أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي الحذيفي في خطبة الجمعة على أن فلاح الإنسان وسعادته في التحكم في نفسه، ومحاسبتها ومراقبتها في الأقوال والأفعال، فمن حاسب نفسه وتحكم في أقواله وأفعاله ونظراته بما يحب الله ويرضى فقد فاز فوزاً عظيماً.

وأضاف: يجب على المسلم أن يحاسب نفسه ويجاهدها في الخطرات والواردات على القلب والوساوس، فإن تحكم المسلم في الواردات على قلبه ففرح بواردات الخير واطمأن لها ونفّذها أفلح وفاز، وإن طرد وساوس الشيطان واستعاذ بالله من وساوسه نجا وسلم من المنكرات والمعاصي.

وتابع: القلب الحي هو الذي تسره حسنته وتسوؤه سيئته، والقلب الميت هو الذي لا يتألم بالمعصية ولا يحس بها، ولا يفرح بحسنة ولا طاعة، ولا يشعر بالعقوبات على الذنوب، فتغره الصحة وإقبال الدنيا عليه وقد يظن النعم كرامة له، وفي الحديث: “تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا، فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا، لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ”.

وأكد د. الحذيفي على أن أمراض القلوب كلها تمرض القلب وتميته بالكلية إذا لم يحاسب المرء نفسه، ومن الخير للمرء أن يحاسب نفسه في اليوم والليلة والجمعة والشهر والسنة، ليعلم من حيث أتى ويتوب ويستدرك ما فرط منه، عسى أن يحمد سعيه ويوفق لحسن الخاتمة.