أثار قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بشأن آلية الصعود والهبوط لأندية الدرجة الثانية استياء وغضب الكثير من مسؤولي أندية الدرجة الثالثة على غرار اعتماد 24 نادياً مع عدم الهبوط من الدوري والاكتفاء بدوري الدرجة الثانية كأدنى مسابقة مما يعني إلغاء لعبة كرة القدم في الأندية الـ110 بعدما كانت تساهم بدور أكبر من الرياضة يصل إلى حماية الشباب من الانحرافات الفكرية وتأدية الأندية لدورها الأساسي.

وتساءلوا (أين يتجه الشباب وهل يطرقون الأبواب غير الرسمية لممارسة كرة القدم من خلال فرق الحواري؟)، وأكدوا أن القرار سيحد من التطور الرياضي لانعدام المنافسة في دوري الثانية وعند الخسارة في مباراتين أو ثلاث يتوقف الطموح ويبقى مستوى المنافسة بين الفرق متدنياً ولا يوجد دوري في العالم من دون هبوط أو صعود.

وطالبوا الاتحاد السعودي بحمل مسؤولياته اتجاه الشباب والأندية الرياضية في السعي لتطور الكرة السعودية ولابد أن يكون هناك توازن بإعادة صياغة الأندية مع استمرارها في ظل الدعم الذي يحصل عليه الرياضيون من القيادة الحكيمة.

عن هذا القرار يقول رئيس نادي القرية العليا هايف الدويش: «يمثل هذا القرار الرعب لأندية الثالثة ومدى استمرارها من عدمه وإغلاقها فالآلية الجديدة بعدم الهبوط واحتساب الدرجة الثانية كحد أدنى فيه تعطيل لقدرات الأندية الثالثة في حال استمرارها بعيدا عن المنافسة على الصعود، كما أنه إلغاء مباشر لأندية الثالثة وعلاج خاطئ لموقفها ويمثل خطوة إلى الوراء ويجعل من المنافسة في مباريات الدور الثاني من دون جدوى في ظل عدم الهبوط إلى دوري الثالثة».

الشباب سر قوة الرياضة

وصف عضو مجلس إدارة نادي الترجي حسن علي آل يحيا قرار زيادة الأندية بالبشرى السارة للأندية ولكن عدم هبوط أندية الدرجة الثانية جعلنا نعيش في دوامة وصراع نفسي بإلغاء النادي إلى الأبد، وقال: «لا يمكن ان يكون قرارا كهذا يأتي متأخرا من دون علم الجميع ، والكل له حق المساواة والشباب سر قوة الرياضة، وليس من المعقول ان تغلق كرة القدم بالترجي ونتجه إلى الدمام أو الخبر، ونحن في محافظة القطيف لدينا كثافة سكانية تقدر بنصف مليون ولا يوجد من يمثلنا في الدوري السعودي، والترجي يعتبر من الأندية الكبيرة والتي زودت الأندية والمنتخبات السعودية بالعديد من اللاعبين أمثال عثمان مرزوق ونزار عباس وحسن الراهب وأحمد الكسار ومسلم آل فريج ومحمد آل فتيل.. لقد تبدد الأمل في الصعود الموسم المقبل بعد أن كنا نخطط له وهيأنا أنفسنا باحتياجات الفريق من أجهزة فنية وإدارية وطبية ولاعبين ولكننا تفاجأنا بقرار ارتجالي لم نكن نتوقع حدوثه في عهد قائد المسيرة الرياضية المستشار تركي آل الشيخ الذي كلنا أمل فيه بإعادة نقطة عدم الهبوط».

المنافسة انتهت

أكد إداري نادي الصفا علاء البراهيم أن المنافسة انتهت بقرار الاتحاد السعودي بعدم الهبوط وقال: «المنافسة في دوري الثانية لا مكان لها حتى لو تقاعست وتكاسلت فضمان البقاء موجود والاتحاد لم يتشاور مع الأندية في القرار، وليس هناك مبدأ تكافؤ الفرص بين أندية الثالثة التي تسعى للصعود وتحاول أن ثبتت مكانتها في أسوأ الاحتمالات وبالتالي المتعة فقدت في الدوري من خلال صراع الهبوط.. القرار غريب ولا يمكن قبوله من أندية الثالثة التي تبذل أموالاً كبيرة من أجل الصعود».

قرار قاس

اعتبر رئيس نادي القارة عادل الهاشم أن قرار الاتحاد السعودي قاس على أندية الثالثة وقال: «هناك العديد من الحلول البديلة للمحافظة على مكتسبات اندية الثالثة بدل من تعطيها ومن المفترض أن تكون هناك دراسة وافية وكافية قبل اتخاذ مثل القرارا والإبقاء على الصعود والهبوط مع زيادة الأندية بدلاً من إحداث مشكلة للدرجة الثالثة التي تنتظر من القرار أن ينصفها.

خطوة غير منصفة

أوضح رئيس نادي الروضة ايهاب الدوسري أن قرار الزيادة لأندية الدرجة الثانية شيء جيد لكن البقاء على الدرجة الثانية كحد أدنى سيؤثر على منظومة كرة القدم السعودية باختفاء المواهب واندثارها، والضرر لن يقع على الأندية فقط بل على كرة القدم السعودية بشكل عام ونحن نتساءل هل القرار تم دراسته بشكل مستفيض قبل اإعلانه؟ وهل هو لمدة موسم واحد؟ أشياء كثيرة تحتاج للإجابة ودوري الثالثة ركن أساسي في نهضة كرة القدم السعودية لذلك نناشد التغيير وإعادة النظر في موقف الفرق ومصيرها».

قتل للمواهب

قال مدرب نادي الصواب احمد البرية: «من الأجدى في اللجنة الفنية بالاتحاد السعودي الإبقاء على النظام القديم وزيادة الأندية حتى تزيد حدة المنافسة فليس من المعقول أن يتوقف دوري الاحساء المعروف بإنتاجيته للمواهب وتصديرها للمنتخبات الوطنية فهذا ظلم للأندية التي تسعى للتنافس على الصعود للرقي بالرياضة السعودية، وجميع المسابقات في العالم تحكمها ضوابط الصعود والهبوط لإيجاد الإثارة حتى تحتفظ المسابقة بإثارتها وعلى الاتحاد إعادة النظر في هذه القرارات حتى لا تقع الأندية تحت وطأة القرارات المتسرعة ويكون تأثيرها على كرة القدم السعودية بالتراجع الفني مستقبلا».