ارتفعت أسعار تصدير خامات منتج “البولي إيثيلين ترفتالات” (PET)، الذي تتزعم المملكة ممثلة بشركة “سابك” إنتاجه بالشرق الأوسط، خارج الصين لتصل إلى أعلى مستوى حققته منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف هذا الأسبوع، وذلك على خلفية ارتفاع سلسلة المواد الأولية، ومن ضمن العوامل التي أسهمت في تعزيز هذه النبرة الصعودية انخفاض مستويات العرض لدى بعض من المنتجين المحليين بالإضافة إلى تعافي الطلب تأثرًا بالموسم الحالي.

وسجل سوق التصدير الصيني في المجمل زيادات تصل إلى 95 دولاراً للطن خلال أسبوع واحد فقط، وذلك وفقًا لما أفاده متوسط البيانات الصادر عن “مؤشر أسعار كيم أوربس”، وفي غضون ذلك، علق تاجر في شنغهاي قائلًا “حافظت أسعار “البولي إيثيلين ترفتالات” على اتجاهها الصعودي هذا الأسبوع أيضًا نظرًا لارتفاع أسعار النفط الخام التي أدت إلى ارتفاع أسعار اللقيم الفورية أيضًا”؛ وأكد أطراف السوق أيضًا أن تحسن الطلب من أسواق التصدير تماشيًا مع اقتراب شهر رمضان له دور كبير في هذه الحركة الصعودية.

ومن الملاحظ أن أسواق استيراد “البولي إيثيلين ترفتالات” جنوب شرق آسيا سارت على النهج نفسه، حيث وصلت الأسعار لأعلى مستوياتها منذ شهري أغسطس أو سبتمبر لعام 2014 في العديد من الأسواق مثل الفلبين وإندونيسيا وتايلاند وفيتنام.

وفي نفس المنحى أعلن منتج تايلاندي عن زيادات تتراوح قيمتها بين 20-40 دولاراً للطن على عروضه مقارنة بالأسبوع الماضي، معلقًا “تقدم معظم عملائنا بطلباتهم قبل شهر رمضان توقعًا منهم بارتفاع الأسعار في الفترة المقبلة”. وأضاف تاجر في فيتنام “طبقنا زيادة قدرها 70 دولاراً للطن على أسعار “البولي إيثيلين ترفتالات” الصيني هذا الأسبوع لكن الشحنات ستصل في نهاية مايو أو بداية يونيو على الأقل”.

وتنتج المملكة نحو مليون طن من “البولي ايثلين ترفتالات” في وقت طورت شركة “سابك” تقنياتها لفرض منافسة أقوى في الأسواق الدولية، في وقت يحظى بطلب عالمي قوي منتعش وسعر مرتفع ثابت نظرا لأهمية استخداماتها وأبرزها دخوله في صناعة القوارير بمختلف أنواعها المخصصة للمياه والعصائر والألبان والمشروبات الغازية والأدوية التي بدأت المصانع العالمية الاعتماد عليها عوضاً عن العلب البلاستيكية نظراً لانعدام أخطاره البيئية، فضلاً عن دخول المنتج في ألعاب الأطفال وحاويات الطعام وغيرها نظراً لخصوصيته البلاستيكية الصلبة التي لا تسمح بنفاذ الغازات والرطوبة.

وتقدر سوق “البولي ايثلين ترفتالات” في أوروبا بنحو 3 مليارات يورو سنوياً، وتعتمد شركات كبرى مثل كوكاكولا في أوروبا على المنتج في تصنيع عبوات المشروبات، فيما يقدر حجم الاستهلاك العالمي بنحو 30 مليون طن خلال عام 2017، في وقت تعد الأسواق الأوروبية والأميركية الجنوبية والآسيوية أكبر الأقاليم المستوردة والمستهلكة للمنتج.