عمت الأفراح مكة المكرمة بعد أن أعلن الوحدة عن نفسه بطلاً لدوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى، وخطف بذلك أولى بطاقات التأهل إلى الدوري السعودي للمحترفين، وسهر الوحدوايون حتى ساعات الصباح الأولى محتفلين بعودة «الفرسان» إلى موقعهم مع الكبار قبل جولة من النهاية، وستشهد مباراة الجولة الأخيرة مع الخليج على ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع تتويجهم بالدوري لأول مرة بمسماه الجديد الذي يحمل اسم سمو ولي العهد، واقترنت الفرحة الوحداوية الكبرى بالدعم الذي سبق وأن أعلنه رئيس هيئة الرياضة معالي المستشار تركي آل الشيخ من خلال تكفله بالتعاقد مع سبعة لاعبين غير سعوديين في الموسم المقبل بالإضافة إلى حل جميع مشاكله المالية ورعايته للنادي المكي وتحويله إلى منارة رياضية في مكة، وهو مايعني أن «الفرسان» لن يكونوا ضيوف شرف مثلما كان حالهم في مواسم سابقة، بل ينتظر أن يسجلوا وجوداً مختلفاً من خلال المنافسة على مراكز المقدمة خصوصاً وأن النادي المكي يعتبر مدرسة لتفريخ نجوم كرة القدم المميزين.

واستطاع الوحدة أن يضمن اللقب وصدارة الدوري بعد أن وصل للنقطة 55، بفارق ثلاث نقاط عن منافسه الطائي الذي وإن فاز في آخر جولة وتعثر الوحدة بالخسارة لن يستطيع أن يزيحه من الصدارة بسبب أفضلية المواجهات المباشرة، وحقق «الأحمر» هذه النقاط بعد مشوار طويل وصعب توجه بـ16 انتصاراً وسبع تعادلات فيما تعرض لست خسائر، وسجل الوحدوايون 48 هدفاً فيما استقبلت شباكهم 32 هدفاً، وقدم الفرسان في الدوري عدد كبير من الأسماء المميزة، في مقدمتهم الحارس عبدالله الجدعاني ولاعبا الوسط عبدالاله المالكي ومحمد العتيبي، بالإضافة إلى هداف الفريق ومهاجمه المخضرم موسى مدخلي، وفي الدفاع برز ساري عمرو ووليد محبوب.

وقهر «النادي المكي» ظروفه وأوضاع المالية والإدارية والشرفية الصعبة، وتمكن تحت قيادة المدرب التونسي جميل قاسم من انتزاع بطاقة الصعود، وكانت عزيمة وإصرار لاعبيه وروحهم القتالية هي العنوان الأبرز في دوري الأولى بأكمله، لأنه رغم المشاكل المالية القاهرة وعدم تسلم اللاعبين رواتبهم لأكثر من 12 شهراً وتأخر وقلة قيمة المكآفات التي كانت ترصد بعد كل فوز، رغم ذلك إلا أن الأبطال قاتلوا وكافحوا حتى الرمق الأخير بهدف إسعاد الوحداويين وإعادة الفريق إلى مكانه الطبيعي مع الكبار في الدوري الممتاز.

«الأحمر» تمكن من تحقيق الحلم الصعود بأيدي أبنائه السعوديين، فالمشاكل والقضايا كانت عائق أمام الإدارة لتسجيل أي لاعب غير سعودي أو أي من لاعبي المواليد، علاوة على ذلك لم تتمكن الإدارة من إبرام أي صفقة بسبب قرار منع التسجيل الصادر بحقه بسبب وجود شكاوى على النادي.

ونجحت الإدارة بقيادة السفير محمد الطيب في قيادة السفينة الوحداوية نحو الممتاز، على الرغم من أنها حضرت في وقت صعب للغاية ووسط مشاكل لا حصر لها، لا تقتصر فقط على رواتب ومستحقات ومكافآت اللاعبين والأجهزة الادارية والفنية، بل إنها تمتد لما هو أكبر، وهو توفير أساسيات مقر النادي، مثل تأمين مصاريف المعسكرات وتنقل الفريق وتوفير المياه والكهرباء لمقر النادي وغير ذلك من الأمور التي لا يمكن تجاهلها، ولم تجد الإدارة دعماً يستحق الذكر من محبي النادي ورجالات مكة باستثناء أسماء عدة لا تتجاوز أصابع اليد، وكانت الإدارة تعتمد بشكل كبير على الدعم المقدم من رئيس هيئة الرياضة معالي المستشار تركي آل الشيخ، الذي تدخل في وقت سابق وأنقذ الفريق من عقوبات لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب شكاوى لاعبين غير سعوديين ومدربين.

وفي مشوار الصعود لا يمكن تجاهل الدور الكبير الذي لعبه مدير النادي عماد طيب، وإدارة الكرة ممثلة في مروان دمنهوري وعصمت بابكر، بشهادة الجميع وفي مقدمتهم اللاعبين أنفسهم الذين رغم كل شيء سلبي إلا انهم كانوا يشيدون بأدوار إدارة الكرة ووقفتها معهم.

رئيس الوحدة السفير محمد الطيب قال بعد الصعود: «شكراً لكل من وقف معنا وقدم لنا الدعم المادي والمعنوي وأخص بالشكر اللاعبين فرسان الإنجاز الذين بذلوا مجهودات كبيرة وصبروا على كل الظروف الصعبة من بداية الموسم، قطعنا تذكرة صعود للممتاز بلا عودة للأولى، الوحدة عريق ومن مؤوسسي رياضتنا وفي أطهر بقاع الأرض وجدير بدعم معالي المستشار، اللاعبون صبروا علينا كثيراً وعلي شخصياً بسبب تأخر مستحقاتهم، كل مخصصات مالية تصل لنا كانوا يفرحون بها ويطالبوا بصرف رواتب لهم، كنت أقول لهم مستعد أصرف لكم راتبين أو ثلاثة على حساب إغلاق القضايا لكن مالفائدة إذا فعلنا ذلك وتعرضنا لخصم النقاط وقد يصل الأمر للتهبيط مثلما حدث في قضية اللاعب التونسي زهير الذوادي إذ منحنا مهلة أسبوعين إما نسدد أو تخصم ست نقاط وتهبيط، كنت أوازن بين هذه التحديات ومصلحة اللاعبين، وصرفت ثلاثة رواتب لهم»

وأضاف «علينا قضايا كثير مرفوعة على الصعيدين المحلي والدولي، ونسعى لتسويتها قدر الإمكان، مرينا بظروف صعبة جداً، كل اسبوع يصدر علينا حكم في قضية او اكثر بضرورة السداد او خصم النقاط، لكن في الأخير بتكاتف الجميع وثقة اللاعبين والجهازين الفني والإداري في بعضهم البعض فرحنا بالصعود وتشرفنا بحمل أول بطولة تحمل اسم سمو ولي العهد، وعدت اللاعبين بأن مكافأة الصعود التي سيرصدها اتحاد القدم سأسلمها مكافأة لهم، بحسب علمي انها 750 ألف ريال ومن الموسم المقبل ستصبح خمسة ملايين ريال، أناشد معالي المستشار بأن تكون مكافأة الخمسة ملايين من هذا الموسم خصوصاً وأن البطولة تحمل اسم الأمير محمد بن سلمان».

واستطرد «جميل قاسم هو عراب الصعود والخبير في دوري الأولى، نحن خامس فريق يصعد به للممتاز وهو مدرب كبير وخبير، استطاع أن يقهر معنا الظروف ويقودنا لمكاننا الطبيعي، عانينا كثيراً هذا الموسم، حضرت والفريق تعاقد مع لاعبين أجانب ومواليد لكنه ممنوع من تسجيلهم لأن القرار صدر بعد التعاقد معهم، وأول قرار اتخذته هو تسريحهم بدلاً من صرف رواتب لهم دون فائدة، اعتب كثيراً على عزوف أهل مكة وعدم وقفتهم معنا ودعم النادي، الوحدة أسس الرياضة في السعودية ونجوم الأندية عدد منهم تخرجوا من النادي، لا يليق به أن يكون في دوري الأولى، عقدت اجتماعات عدة مع رجالات مكة لمعرفة سبب عزوفهم ولم نصل إلى نتيجة، المجمعة مثلاً محافظة ولديها فريقان مميزان في الممتاز وفريق في الأولى، ومن المحزن أن يكون فريق مكة الوحيد في دوري الأولى، لعل وعسى بعد الصعود نجد وقفة أفضل من الوحداويين ورجال مكة، فالمكافأة المرصودة تعتبر زهيدة مقارنة بحجم تعب اللاعبين هذا الموسم».

بدوره قال المدافع كامل المر: «فرسان مكة عادوا إلى مكانهم الطبيعي، موسم صعب للغاية ومرت علينا ظروف قاهرة، تجاوزناها ولله الحمد وكنا مصممين أن نعود للممتاز وبالصدارة، الصعود تحقق بفضل الله ثم بمجهودات اللاعبين الابطال، مكة تستحق ان تفرح، وجمهورنا وقف معنا ودعمنا، شكراً لكل من ساندنا وبإذن الله يكون صعودنا هو الاخير وان يستمر الاحمر مع الكبار».

وتحدث لاعب الوسط محمد العتيبي عن الصعود بقوله: «لاعبونا رجال، بدون لاعبين غير سعوديين ولا مواليد وبدون رواتب وبمكافآت قليلة ولا تتضاعف كسبنا الرهان وصعدنا للممتاز، مكاننا مع الفرق الكبيرة، نمتلك لاعبين مميزين ويستحق عدد منهم اللعب مع المنتخب، روح الوحدة قالت كلمتها في النهاية، لذلك حققنا المراد بالصعود».

وقال المهاجم موسى مدخلي: «شكراً لكل من دعمونا ووقفوا معنا ولم يقصروا في دعمنا، شكراً لمعالي المستشار الذي وقف معنا في هذه المرحلة المهمة، موسم صعب وظروفنا لو تعرض لها فريق آخر لصارع على الهبوط، لكن حبنا للنادي جعلنا نقاتل وننسى كل المشاكل من اجل العودة للممتاز، بعد الصعود اتمنى ان يلتفت لنا رجال مكة للوقوف معنا ودعمنا، روح الوحدة هما مروان دمنهوري وعصمت بابكر، ويحسب لهما الصعود بنسبة 70 في المئة».

من جهته قال عضو شرف الوحدة ورئيسه الأسبق حازم اللحياني: « الحمدلله على هذا الانجاز، رغم كل الظروف التي صاحبت الفريق في هذا الموسم من منع التسجيل والرواتب المتأخرة الا أن اللاعبين وقبلهم الادارة بقيادة السفير واعضاء مجلس ادارته والجهاز الفني والاداري بقيادة عصمت بابكر والمهندس مروان دمنهوري كانوا يعملون ليل نهار وبصمت وحكمة جعلت من المستحيل سهل وافرحوا اهالي مكة،

كنت على ثقه في اللاعبين لانهم رجال مواقف قدموا مصلحة الكيان وضحوا بأمور كثيرة اثرت على حياتهم الاسرية ولكنهم صبروا ونالوا، وبهذه المناسبة اوجه الشكر لمعالي المستشار تركي آل الشيخ على دعمه لنادي الوحدة وتكفله بحل كل القضايا والمحترفين التي بدورها ستسهم في عودة الفريق للواجهة من جديد وبقوة وتسهيل مهمة الادارة القادمة التي اتمنى لها التوفيق والنجاح في هذه المهمة الصعبة، وسأسلم اللاعبين مكافأة بمناسبة تجاوز مواجهة المجزل والصعود للممتاز».

وقال عضو مجلس الادارة الأسبق وعضو شرف النادي مروان شعبان: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، اليوم نعيش فرحة كبيرة شملت كل الوحداويين والمجتمع المكي بتتويح فرسان مكة ببطولة كأس سيدي محمد بن سلمان، ابارك لابطالنا اللاعبين على اصرارهم وتغلبهم على الظروف الصعبة التي مروا بها، باصرار وعزيمة الرجال اعادوا الفريق لمكانه الطبيعي بين الكبار، اشكر ادارة الكرة ممثلة في المهندس مروان دمنهوري وعصمت بابكر على حسن ادارتهم، وعملهم في صمت ونجاحهم في اداء المهمة، الشكر موصول للسفير محمد طيب ومجلس ادارته لتحملهم المسؤولية في وقت عصيب وظروف صعبة، واوجه الدعوة لأهل مكة ومحبي الوحدة الالتفاف حول نادينا ودعمه بكل السبل المادية والمعنوية استعداداً للموسم المقبل ويحقق آمالهم».