أنهى الفريق الأول لكرة القدم بنادي الوحدة الدور الأول من مباريات دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى متصدراً بـ 31 نقطة وواصل حفاظه على الصدارة حتى نهاية الجولة الـ26 بفارق ثلاث نقاط عن الحزم صاحب المركز الثاني بنقاطه الـ 49، وعن الطائي صاحب المركز الثالث (45 نقطة) بفارق سبع نقاط، وشهدت مسيرة الفريق محطات عدة أولها التعاقد مع المدرب التونسي جميل بلقاسم، خلفًا للمصري عادل عبدالرحمن، الذي قاد الفريق منتصف الموسم الماضي، في ظروف صعبة، ولم تنجح محاولته لإنقاذه من الهبوط من الدوري السعودي للمحترفين، ونجح بلقاسم حتى الآن في إيصال الفريق إلى صدارة الدوري وحقق انطلاقة قوية معه في مباريات الدور الأول.

وعلى الرغم من دعم هيئة الرياضة لنادي الوحدة بثلاثة ملايين، ثم خمسة ملايين مؤخراً إلا أنها لم تكن ذا قيمة كافية لخروج النادي من مآزق المطالبات المالية التي تصل إلى 25 مليون في الفترة الحالية وتعتبر مهمة السداد نظرا لمطالبة بعض اللاعبين والمدربين بحقوقهم المتراكمة منذ عهد الإدارة السابقة، وهذه من المستحقات الموجودة في «الفيفا»، أما في الاتحاد السعودي فوصلت إلى 14 مليون ريال للاعبين منصور شراحيلي وصقر عطيف وعبدالعزيز مجرشي والحارس شريفي وغيرهم، فيما الاتحاد السعودي يطالب النادي بمبالغ كانت الادارة السابقة قد أخذتها سلفة بما يقارب المليون ريال، وللوحدة حقوق لدى اتحاد الكرة مايقارب ثلاثة ملايين ريال وفي انتظار صرفها، وأكبر هاجس لدى الإدارة هو توفير رواتب اللاعبين وتسديد الديون ومازالت المناشدة قائمة من جميع المقتدرين بصفة عامة ورئيس الهيئة العامة للرياضة المستشار تركي آل الشيخ والاتحاد السعودي لكرة القدم بصفة خاصة.

بداية الموسم براتبين فقط

بدأ الوحدة موسمه في دوري الأمير فيصل بن فهد لأندية دوري الدرجة الأولى وسط صعوبات مالية وتخبطات إدارية في فترة رئاسة هشام مرسي، ومنذ تلك الفترة وحتى الآن لم تدخل خزينة النادي أموال وعدت بها الإدارة السابقة كرعايات ومداخيل من متجر النادي ومن أعضاء الشرف الداعمين ومن رئيس النادي ومجلس إدارته إلى أن وصل الحال لماهو عليه الآن من تأخر رواتب وصلت إلى 13 شهراً، إلا أن إدارة السفير محمد الطيب تمكنت من صرف راتبين حتى الآن منذ فترة تكليفها بإدارة النادي، وواجهت صعوبات عديدة في كيفية تسيير أمور النادي، ومازالت تقاتل من أجل عودة الفريق إلى الممتاز، كما أن النادي أصبح ملزماً بسداد بعض الفواتير المتأخرة كالماء والكهرباء وسكن المدربين ومصروفات الألعاب المختلفة، وتسديد ما يقارب أالـف ريال لإحضار وايت ماء شهريا.

ظهور من دون المأمول

عقدت إدارة نادي الوحدة اجتماعين بعد فترة تكليفها وتوزعت المهام على الأعضاء، وقدم مصطفى رضا استقالته لعدم قبوله الانضمام من الأساس في عضوية إدارة المحامي مؤيد سنوسي لوجود اختلافات في بعض جوانب إدارة الأمور وقناعة منه أن الوضع المالي في النادي يحتاج إلى المقتدرين لذلك فضل عدم إكمال المشوار وإتاحة الفرصة لمن يستطيع قيادة الدفة من الناحية المالية وبصفة عامة حتى الآن لم يظهر أعضاء المجلس بالمظهر الذي ينتظره الوسط الوحداوي من توفير سيولة مالية أو تسديد البعض من مديونيات النادي الحالية حتى يتمكن النادي من التسجيل، إلا أن هناك بعض المحاولات الجادة منهم.

وتم تكليف عماد طيب مؤخراً لمهمة مدير عام النادي وقد قدم الكثير من التطوير والعمل الإيجابي في النادي وحرصه على تكثيف حلقة الوصل بين الجمهور وإدارة النادي، كما أوجد عددا من الأفكار التي ساهمت في تقليل الضغوط على رئيس النادي، ويعمل على بحث المشاكل وكيفية حلها مع الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين في جميع ألعاب النادي.

وبعيدا عن هموم الفريق الأول لكرة القدم نجد أن متجر النادي مغلق والعقد مختفٍ عن الأوساط ولم يصل إلى ما كان يتمناه محبو وعشاق النادي ولم يكن هناك أي تجديد أو ضخ ملابس أو مقتنيات تشبع رغبة جماهير الوحدة والتي استغربت إغلاقه منذ فترة ، واتضح بعد البحث والتحري أن الإدارة السابقة أمرت بإغلاقه ولم يتم العثور على العقد.

مخالصة الأجانب

تمكنت إدارة النادي الحالية من المخالصة مع اللاعبين الأجانب الذين تعاقدت معهم الإدارة السابقة ولم تستطع تسجيلهم بسبب الديون المتراكمة، وقد أنهت عقودهم وأزاحت مصروفات مالية كانت تصرف لهم رواتب شهرية وهم لا يشاركون مع الفريق، وهذا من جانب الفريق الأول لكرة القدم، كما أنهت عقود بعض محترفي الألعاب المختلفة لتقليل الصرف المالي على النادي.

وتعيش الألعاب المختلفة حال يرثى له وهبوط الطائرة وتم عمل تسوية ومخالصة للاعبين المحترفين في الألعاب المختلفة في كرة اليد وكرة السلة نظراً لما يتقاضونه من رواتب عالية فيما اللاعبون الهواة السعوديون لهم أشهر عدة لم يتسلموا رواتبهم، لذلك قررت إدارة النادي توفير مبالغ عقود المحترفين لتكون متاحة لصرف رواتب اللاعبين فراتب لاعب محترف يغطي رواتب عدد من اللاعبين وقد أكد رئيس الوحدة بأنها تضحية وأمر في غاية الصعوبة والحزن بأن يتم إنهاء تعاقدات لاعبين محترفين يساهمون في تقوية الفرق، ولكن الوضع الحالي والمادي للنادي يتطلب ذلك إلى أن تتعدل الأوضاع، وفي ظل ذلك تأكد رسمياً هبوط الفريق الأول لكرة الطائرة إلى مصاف أندية الدرجة الأولى لوجود الفريق قبل الأخير في سلم الترتيب مع تبقي ثلاث مباريات، وبسبب قرار اتحاد اللعبة في هبوط أربعة فرق .

بحث مستمر عن المال

اجرت إدارة النادي عدة اتصالات مع أعضاء شرف الوحدة وتجار مكة للحصول على دعمهم ووقوفهم مع النادي في الفترة الحالية ومع مجلس الإدارة وعلى الرغم من الظروف إلا أن الفريق متصدر الدوري حتى نهاية الجولة الـ 26، وعقدت الإدارة اجتماعاً مع عُمد أحياء مكة المكرمة وإدارة الغرفة التجارية وناقشت معهم كيفية توفير الدعم وتوزعت استمارات للاشتراك في عضوية النادي (عضو الجمعية العمومية) أو داعم وتراوحت الاشتراكات كأقل تقدير من 250 ريالا لعضو داعم , و1500 لعضو جمعية عمومية وما فوق للعضوية الشرفية، وأكد رئيس النادي أن: «هناك اجتماعات ستكون مع أعيان مكة، ثم مسؤولي التعليم في مكة وبعض الدوائر ونأمل أن يجد منها وقوفا خاصا لنادي الوحدة وأبنئه».

وقدم طيب شكره وتقديره لكل من وقف ودعم النادي خلال فترة رئاسته وخلال الأعوام الماضية وتمنى استمرارهم وأن يحذوا حذوهم بقية أعضاء الشرف ورجال الأعمال، وكان من أبرز الداعمين للإدارة الحالية عضوا الشرف عبد الرحمن فقيه الذي ساهم في حل الكثير من الأزمات المالية المتعلقة بالمديونيات، وعبدالرحمن رجب بتكفله في تسديد بعض قضايا «الفيفا» الواجبة السداد قبل وقوع العقوبة على النادي، وعاطي الموركي رئيس رابطة مشجعي الوحدة الذي خصه الرئيس بأنه سيقيم له تكريما خاصا لما قدمه ومازال يقدمه من دعم مالي ومعنوي سواء مع اللاعبين أو مع الإدارة أو مع الجماهير الوحداوية، وسيدة الأعمال فوزية جفالي التي تكفلت بزيادة الدعم السنوي للنادي إلى 300 ألف ريال وعضو الشرف المهندس أنس صيرفي بـ 100 ألف ريال بشكل شهري لخزينة النادي، وعضو الشرف رامي تونسي بتكفله بتقديم ملابس وأطقم ومكافآت فوز للفئات السنية في كرة القدم، ورئيس النادي السابق عبد المعطي كعكي الذي قدم دعما ماليا ومكافآت للفئات السنية لكرة القدم والفريق الكروي الأول، ورئيس النادي السابق جمال تونسي بتقديم مكافآت فيما تبقى من مباريات الدوري ومكافأة خاصة حال تأهل وصعود الفريق إلى الدوري السعودي الممتاز للمحترفين.

وقال طيب: «هؤلاء هم الوحداويون الذين يقفون مع أي إدارة تسعى لخدمة النادي وهناك غيرهم الكثير ويتمنى حضورهم ودعمهم للنادي».

العمومية منتصف شعبان

حددت إدارة نادي الوحدة موعداً لانعقاد الجمعية العمومية للنادي يوم الثلاثاء الـ 15 من شعبان 1439هـ بعد نهاية منافسات الموسم الرياضي لأندية الدرجة الأولى ، وأوضح طيب أن مجلس إدارته عازمون على إيصال الفريق إلى الموقع المناسب له والذي يجب أن يكون فيه وهو ضمن أندية الدوري السعودي الممتاز وتحقيق المنهجية الإستراتيجية التي يعملون بها، والرفع إلى الهيئة العامة للرياضة بتحديد الموعد وفي انتظار الرد بالموافقة، ويحتاج الوحدة حتى يعود إلى تكاتف جميع محبي وعشاق الوحدة ورجال الأعمال بدعم الفريق مادياً ومعنوياً، وسيولة مادية لتوفير مكافآت متصاعدة تصرف أولا بأول للاعبين، وتحقيق الفوز في مباراتين من الأربع المتبقية، والابتعاد عن حصول اللاعبين على الكروت الملونة والإصابات قدر المستطاع نظراً لعدم قدرة النادي تسجيل لاعبين محترفين وأجانب، وحصول النادي على دعم مادي من هيئة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم.