علمت مصادر أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أصبح أمام معضلة كبيرة فيما يتعلق بتحسين مستوى الحكام والتحكيم خلال المرحلة المقبلة واختيار أسماء جديدة للجنة بعد الإخفاقات التي سجلها الإنجليزي مارك كلاتنبورغ على مستوى الإدارة وتنسيق التكليفات خصوصاً الخارجية وتراجع مستوى الحكم المحلي باستثناء نطاق محدود من المباريات غير المهمة أو التي تميل كفتها لصالح أحد الفريقين، بعدما ظن الاتحاد أنه سيقدم خطة بعيدة المدى تكرس الاحترافية وانتشال الصافرة السعودية من وضعها الراهن.

وقالت المصادر: «جميع الخطط التي أعلن عنها سابقاً من هيئة الرياضة بالتعاون مع الاتحاد السعودي، ربما لا يكون النجاح حليفها ما لم يُعد بها النظر بصورة جذرية، والسبب عشوائية العمل المتراكمة، ويحتاج تصحيحها إلى وقت وخبراء على مستوى كبير، لوجود ملفات صعبة تعترض طريق تطوير التحكيم، أولها عدم وجود العنصر المؤثر في قراراته على مستوى إدارة المباريات، وثانيها، غياب الإدارة على مستوى رئاسة اللجنة، والإنجليزي لم يعد كما كان في السابق، وأصبح مشغولاً بالسفر واستقدام أطقم خارجية طوال الفترة الماضية أكثر من أي شيء آخر، ربما لضبابية مستقبله مع اللجنة، كما أن كثرة تنقلاته بين الخارج والداخل لا يمكنانه من التركيز على وضع الاستراتيجيات المناسبة، وفوق ذلك خلافاته مع بعض الأسماء سواء العاملة في عضوية اللجنة التي وصلت حد الشكاوى أو الحكام الذين يديرون المباريات، واختيار فهد المرداسي موظفاً في هيئة الرياضة بدلاً من عمله السابق ربما مؤشر على أنه سيكون له دور في وضع بعض البرامج، خصوصاً بعدما أصبح حكماً دولياً وقاد العديد من المباريات الكبيرة أهمها نهائي كأس العالم للشباب بين صربيا والبرازيل ومباريات قارية أخرى».

وأضافت المصادر: «على الرغم من تأثر المرداسي بقرار تكليفه في لقاء الأهلي والهلال في الدوري وتراجع اللجنة عن ذلك في زمن قياسي، إلا أن وجود اسمه في نهائيات كأس العالم 2018 لايزال يعزز من معنوياته كثير، فيما استاءت اللجنة والاتحاد السعودي مما حدث، لأنهما يظنان أنهما تسرعا في القرار ولم يضعا ردة الفعل القوية لأنصار الناديين ورفضهما في الاعتبار، مما أحرجهما لدى الشارع الرياضي والقيادة الرياضية، ولكن المرداسي ومساعديه عبدالله الشلوي ومحمد العبكري قادران على تجاوز هذه الأزمة التي جاءت على المستوى المعنوي، ومما يشفع لهم بعدم التأثر أكثر تكليفهم بقيادة نهائي كأس الملك بين الاتحاد والفيصلي».

واستطردت مصادر قائلة: «على مستوى الاستراتيجيات واحتراف الحكم السعودي فهذا يحتاج أولاً إلى رئيس لجنة متفرغ، وأعضاء محترفين على مستوى كبير من الفهم في الإدارة والتخطيط، وما حدث ويحدث من سلبيات، فضلاً عن ضرورة وجود ميزانية ضخمة ربما لا يتمكن الاتحاد من توفيرها ما لم تسنده هيئة الرياضة، وقد فتح إعلان تركي آل الشيخ قبل فترة من دعمه للحكم السعودي أملاً كبيراً لدى الاتحاد بتحسين أداء الحكم، ولكن الواقع يحتاج إلى عمل غير عادي، والمعسكرات الموقتة ما لم يسندها دعم وصبر وبرامج بعيدة المدى لا تفيد، فضلاً عن ضعف المراقبة والتقييم، فالأسماء الموجودة جميع تقاريرها تقليدية وتذكر الأخطاء والسلبيات، ولكنها لا تقدم الحلول، ومما ضاعف المشكلة أن بعض المقيّمين لا يحظون بقناعة من الحكام العاملين الدوليين على اعتبار أن هؤلاء المقيمين لم يحصلوا على الشارة الدولية ولم يقودوا أي مباراة مهمة وبعضهم أبعد عندما كان عاملاً في سلك التحكيم، ودورهم ذكر الأخطاء في التقارير فقط، والظهور عبر البرامج بلغة لا تعبر عن تقييم وتحليل صحيح لما يحدث، إنما نقد يذهب بعضه إلى الشخصنة وهناك من تطغى على لغته لغة التعصب.