علمت مصادر أن أندية دوري المحترفين السعودي الـ 14 تعاني من أزمة مالية كبيرة منذ ابتعاد الراعي الرسمي السابق للدوري شركة عبداللطيف جميل، ووصلت المتأخرات إلى ستة أشهر منذ نهاية شهر سبتمبر الماضي 2017م، على الرغم من محاولات البعض منها سداد رواتب اللاعبين حتى شهر أكتوبر الماضي، إلا أن الأزمة لا تزال مستمرة بانتظار انفراجها من الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي يواصل محاولاته لتأمين المبالغ للأندية من خلال العديد من المداخيل سواء من هيئة الرياضة أو النقل التلفزيوني، فيما تواجة هذه الأندية مشكلات التأخير مع لاعبيها المحترفين والأجهزة الفنية بعد تراكم المطالبات وتأثيرها على الفرق التي تنافس على البطولات أو التي تصارع من أجل الابتعاد عن الهبوط.

ويتولى رابطة الأندية قيادة جديدة ممثلة بمسلي آل معمر اعتبارا من الـ 11 من مارس الجاري بدلاً من عادل عزت وأكد حينها أن هناك آراء واقتراحات قدمت، وناقشنا كل شيء بالنسبة للعقود المستقبلية وتحديد النسب للأندية لا سيما أن لدينا منتجاً مميزاً وكبيراً وهو دوري المحترفين والكل يبحث عنه، وسيكون لنا اجتماعات مع أعضاء اتحاد الكرة والشريك الاتصالات السعودية حتى نحقق النتائج المرضية، وما لاحظته أن الجميع يتكلم عن أهداف مشتركة برفع العوائد المالية».

فيما تركزت أغلب مطالب الأندية في الاجتماع الأول مع الرئيس الجديد رفع نسبة ما تحصل عليه من المكافآت المالية التي ترصد للنادي عند تحديد المراكز في الترتيب النهائي للدوري ونسبة النقل التلفزيوني، ووعد مسلي بحل المشكلات المالية مع نهاية الموسم الحالي وقبل بداية الموسم المقبل، وزيادة الشركاء لتحقيق مداخيل إضافية.

الجدير ذكره أن الهيئة العامة للرياضة عملت خلال المدة الماضية على إصلاحات كثيرة للأزمات المالية في مختلف لأندية منها رفع مكافآت كأس الملك إلى عشرة ملايين ريال للمركز الأول وخمسة ملايين ريال للمركز الثاني، وإطلاق مبادرة (ادعم ناديك) من خلال فتح حساب بنكي موحد تحت إشراف الهيئة العامة للرياضة وحسابات فرعية خاصة للأندية.

وزيادة فرق الدوري السعودي للمحترفين لتصبح 16 فريقاً بدءاً من الموسم المقبل، وتقديم دعم بمقدار خمسة ملايين ريال سعودي لكل ناد من أندية الدرجة الأولى وإيجاد ناقل تلفزيوني لنقل مباريات الدرجة الأولى كافة، بما يحقق الصورة الأنسب لدعمها ورفع مستوى المنافسة فيها ودعم أندية الدرجة الثانية بمبلغ نصف مليون لكل نادٍ منها.

وإقامة كأس السوبر بداية كل موسم رياضي بين بطل الدوري وبطل الكأس تحت مسمى “كأس هيئة الرياضة لبطل السوبر”، بجائزة قدرها مليونا ريال، إضافة إلى دعم رئيس مجلس إدارة الهيئة تركي آل الشيخ تدخل بصفة مباشرة ودعم العديد من الأندية مالياً، وببعض صفقات اللاعبين، وتسديد الديون ومساعدها على تخطي الأزمات الخارجية خصوصاً مع الاتحاد الدولي “الفيفا”، ومن أبرزها الاتحاد والأهلي والنصر والهلال والشباب، ولكنه توعد مستقبلاً بالمحاسبة والتخلي عمن لا يستطع إدارة أوضاعه المالية ويتورط بالديون، والتأكيد على أنها لا تسقط عن الرئيس في حالة استقالته أو إقالته، فيما لا تزال التحقيقات جارية حول ديون الاتحاد منذ مدة طويلة.

وكان آل الشيخ قد أقال أكثر من رئيس ناد سعودي بسبب المخالفات الإدارية وقال: “أعدكم بانتهاء وقت الإدارات التي تعبث بمصلحة أنديتها، من لم يخدم مصلحة ناديه لا مكان له ومن لن يدفع ويأتي ببرنامج واضح لا مكان له”.

فيما اعترف، مستشار رئيس هيئة الرياضة قصي الفواز بأن الأندية السعودية تعاني من الديون لأسباب عديدة أبرزها سوء الإدارة والإسراف وقال الفواز في تصريحات فضائية: “الأندية تعاني من الديون لأسباب عديدة منها السوء الإداري والإسراف بالعقود، ووصلت ديون النصر وقت تصريحه في السابع من يناير الماضي إلى 240 مليوناً، والاتحاد 317 مليوناً، وديون الهلال والأهلي تفوق الـ100 مليون ريال، وهيئة الرياضة دعمت نادي الهلال بما لا يقل عن 55 مليون ريال والأهلي بـ 95 مليوناً والنصر بمبلغ 44 مليوناً والاتحاد بأكثر من 35 مليوناً، والاتفاق والرائد بـخمسة ملايين، والشباب بما يفوق الـ35 مليون ريال”.