قطعت شركة “سابك” شوطا كبيرا في استثماراتها لاستغلال خام الحديد في موريتانيا، وتتأهب نحو تدشين مشروع الشركة الموريتانية السعودية للمعادن والصلب “تكامل” المشترك بين “سابك” والشركة الوطنية للمعادن والصناعة “سنيم” الموريتانية؛ حيث بدأت دراسة الجدوى الاقتصادية والتنقيب في مناجم أتوماي الواقعة في مدينة زويرات شمال موريتانيا، حيث تمت معظم عمليات الحفر وتحليل العينات بنجاح في حين بدأت مرحلة دراسات الجدوى البنكية عن طريق التعاقد مع استشاري دولي لتنفيذ جميع الدراسات الميدانية والتحليلية اللازمة حسب المواصفات العالمية المتعارف عليها استنادا إلى البيانات المشجعة التي تم جمعها.
وتتولى شركة “سنيم” أعمال التنقيب، وتنفيذ دراسات الجدوى الاقتصادية، والحصول على التراخيص التعدينية اللازمة، حيث تمثل هذه الشراكة جزءاً من خطط “سابك” الإستراتيجية لتعزيز موقعها الاقتصادي ومنافستها بوصفها أكبر شركة للحديد والصلب في منطقة الشرق الأوسط، ولضمان توفر المواد الخام بأسعار تنافسية وبجودة عالية. وينتظر أن تثمر أعمال التنقيب ودراسات الجدوى الاقتصادية عن نتائج مبشرة واعدة حيث يتم بموجبها اتخاذ القرار لمواصلة الاستثمار في المشروع، وإنتاج المواد الخام اللازمة لمصانع الشركة في السعودية وتصدير الفائض للأسواق المستهدفة.
وتنعم مناجم أتوماي بموريتانيا بثروات احتياطية من خامات الحديد تقدر بنحو 500 مليون طن قابلة للارتفاع إلى مليار طن عند الانتهاء من الدراسات الفنية التفصيلية، وتعتبر مناجم أتوماي من أفضل المناجم العالمية من حيث الجودة، والنسبة العالية لتركيز معدن الحديد في الصخور، وكذلك من أقلها تكلفة في الإنتاج.
وكان قرار “سابك” في الدخول في استثمارات مناجم أتوماي بعد مباحثات مضنية وأبحاث فنية واقتصادية قام بها فريق مختص من الشركة لدراسة عدة فرص استثمارية حول العالم، ويعتبر هذا المشروع أول استثمار لشركة “سابك” في دولة عربية وأفريقية، لتجسد هذه الخطوة حرص الشركة على التوسع في المناطق ذات التنافسية العالية والأسواق الجديدة الواعدة.
إلى ذلك نجحت “سابك” في فرض منافسة عالمية في صناعة الميثاكريليت وتشييدها مشروع الشركة السعودية للميثاكريليت “سماك” المملوكة مناصفة بين “سابك” وشركة متسوبيشي رايون اليابانية، وبتكلفة كلية لتأسيس الشركة وإنشاء المشروع تبلغ 4.5 مليارات ريال.
وينتج المشروع 40 ألف طن متري سنوياً من بولي ميثيل الميثاكريليت و210 آلاف طن متري سنوياً من مثيل الميثاكريليت الذي يعد أكبر مصنع من نوعه في العالم، وتعد هذه المنتجات جزءا من مجموعة منتجات تستهدفها سابك لتعزيز نمو قطاع الصناعات التحويلية على الصعيدين المحلي والعالمي، بما في ذلك صناعة السيارات والإلكترونيات والأجهزة الكهربائية والأجهزة الطبية وغيرها.
كما نجحت “سابك” بتنفيذ مشروع بناء وحدة لتوليد النيتروجين في شركة غاز بمصانعها في ينبع لاستخدامه على سبيل الاحتياط إذا توقفت إحدى وحدات الشركة عن إنتاج النيتروجين؛ حيث يأتي ذلك اتفاقا مع استراتيجية الشركة لتجنب حدوث انقطاع مفاجئ لإمدادات غاز النيتروجين لزبائنها باعتبارها المورد الوحيد للنيتروجين في مدينة ينبع الصناعية، وتبلغ الطاقة الإنتاجية اليومية للوحدة الجديدة 1500 طن من النيتروجين، في حين تم إرساء عقد الإعمال الهندسية والتوريدية والإنشائية إلى شركة اي تيك المحدودة للإنشاءات والهندسة الكورية.
كما نفذت “سابك” مشروع المرحلة الرابعة لتوليد النتروجين في شركة غاز بمصانعها في الجبيل بهدف رفع مستوى السلامة والاعتمادية وإنتاج 50 ألف متر مكب في الساعة وتحسين جودة النيتروجين المرسل إلى شركة صدارة.