كان منظر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم داخل ملعب البصرة، حين حل ضيفاً على شقيقه العراقي، منظراً يبهج النفوس العربية التي تحب الوحدة والتكاف والتآخي، ومسعداً لمحبي الرياضة في الوطن العربي، فقد اتخذت الهيئة العامة للرياضة السعودية، برئاسة تركي آل الشيخ، خطوة التوجه إلى العراق لملاقاة “أسود الرافدين”، ضمن جهودٍ حثيثة يبذلها المسؤولون على الرياضتين السعودية والعراقية، لرفع الحظر عن ملاعب العراق، وإعادة الحياة الكروية للملاعب المنتشرة بين نهري دجلة والفرات، ولم يكن منظراً أجمل من رؤية لاعبي “الأخضر” في ملعب البصرة، إلا حفاوة الاستقبال وحرارة الترحيب الذي وجدته بعثة المنتخب السعودي هناك، إذ استقبلتها الجماهير العراقية بالمحبة والتقدير، واحتفت فيها ليلة المباراة وأثناء المباراة وبعدها.
العراق التي تواجه حظراً دولياً، من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” ، من اللعب على ملاعبها منذ عام 2013، إذ كانت مواجهتها للأردن ضمن تصفيات كأس العالم 2014، والتي شهدت أحداثاً غير رياضية، اضطرت لخوض الكثير من المباريات الرسمية والودية في ملاعب دول أخرى، مما كان له الأثر في انخفاض مستوى منتخب العراق، وكانت الحاجة داعية لعودة الركض فوق ملاعب العراق، لكن هذه الخطوة كانت تتطلب دعماً ومؤازرة من منتخبات عربية وعالمية، وجاء قرار الهيئة العامة الرياضية في وجود المنتخب السعودي هناك، قراراً سيكون له أثر كبير في رفع الحظر الكلي عن ملاعب العراق، فحين يخوض منتخب يستعد لمونديال كأس العالم، مباراة فوق ملاعب العراق، وتحت تنظيم مميز واستقبال حافل، سيكون لذلك أثره البالغ عند المسؤولين في “الفيفا”، لإعادة النظر في قرار حظر اللعب فوق الملاعب العراقية .
خطوة الهيئة العامة للرياضة، هي امتداد لخطوات متعددة قامت بها، في الرياضة العربية خلال الفترة الماضية، للتأكيد على الدور الكبير الذي تلعبه الرياضة السعودية في دعم ومؤازرة الرياضات العربية، فإلى جانب السعي لرفع الحظر عن ملاعب العراق وإعادة الحياة الرياضية إليها، بذلت الهيئة العامة للرياضة السعودية، جهوداً كبيرة في رفع الإيقاف عن الرياضة الكويتية، ونقل بطولة كأس الخليج إلى ملاعبها، كما تكفل رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، تركي آل الشيخ، بعقد مدرب منتخب فلسطين خوليو سيزار .
يحفظ التاريخ هذه الوقفات للرياضة السعودية، على الرغم من المحاولات المتكررة التي تفتعلها بعض الاتحادات العربية، لمحاولة نسبة التحركات للهيئة العامة للرياضة السعودية لنفسها، لكن هذه المحاولات تفشل في مهدها وتندثر مع مرور الأيام، وتبقى المواقف السعودية خالدة في صفحات التاريخ، ومحفوظة في ذاكرة الرياضة العربية إلى الأبد، لا تطالها محاولات العابثين في نسب الجهود لغير أهلها، والتي لم تغير في موقف المسؤولين على الرياضة السعودية، في البقاء جنباً إلى جنب دعم الاتحادات العربية في تطوير اللعبة داخل ملاعبها وإزالة المعوقات التي تواجهها على الصعيدين المادي والإداري.