بعد ثلاثة أسابيع من الجولات المهمة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لأهم معالم الولايات المتحدة السياسية والعلمية والثقافية، أثمرت الزيارة عن عدد من الاتفاقات التي تهدف بشكل أساسي إلى تنويع اقتصاد المملكة وإبعادها عن الاعتماد الكامل على النفط، إضافة إلى تعزيز قدرات القطاع الخاص، وتأمين فرص عمل في قطاعات وشركات ترى النور لأول مرة في المملكة، السوق الذي تتجه إليه أنظار المستثمرين حول العالم بعد جولة ولي العهد الأميركية أكثر من أي وقت مضى. وكان آخر الاتفاقات، اتفاق بوينغ والشركة السعودية للتصنيع الدفاعي لتطوير الصناعات العسكرية في المملكة، حيث تم الاتفاق على المشروع في سياتل، وبموجب الاتفاق يتم نقل التكنولوجيا العريقة لبوينغ إلى داخل المملكة حيث يبدأ تصنيع قطع غيار الطائرات محلياً وبأيدي مهندسين سعوديين. وتلقى فكرة ولي العهد بجلب كبرى الخبرات التكنولوجية والشركات العالمية إلى المملكة اهتماماً خاصاً في أميركا إضافة إلى مشروع مدينة نيوم، حيث قالت قناة CNBC إن هذين المشروعين لن يغيرا المملكة فقط، بل المنطقة برمتها. وقالت CNBC في مقال على موقعها، إن المتعارف عليه في العالم العربي كان دائماً «لا تجادل الوضع الراهن»، أما المختلف اليوم في السعودية فهو وجود أمير شاب يشجع الشابات والشباب على التغيير والطموح والتطلع للأفضل. وترى القناة أن إقحام التكنولوجيا بهذه القوة وعلى هذه المستويات العالية في المجتمع سيجلب التغيير بكل تأكيد، حيث تهم الرياض ببناء أكبر صندوق للمشروعات التقنية في الشرق الأوسط وذلك برعاية شركة الاتصالات السعودية ومن خلال الجمع بين أحدث التقنيات المتمحورة حول اختراعات «الدرونز» (الطائرات بدون طيار) وأنظمة التعليم الآلي والروبوتات سترى السعودية فرصاً كثيرةً، أولاً في تعريف شعبها على هذه التقنيات، وإدخال المبدعين منهم في المجال التكنولوجي في هذا العالم الذي سيأتي به ولي العهد من أفضل مصادره في العالم «سان فرانسيسكو» ويضعها بيد الشباب السعودي، وتباعاً ستمر المملكة برحلة مثيرة ستفضي قريباً وربما أقرب مما نتوقع إلى صناعات تكنولوجية سعودية بشكل خالص. وقالت صحف أميركية إن الأمير محمد بن سلمان بنى لنفسه وفي غضون فترة قصيرة جداً إرث هام تميز بالتغيير والسعي نحو الأفضل والأقوال المقرونة بأفعال بعيداً عن البروتوكولات التي قيدت المنطقة لوقت طويل، وخلال عام واحد صار بإمكان ولي العهد أن يذكر إنجازات مهمة ملموسة قام بها، حيث اعترفت المؤشرات العالمية بالسوق السعودية التي صارت محط الأنظار بعد خطوات جدية أقنعت المستثمرين حول العالم بأن المملكة تنتقل فعلاً من الاعتماد على النفط إلى تنويع اقتصادها. من جانبها سلطت النيويورك تايمز الضوء على الجانب الترفيهي في المملكة، فعلى الرغم من دخول السينما لأول مرة منذ عقود طويلة إلى المملكة، لم يقبل ولي العهد إلا بجلب أفضل الشركات الاستثمارية في مجال صناعة الترفيه في العالم. وأشارت النيويورك تايمز إلى أن السعوديين هم من الشعوب التي تسافر كثيراً لقضاء إجازات في الخارج، وإذا لم يكن هذا في أوروبا ففي دبي أو الكويت أو غيرها من دول الجوار، وتتوقع الصحيفة أن يتغير هذا الحال بنهوض معالم ترفيهية في المملكة، حيث يتوقع أن تفضل الكثير من العائلات قضاء بعض إجازاتها داخل المملكة، وهذا يعني المزيد من العائدات المحلية وفرص العمل في المملكة.
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/2018/04/03/391026.html