الإعلامية والتوعية لها دور كبير في التأثير على الصغار، مستشهدا بلوحة “ممنوع بيع الدخان لمن هم أقل من 18” والتي ثبت أنها عبارة استخدمتها إحدى شركات التبغ بهدف وضع حد أمام الصغار بأن مقياس العمر هم “شرب الدخان”.
ولم تخل الورشة من مداخلات واستفسارات من الحضور، حول أهمية محاربة هذه الظاهرة، والوقوف بحزم أمام بعض العبارات التي تستخدم في وسائل التواصل الاجتماعي و”النكت الاجتماعية” والتي يستهين فيها البعض، وهي كلها تثبت أن استخدام بعض أنواع المخدرات يجعل الإنسان في حالة كوميدية محبوبة، فيما هي العكس من ذلك.
وشارك في الورشة عدد من الجهات الحكومية، كوزارة الصحة وحرس الحدود والجمارك وغيرها من الجهات الأخرى.