13 مايو عام 2008، تحلق لاعبو الجبلين حول الأجهزة الإدارية، بعد نهاية مباراتهم أمام الفتح، في الجولة الأخيرة من دوري أندية الدرجة الأولى، كانوا ينتظرون اتصالاً هاتفياً من سيهات، يبلغهم بنهاية مباراة الخليج والفيصلي والتي كانت نتيجتها تسير في صالح الجبلين، إلا أن خمس دقائق كانت كافية للفيصلي أن يحول خسارته لانتصار ويعلن مع صافرة النهاية بقاءه في الدرجة الأولى، وهبوط الجبلين رسمياً إلى مصاف أندية الدرجة الثانية، تساقط لاعبو الأخير أرضاً بعد أن أدركوا أن انتصارهم على الفتح لم يعد مفيداً للبقاء بعد أن سارت النتائج عكس مصلحتهم. الأسبوع الماضي وصل الجبلين إلى الجولة الأخيرة من دوري الدرجة الثانية، ومصير حسم صعوده بيده لا بيد أي منافس آخر، فوق أرضية ملعب الأمير عبدالعزيز بن مساعد بحائل، انطلق لاعبوه يتسابقون على الدخول إلى الملعب، بعد أن اكتظت المدرجات بجماهيرهم الغفيرة، والتي رسمت لهم عبارة “افعلوها” على أوراق “التيفو” الذي يحضر لأول مرة في دوري الدرجتين الأولى والثانية، مع الدقيقة الـ90 كان “الجبلين” متعادلاً مع الرياض 1 – 1، والجماهير تخلت عن مقاعدها ما بين واقف يترقب وآخر غادر الملعب، بعد أن خسر الجبلين مقعد المركز الأول لصالح الأنصار، وأصبح عليه الانتظار لحين معرفة مصيره لاحقاً، تسلل مشرف الرويلي بين دفاعات الرياض وحصل على ركلة جزاء، تقدم شقيقه فايز لتنفيذها ونجح من تسجيل هدف الصعود عند الدقيقة 92 من زمن المباراة، دقائق وأعلن حكم المباراة صافرة النهاية، ومعها صعد الجبلين رسمياً من دون الحاجة للنظر في نتائج الأندية المنافسة، ليطوي صفحة غيابه عن الدرجة الأولى على مدى عشرة أعوام ماضية.

من بين الجماهير المحتشدة حوله قدم رئيس الجبلين خالد الحليان صعود فريقه إلى دوري الأمير محمد بن سلمان هدية من إدارته لأمير منطقة حائل الأمير عبدالعزيز بن سعد وإلى جميع أعضاء شرف الجبلين وجماهيره ومحبيه وقال لـ”الرياض”: الصعود نهديه للذين كانوا داعمين لنا فيما مضى من الموسم وإلى جماهير النادي الكبيرة التي وقفت معنا وساندتنا حتى الدقائق الأخيرة من عمر الدوري وكانوا عوناً لنا في الهزائم قبل الانتصارات بتحفيز اللاعبين وشد همتهم للمباريات المقبلة، ولولا ثقتهم بإمكانيات اللاعبين لما ظل الفريق يبحث عن الفوز حتى الرمق الأخير من عمر المباراة، ودائماً عودنا جمهور الجبلين أن يقف مع ناديه في حالات كثيرة، وفي مباراة الحسم كانوا حاضرين بفعالية كبيرة ورسموا إبداعاتهم في المدرج”.

وأضاف الحليان: “لم يكن طريقنا نحو الصعود سهلاً على الإطلاق، فالإدارة بذلت جهوداً كبيرة مع الأجهزة الفنية والإدارية لتهيئة الفريق لتجاوز كل الصعاب، واستطعنا مع لاعبي الفريق أن نكون يداً واحدة منذ بداية الدوري، لدينا هدف واحد وهو إعادة الجبلين إلى الدرجة الأولى – والحمد لله – تحقق هذا الهدف وعاد الجبلين بالمركز الأول – وبإذن الله سنسعى لتحقيق درع البطولة”.

طموحاتنا منطقية

وعن مستقبل الفريق في دوري الأمير محمد بن سلمان قال الحليان:” تغيير المسمى للدوري محفز كبير لنا في الجبلين على أن نصل إليه، لاسيما بعد التعديلات التي طرأت عليه ورفع سقف المكافآت وزيادة عدد اللاعبين الأجانب، فهذه التغيرات جميعها تصب في مصلحة الدوري وإضفاء الإثارة عليه ورفع مستواه الفني أكثر، وطموحاتنا- ستكون منطقية الموسم المقبل. الجميع صنع الإنجاز

نايف السرهيد الذي ابتدأ الموسم لاعباً مع الفريق، إلا إن إصابة لحقت به حرمته إكمال الركض، ظن معها أن أدواره في الجبلين انتهت، قبل أن يجد نفسه إدارياً للفريق، بارك الصعود لجميع الجبلاويين وقال: “وجود لاعبين مستواهم الفني كبير إضافة لامتلاك الفريق بدلاء مميزين من أهم أسباب الصعود، ولا يمكن أن ننسى الجهد الذي بذلته الأجهزة الفنية سواء المدرب بشير عبدالصمد الذي بدأ معنا الموسم وحقق نتائج مميزة وتصدر بالفريق، وكذلك خالد قماش الذي أشرف على الفريق في الدور الثاني، ولم نخسر معه أي مباراة، إلى جانب ثقة الإدارة باللاعبين وتحفيزهم المادي على الرغم من الظروف المادية السيئة للنادي، والتي كانت سبباً في تأخر مستحقات اللاعبين وعلى الرغم من ذلك لم تتأثر مستوياتهم ولا عطاءهم داخل الملعب، بل كانوا يلعبون في كل مباراة بروح كبيرة يبحثون من خلالها عن تحقيق الانتصار من دون النظر لأي أمور أخرى، وكذلك وجود جهاز إداري مميز بداية الموسم كان عاملاً مهماً في تحقيق الصعود، ولا أنسى الدور الكبير الذي بذله عضو شرف النادي الفعال سليمان المطير الذي أزال الكثير من المعوقات أمام الفريق ونائب الرئيس السابق سعد المطرفي الذي كان له دور كبير في بناء هذا الفريق، إضافة للمشرف على الفريق السابق سعود الخلف، فالعمل تراكمي وهؤلاء ساهموا بتحقيق المنجز”.

وعن تجربته الإدارية الأولى يقول:” تلقيت اتصالاً من رئيس النادي يطلب مني العمل في إدارة الفريق، ولم أتردد بالموافقة لأن من الواجب علينا خدمة الجبلين في أي مكان ووقت، ولأني كنت أشاهد بإخواني اللاعبين روح الانتصار والرغبة بتحقيق النجاح جئت مع زميلي مفوز زايد في إدارة الكرة لنساعدهم على تحقيق رغبتهم – والحمد لله – تحققت، وهذا الصعود فرصة ليتكاتف الجبلاويون على قلب واحد وينبذوا الخلافات بعيداً عنهم”.

حول ما اللحظات الصعبة للفريق؟ قال: “حينما تراجع الفريق من الصدارة بفارق خمسة نقاط عن المركز الثاني إلى المركز الثالث وبفارق نقطي كبير كان الأمر محبطاً للأمانة ولكن بعزيمة اللاعبين وروحهم العالية استطعنا أن ننهي الموسم بصدارة الدوري، ومباراة الدرع أمام الوشم سنلعبها من دون ضغوطات فالفريق ضمن الصعود لدوري يحمل اسماً عزيزاً على قلوبنا، الأمير محمد بن سلمان، وستكون المباراة فرصة ليظهر كل لاعب الإمكانيات التي لديه، ونستحق عطفاً على ما قدمناه هذا الموسم أن يكون ختامها تحقيق الدرع وإعادة الاحتفال من جديد مع جماهيرنا الغالية”.

عزيمتنا لم تنثنِ

قدم قائد الجبلين أنور العنزي شكره وتقديره لأعضاء شرف النادي ومجلس إدارته وجماهيره على وقفتهم مع الفريق طوال مجريات الموسم وقال: “لم يتخلَّ عنا الجميع منذ بداية الموسم، فكنا نجد الإشادة والتحفيز بعد كل مباراة بغض النظر عن نتيجتها، وهذا كان الدافع والداعم الأكبر لنا لتقديم كل ما نملك من مستويات في أرض الملعب، وكان تحقيق الصعود هدفنا الأساسي منذ البداية، وعلى الرغم من أن الفريق مر بجولات أهدر الكثير من النقاط إلا أن هذه النقاط المهدرة لم تثنِ عزيمتنا عن تحقيق الصعود، ولم تزعزع ثقتنا في أنفسنا وإمكانياتنا وظل زملائي اللاعبين يقاتلون في الملعب لتحقيق الانتصار في كل جولة”.

وأضاف: “في مباراة الرياض وجدنا أمامنا مدرجات ممتلئة بالجماهير، وكان هذا المنظر وحده محفزاً لنا لتحقيق النقاط الثلاث وإعلان صعودنا رسمياً، ولا نستطيع أن نوفي جماهيرنا الغالية حقها فهي التي صنعت هذا المنجز، – والحمد لله – تحقق الهدف الأساسي وهو الصعود للدرجة الأولى، وسنلعب مباراتي الوشم بالحماس والروح ذاتهما لنهدي جماهيرنا العزيزة درع البطولة”.

الجماهير تستحق الاحتفاء

على الرغم من أن مشاهد الفرح تكررت أمام مرأى حارس الجبلين محمد البخيتان مرتين الأولى مع الفتح والثانية مع الكوكب، إلا أنه لايزال يستمتع بها في كل مرة يحقق صعوداً مع الفريق الذي يدافع عن شباكه، يقول واصفاً مشهد احتفال الجماهير: “هم الذين يستحقون هذه الاحتفالية والفرح، ورؤيتهم اليوم محتفلين بالصعود داخل منشأة النادي هي اللحظة التي قاتلنا طوال الموسم لنصنعها لهم في النهاية – والحمد لله – تحققت وهم يستحقونها فقد كانوا معنا من البداية، ومنذ الجولة الأولى كنت أشعر أننا قريبين من الصعود، لأننا نمتلك فريق جيد ولديه إمكانيات الصعود على الرغم من أننا تعرضنا لدروب فقدنا بسببه الكثير من النقاط إلا أن ذلك لم يثننا عن هدفنا الأساسي في البحث عن الصعود، فالفريق كان يتصدر الدوري، وهو يفتقد لعناصر مؤثرة كأنور العنزي وفايز الرويلي ومشرف الرويلي وهذا دليل على أنه يمتلك هوية الفريق البطل”.