أكد خبراء نفطيون أن العوامل الجيوسياسية الراهنة ساهمت في رفع مستويات أسعار النفط خلال اليومين الأخيرين، وأن أسياسيات الأسواق تشهد تحسناً كبيراً في ظل الالتزام الكبير من قبل أطراف الخفض النفطي.
وقال المحلل النفطي الدكتور محمد الشطي: ارتفعت أسعار نفط خام الإشارة بمقدار 6 دولارات للبرميل منذ السادس من إبريل 2018 وسط التصعيد السياسي والتهديد الأميركي بتوجيه ضربة عسكرية للنظام في سورية، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ حوثية من اليمن على السعودية، فهذه العوامل الجيوسياسية بلا شك تغذي المخاوف في أسواق النفط حول إمدادات النفط في أسواق النفط، خصوصاً في ظل التهديدات الأميركية ورغبتها في استمرار العقوبات على إيران والمتوقع في 12 مايو 2018م، ودرجة تأثر أسواق النفط ترتفع مع ارتفاع وتيرة التهديدات العسكرية في ظل اتجاه السوق النفطية للتوازن مع تناقص الفائض في أسواق النفط، وذلك بالتزامن واستمرار تسجيل تحالف المنتجين من داخل وخارج الأوبك 24 بتحقيق نسب التزام عالية مع خفض الإنتاج من فنزويلا والسعودية وليبيا والجزائر، وبالتالي تحسنٌ مستمرٌ في أساسيات السوق النفطية مدعوماً بتصعيدٍ سياسي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
وأردف بقوله: هذا يعني أننا أمام مرحلة ارتفاعٍ في أسعار النفط وذلك إلى حين اتضاح الصورة حول تأثير الضربة العسكرية إذا ما وقعت وحجمها ومدة استمرارها، وبانتظار قرار الولايات المتحدة الأميركية حول الملف النووي الإيراني في 12 مايو 2018م، واللافت للنظر هو استمرار خفض إنتاج فنزويلا ليصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً خلال شهر مارس 2018م، كذلك استمرار الخفض في إجمالي إنتاج الأوبك بمقدار 200 ألف برميل يومياً خلال شهر مارس ليصل إلى أقل من 32 مليون برميل يومياً تقريباً، كما أن الفائض في المخزون النفطي في منظمة دول التعاون الاقتصادي والتنمية OEEC استمر في الانخفاض ليصل إلى 43 مليون برميل مع نهاية شهر مارس، ليؤكد اتجاه أسواق النفط نحو التوازن ودعم مؤشر الأسعار، فقد كانت الفوائض النفطية في دول الـ OEEC وصلت إلى 340 مليون برميل في يناير 2017م، ثم تراجعت لـ 170 مليوناً في أغسطس من العام نفسه. وذكر الشطي أن ارتفاع الأسعار جاء بالرغم من توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي عبرت عن ارتفاع الإنتاج النفطي الأميركي من النفط 11.4 مليون برميل يومياً مع نهاية العام 2018 م، ويبقى استمرار تعافي أسعار النفط يعكس التحسن في أساسيات الأسواق سواء العرض أو الطلب، ولكن تبقى ورقة الحرب التجارية المحتملة بين الولايات المتحدة والصين من الأوراق التي تؤثر في مسار السوق إذا ما حدثت، أسعار نفط خام الإشارة برنت تفوق السبعين دولاراً للبرميل وتتجه نحو 75 دولاراً للبرميل، إلا أن أي ضربة عسكرية أميركية لسورية لا تعني تأثر الإمدادات من الخليج العربي أو اتساع دائرة الحرب فإنها سيكون تأثيرها محدوداً في ارتفاع أسعار النفط لفترة معينة تعود بعدها الأسعار إلى المستويات التي تعكس واقع السوق وأساسيات ميزان الطلب والعرض.
بدوره قال كامل الحرمي – خبير نفطي – الأوضاع الراهنة لا تعدّ طبيعية لأسواق النفط التي تشهد نشاطاً واضحاً للمضاربين في الأسواق الآجلة الذين يستغلون الأوضاع الجيوسياسية الملتهبة بسبب الضربة الدولية المشتركة للنظام السوري، وهذه العوامل بلا شك تشعل سعر برميل النفط.
وأضاف بقوله: تحرير العقود الآجلة هذه الأيام تكون على أساس الأسعار الحالية، بالإضافة لعشرة أيام مستقبلية وأخرى سابقة للعقد، بل إن بعض العقود تكون مدتها شهراً كاملاً وبسعر العقد المحرر سابقاً.