أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ضرورة وجود ائتلاف عربى يضم مصر والسعودية والإمارات والأردن والمغرب تحت رعاية الجامعة لمواجهة التحديات والتهديدات التى تواجهها المنطقة، مشيرا إلى أن القمة العربية المقبلة بالرياض ستسهم فى تحقيق زخم جديد تجاه بعض الموضوعات وفى مقدمتها القضية الفلسطينية.
وقال أبو الغيط، إن هناك مسعى عربيا خلال المرحلة الراهنة فى ظل الإدراك والوعى بمدى خطورة التحديات والتهديدات، التى تواجهها الأمة والشعوب العربية، ومنظومتى العمل العربى المشترك والأمن القومى العربي، مشددا على ضرورة استغلال مثل هذه اللقاءات للقادة، فى إعطاء قوة دفع جديدة للعمل العربي، للتعامل مع هذه المسائل، والتوصل إلى توافقات وإجراءات مشتركة بشأنها، ولا شك أن انعقاد القمة فى دولة عربية محورية كالسعودية، سيخدم تحقيق هذا الهدف، خاصة مع توقع أن تكون المشاركة واسعة من قبل القادة العرب.
وأعرب عن تفاؤله فى أن تسهم قمة الرياض فى تحقيق زخم جديد تجاه بعض الموضوعات مثل القضية الفلسطينية خاصة مع ما شهدناه على مدار الشهور الأخير من تحركات عربية نشطة لدعم الفلسطينيين مع تصاعد الضغوط التى يواجهونها نتيجة المواقف الأخيرة للإدارة الأمريكية، والتصلب المستمر من قبل الجانب الإسرائيلي.
وأضاف أن مركز الثقل الحقيقى للقمم العربية، يتمثل فى النقاشات وبالدرجة الأولى غير الرسمية التى تشهدها لقاءات القادة خلال كل قمة، والتى تمهد الطريق للتوصل إلى التفاهمات المطلوبة حول كيفية التحرك الموضوعات، وأيضا لإزالة التوترات أو الخلافات التى يمكن أن تكون قائمة.
وبشأن أبرز الملفات التى سيتم التركيز عليها خلال قمة الرياض، أوضح أبو الغيط أن القضية الفلسطينية يجب أن تحظى باهتمام كبير خلال القمة، وهو أمر تفرضه التطورات التى شهدتها القضية على مدى الشهور الخمس الأخيرة، نتيجة مواقف الإدارة الأمريكية، وعلى رأسها الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، إضافة لتجميدها لجزء من المساهمة الأمريكية فى ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بما يزيد من معاناة اللاجئين ويحرمهم من خدمات أساسية، فضلا عن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق أبناء الشعب الفلسطينى وما ارتكبته مؤخرا أثناء تظاهرات “يوم الأرض” ضد المدنيين العزل.
وتابع قائلا: “ستكون هناك نقاشات حول ملفى الوقوف أمام الترشيح الإسرائيلى لعضوية مجلس الأمن، والتغلغل الإسرائيلى فى القارة الأفريقية، إلى جانب مكافحة الإرهاب والوقوف أمام تيارات التطرف التى تنخر فى عظام الأمة، ونحن نرى أن العراق نجح بعد معركة استمرت لسنوات فى هزيمة (داعش) على أرضه، ولكن هذا التهديد قائم فى أماكن أخرى من بينها منطقة شمال سيناء، التى يخوض فيها قوات الجيش والشرطة معركة بطولية، فى ظل ظروف أوضحت الحجم الضخم للموارد المتوفرة لدى العناصر الإرهابية، كما نرى هذه المواجهة أيضا فى ليبيا وسوريا وتونس واليمن فى أشكال مختلفة“.
وتوقع الأمين العام للجامعة العربية، أن تشهد القمة أيضا التركيز بشكل كبير على قضية التدخل الخارجى فى الشأن الداخلى العربي، من جانب دولتى الجوار إيران وتركيا، وبصفة خاصة إيران فى ظل منهجها التصعيدى الحالي، واستخدام الحوثيين للصواريخ الإيرانية لزعزعة أمن السعودية، فضلا عن استمرار النقاشات حول مستقبل احتواء الأزمات فى كل من سوريا وليبيا واليمن.