قال عدد من المختصين إن إعلان “فوتسي راسل” ضمها السوق السعودي للأسهم إلى مرتبة الأسواق الناشئة الثانوية، الذي يصنف كأحد أكبر مؤشرات الأسهم البريطانية، التي تضم أسهم أكبر مئة شركة بريطانية، يعد الخطوة الأولى في الطريق إلى ربط السوق بأسواق العالم، وفتح الباب لتدفق الاستثمارات الخارجية، وأكدوا أن القرار يعد نتيجة طبيعية تتوج جهود هيئة سوق المال وإصلاحاتها التي توافقت مع أعلى المعايير الدولية المطلوبة؛ لجعل السوق متوافقاً مع غيره من الأسواق المتطورة، وأكثر قدرة على استقطاب المزيد من السيولة في بيئة ناضجة وغير متقلبة.
وقال المحلل الاقتصادي حسين بن حمد الرقيب لـ”الرياض”: إن إعلان ترقية السوق إلى مرتبة الأسواق الناشئة الثانوية هو تأكيد أن السوق السعودي أصبح لديه أنظمة وقوانين وحكومة وشفافية مساوية للمعايير العالمية المطبقة في غيره من الأسواق المتطورة، ويعد الإعلان خطوة في الطريق إلى مزيد من الرقي وإزالة المعوقات أمام تدفق السيولة الأجنبية، وستمهد هذه الترقية بشكل قوي الطريق لدخول السوق السعودي إلى مؤشر “مورجان ستانلي”، وهو المؤشر الأهم الذي تتبع له صناديق استثمارية كبيرة جداً.
وتوقع حسين الرقيب أن تسهم الترقية إلى مؤشر فوتسي للأسواق الناشئة الثانوية بدخول سيولة أجنبية إلى السوق السعودي، تقدر بـ15 مليار ريال، إضافة إلى ما سيحمله دخول المستثمر الأجنبي من فوائد، من بينها نقل الخبرات والمعرفة في حال دخوله إلى الجمعيات العمومية ومجالس الإدارات، إضافة إلى الإسهام بدخول الاستثمار المؤسسي والذي ينتظر أن يكون له دور مهم في خلق بيئة متوازنة للسوق، كما سيكون لدخول المستثمر الأجنبي إلى السوق دوره المهم في زيادة معدلات مشاركة المستثمرين الأجانب في مختلف أسواق السعودية.
بدوره قال أستاذ الاقتصاد بجامعة جدة الدكتور سالم باعجاجة: إن انضمام السوق السعودي لمؤشر فوتسي للأسواق الناشئة يعكس حقيقة السوق من حيث الكفاءة وما يتمتع به من شفافية ومستويات الحوكمة التي تلبي احتياج المستثمر المحلي والأجنبي على السواء، ويظهر ذلك بوضوح في البيان الصادر حول آلية إدراج السوق بالمؤشر والتي تضمنت التنويه بحجمه، وأنه سيشكل نحو 0.25 % من حجم المؤشرات العالمية، و2.7 % من حجم مؤشر الأسواق الناشئة، وأن إدراجه سيكون على أربع مراحل.
وأشار الدكتور سالم باعجاجة إلى أن ضم السوق السعودي إلى مرتبة الأسواق الناشئة الثانوية كخامس دولة عربية يعد خطوة أولى في الطريق إلى الانفتاح على الأسواق العالمية، وسيكون عاملاً في دعم دخول السوق تحت مظلة مؤشر مورجان ستانلي في يونيو القادم.
وتوقع أستاذ الاقتصاد بجامعة جدة أن ينجح السوق في المراحل الأولى من بداية ضمه إلى مؤشر فوتسي في استقطاب استثمارات أجنبية تتراوح بين 8 و10 مليارات ريال مؤهلة للمضاعفة بعيد اكتمال عملية الإدراج التي تضمن بيان “فوتسي” أن المرحلة الأولى منها ستكون بواقع (25 %)، سيتم توزيعها بين يومي 18 مارس (10 %) و22 أبريل 2019 (15 %)، أما المراحل الثلاث الأخرى فستتم بمعدل 25 % لكل مرحلة، بحيث تتوافق مع المراجعات الفصلية للمؤشرات في يونيو وسبتمبر وديسمبر 2019.